في الآونة الأخيرة وعندما خرجت الشعوب العربية عن حكامها , لا يقتصر الأمر وصفا عن خروج الأبناء , عن طاعة آبائهم , وخصوصا في الأرياف , والالتحاق بموكب النضال البلطجي, الذي تتفصل ملابسة بالزي العسكري , وتربية الشعر ,ولبس الموضة البلطجية , في دفن القيم والأخلاق ,والسب ,والشتم ,والى حد وصول وقوع البعض في أحضان المخدرات , ومنهم من ترقى إلى رتب القتل ,والتي كانت ناتجة عن انفلات امني تمثل لهم بالمسرح الوطني للخروج ,عن التربية الصحيحة . وبحسب هذا نفيد المتنبه للأمر أن هناك وخصوصا المناطق الريفية ,التي طالها الأمر وصولا إلى سب الابن, للأب ,أو الأم ,وأمام مسمع الناس , وتحت عنوان بلطجي , وتجرأ البعض للسرقة الأغنام, ومنهم من وصل إلى سرقة البيوت ,(ذهب الحريم ) وسرقة محلات, وكثيرة من أنواع السرقة في وقت لم يوجد هناك من يحرك ساكن ومنهم وصل إلى ابعد التوقعات للقضايا المجتمعية . في الآونة الأخيرة وصل ضحية التسيب التربوي ,ومجاميع البلطجية إلى القتل المجهول ليلا ونهارا وهذا ما يشاهد يوميا . الأمر الذي أثار انتباهي وأزعجني كثيرا ,عندما تحدثت مع احد الآباء حول الأبناء, ومشاكلهم ,فوجدت أن مشكلة الآباء كانت محددة بالوضع المأساوي عند نقاشي معه حول دراسة ابنة . تيقنت حقيقة أن أساس المشكلة وجذورها هم الآباء, ونضام التربية الخاطئ ,عندما أدركت أن الإباء وصولوا إلى سقف محدود من الثقافة, وان التفكير توقف ,ولم يعد لهم إلا تقييم الآخرين, قبل تقييم أنفسهم, وتفكيرهم توقف بمشكلة الوضع' لم يكن بمستقبل أبنائهم, وثقتهم العمياء بأولادهم, بتبريرهم من أي شيء قبل السؤال لهم ,ولم ينموا عقولهم بالقراءة ,والتطلع ,سواء ثقافة تلفزيون أو إذاعة أو لو تطور الأمر إلى صحيفة ولم يدرك حتى انتمائها وهذه مأساة. لم يكن يوما أب الأسرة عمل عزومه لأبنائه, ليضعهم على طاولة واحدة ,كي يدرك مشاكلهم, لم يحثهم يوما عن الذهاب إلى المسجد , لم يلزمهم بالتواجد يوم معين ووقت معين في البيت, لم يتطلع لهمومهم ,لم ينصحهم ,ويوعيهم ,لم يعرفوا الخضرة طيلة شهر في اليوم .. فوجدت وأدركت أن الآباء أساس مشكلة التسيب التربوي, وقد يكون الآباء في تسيب عندما تجد حاله الفقر المدقع قد حل بالأسرة, ولم يوجد رادع للأب من خلال توعيته عبر خطباء المساجد, أو عبر ندوات , أو ما شابة ذلك ,في حين أن كل هذه المشاكل سياسة مكرسة من قبل السلطة, ولم تلتمس القيادة الجنوبية هموم المواطنين , باعتبار أن المواطن يستشعر يوما بالاستبشار بقدوم الدولة الحديثة. التي توجهت سياستها نحو المواطن ,ويكون الكل مشارك في النضال الواعي الرامي وبوسيلة السلمية العقلانية ,ولكن للأسف لم نعمل على تصيح مسار مجتمعنا, لنصل لتحقيق المصير والكل يقيم الآخرين ولم يقيم نفسه. أخيرا المواطن الجنوبي لم يتنبه يوما لتحسين وضعة الاقتصادي ' ولو من خلال دخلة المحدود بتقليل صرفيات القات والسجائر وغيرها , ولم يضع له برنامج ولو جمع أولادة في وقت معين يوميا, مثلا وتحضيرهم فقط , ولهذا اثبت أن التسيب التربوي , هم الإباء مشكلة أنفسهم, ونقص الوعي ووصولهم إلى سقف معين من الثقافة وتوقف .