إنهم يتحالفون ويعيدون صياغات تحالفاتهم وبذكاء قل نظيره في الجنوب حيث لا يقبلون بعضهم البعض وفي أي شكل أو صيغة تحالفيه لمرحلة من الزمن ولو لأهداف محددة , سواء كانت تكتيكية أو استراتيجية , ومع ذلك ندعي أننا نحن الحضاريون والمثقفون والمتعلمون والديمقراطيون والمدنيون والواعيين زورا وبهتانا, وفوق كل هذا وذاك نطلق كل سبابنا وتهكمنا وسخريتنا البلهاء ضدهم بأنهم هم المتخلفون والجهلة والأميون, وبأنهم يحتاجون لقرون من الزمان لكي يصلوا لمستوانا - الضحل هذا!!! ولقد تحالفوا ضدنا منذ يوم الوحدة الأول واصطنعوا حزبا أسموه الإصلاح وبهدف واضح وموجه ضدنا كجنوب واشتراكي . واعترف شيخهم الكبير عبد الله بن حسين وبكل فخر بمذكراته وعلنا وبكل فخر واعتزاز, عاملين من ذلك التحالف كماشة لفرم الاشتراكي والتهام الجنوب ونجحوا في ذلك ومع الأسف الشديد بتعاون ومشاركة قوى سياسية وجنوبية عديدة , ساعدتهم وشاركتهم في ذلك وبقوة لولاها كان من الصعب أن ينجحوا في ما كانوا يسعون إليه. ولولاهم – أولئك الجنوبيون – لكان من الصعب عليهم – أي الشماليون - بمكان أن يحتلوا الجنوب ويقضوا على ترسانته العسكرية والسياسية المتمثلة بالحزب الاشتراكي اليمني! تحالفوا في وجه سلطة العائلة العفاشية كمشترك ولفترة طويلة من الزمن توجت ذروتها في انتخابات 2006م الرأسية والبرلمانية, ثم كلل ذلك التحالف بالنصر في ثورة إسقاط النظام في 2011م! ونجحوا في ذلك نجاحا باهرا وبأقل وقت وكلفة! وعلى إثر ذلك مباشرة, وبسرعة البرق وبلمح البصر غيروا من تحالفاتهم حيث تحول الهدف لإسقاط وتقليص نفوذ الأسرة الأحمرية وبشكل غير معلن وذكي ومن تحت الطاولة حتى تحقق لهم ما أرادوا وبصورة سريعة ومن خلال مفاجئات دراماتيكية غير متوقعة تسقط دماج وهيلمانها الديني والعسكري والسياسي ثم تسقط عمران وتدك قصور وحصون وقلاع آل الأحمر والألوية العسكرية القشيبية التابعة لها بصورة أذهلت الجميع , وما نحن سوى متفرجون مبهورون وكثيرا منا مشجعون, فرحين مهللين بنصر نريده ولم نستطيعه, وحققه لنا هم نيابة عنا , وبدون أي عناء. ودون أن نجرؤ حتى على طلب تحقيقه, لا سرا ولا علانية. وهاهم اليوم يسعون لخلق تحالفات جديدة ومع عدوهم القديم عفاش, وفي طريقهم لخلقه, ولم لا وهم قد اكتسبوا خبرة في ذلك , ولهم سابق تحالف وعروة قبلية وأسرية وثقا. وكذلك هم يجيدون التحرك سياسيا, وفي الوقت المناسب, سواء للسلم أو لخوض حروبهم وبكل جدارة واقتدار, وما الحوثيين إلا خير مثال على ذلك! وليس هم بمثلنا, لا في سلم نافعون ولا في حرب ناجحون ومنتصرون وما حرب 94م إلا أبسط واسطع دليل على ذلك. فقط نحن نمارس العبثية والابتذال في تبعيتنا المذلة والمهينة, بل والمخزية لهم, وبكل المسميات التي هم يخترعوها لنا أيضا ويبتكرونها في أي وقت وفي أي محافظة يريدون. وبمقابل الفتات المأخوذ نهبا من قوتنا وأرضنا وثرواتنا ونفطنا وغازنا, وحتى وصل بنا الأمر أن نقتل بعضنا البعض والقتلى والقاتلون كلهم من بني جلدتنا ووفقا لأجنداتهم وأوامرهم وأموالهم التي هي أموالنا أصلا, ونحن كمان نعرف ذلك وبكل يقين ونمارسه وضدنا وبكل حماس واستماتة قل نظيرها!! وفي ذات الوقت نفسه نجد إن القوى السياسية الجنوبية والنخب الاجتماعية في حالة من التمزق والتشظي وعدم القبول بالآخر, ورافضة رفضا مطلقا لكل الصيغ المقترحة لأي شكل من أشكال التحالف المرحلي أو الاستراتيجي, أو حتى التنسيق فيما بينها ولو لإنجاز وتحقيق النصر, ولو لمهمة سياسية محددة ولفترة زمنية بذاتها. والأمثلة على ذلك كثيرة . وبالذات عند قيام الوحدة وفيما بعدها وأثناء الأزمة السياسية 93-94م والأهم من ذلك منذ انطلاقة الحراك الجنوبي السلمي في 7/7/2007م. على الرغم من دعوات التصالح والتسامح منذ يناير 2006م وحتى اليوم . وعلى الرغم من أن الجميع يدرك جيدا إن العالم قاطبة بعربه ومسلميه وأجانبه قد طالب بذلك ليجد قيادة جنوبية يتخاطب معها في الشأن الجنوبي لأكن كل المطالبات تحطمت تحت صخرة الأنانية الذاتية الشخصية والسياسية الرافضة لكل تلك المطالب المتكررة حتى من المواطن العادي والبسيط. ومع ذلك فإننا ندعي أننا نحن الحضاريون والديمقراطيون والمثقفون والمدنيون وغيرنا هم الهمجيين والمتخلفين!!!!!!!!!! وعجبي.