وضعت عنوان بعض هذه السطور التي سوف اكتبها على وزن يا عمال الارض اتحدوا فلقد تعالت اصوات وارتفعت الى عنان السماء بعد الجرعة الاخيرة والتي اطلق عليها البعض بجرعة الموت وان اختلفنا فيها بين عاقل واخر رافض الا ان ما يدهش في الامر ان من اقر هذه الجرعة هي حكومة الوفاق الوطني واضع خطين تحت اسم حكومة الوفاق الوطني لان كلمة وفاق مشتقه من كلمة اتفاق فقد اتفقوا كلهم دون استثناء على ضرورة تحرير المشتقات النفطية منذ زمن بعيد وضعوا لها اليه للتنفيذ بعد ان وصلت البلد الى حافة الانهيار الاقتصادي . وبحسب وصف بعضهم حالة الموت السريري الى درجة وصول الدولة الى مرحلة اعلان الافلاس وعدم الايفاء حتى بمرتبات موظفيها فما كان من الحكومة وراس الدولة الا القيام برحلات عاجلة للاستدانة لتعويض العجز ولفترات محدودة تصل الى شهرين او ستة اشهر لتعود الازمة القاتلة من جديد فكان لابد من الذي ليس منه بد وهو الوفاق والاتفاق على رفع الدعم عن المشتقات النفطية وجاء بيان الحكومة ليوضح الاسباب والفوائد من ذلك . لكن ما اصبح يورق المتتبع للأمر ان هناك احزاب ممن في الحكومة انبرت بعد موافقتها على الجرعة للاستفادة من هيجان الشارع الرافض لهذا الامر في محاولة منها لركوب موجة الغضب الشعبي ولإظهار نفسها في دور الحامي المدافع الوافي لكني اعتقد ان من السخيف ان تستمر تلك الاحزاب في لعب هذا الدور لان المسألة اصبحت مثيرة للاشمئزاز وللسخرية في حالات كثيرة من تلك الدعوات للعصيان المدني ورفض الجرعة التي هي من صنعها بامتياز وانا هنا لا انظر او اتفلسف ولكني اعتبر نفسي ناصح لتلك الجماعات الحزبية التي تريد ان تركب الموجه . نصيحتي لهم اولاً في اطارها التنظيمي ان تعلن سحب وزرائها من تلك الحكومة فان لم تفعل فإنني انصح اعضائها او مناصريها ان يعلنوا على تلك الاحزاب التمرد وليتم اغلاق مكاتبها في عموم المحافظات دون استثناء فان لم يفعلوا فنصيحتي لكل مواطن اثقلت كاهله الألاعيب المكشوفة ان اراد ان يغضب ويعلن رفضه ان يرفض مشاركة اي حزبي منتمي لأحزاب الحكومة بين صفوفه في اي حالة غضب سيقوم بها مالم يقم بتقديم استقالته من حزبه الذي ينتمي له واقولها تكراراً ومراراً اتقوا الله يا احزاب حكومة الوفاق.