أكدت مصادر فلسطينية تشارك في محادثات القاهرة من أجل وقف إطلاق النار في غزة، أن غياب إسرائيل عن القاهرة لا يعني غيابها عن المفاوضات، وأن هناك قنوات موازية يتم من خلالها التواصل مع الجانب الإسرائيلي. وذكرت المصادر أن الإدارة الأمريكية هي من تتولى إيصال وجهة النظر الإسرائيلية والدفاع عنها وتطويرها في ضوء ما يطرح في كواليس المفاوضات. وقالت المصادر لشبكة إرم إن الولاياتالمتحدة وليس إسرائيل هي التي تتلكأ في الوصول لوقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن الوفد الأمريكي يعتقد "أن وقف إطلاق النار بدون وضوح أفق سياسي لمرحلة ما بعد الحرب على غزة، سيقلل فرص وإمكانيات الاتفاق على تهدئه دائمة". واضافت المصادر إن المرحلة التي تسبق وقف إطلاق النار تهدف إلى تجاوز حالة عدم الثقة الحادة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، باعتبار ذلك شرطا ضروريا للتوافق على أي نقطة حتى لو كانت بمستوى وقف إطلاق النار. وأشارت إلى أن استعجال الوصول إلى وقف لإطلاق النار قد يؤدي إلى انتكاسة كتلك التي حدثت للهدنة الإنسانية التي خرقتها إسرائيل بعدوانها الوحشي الواسع على رفح بذريعة أسر الضابط الإسرائيلي". . وقالت المصادر الفلسطينية إن مسار المفاوضات التي تدور خلف الكواليس تشير إلى أن البحث يتركز على ما "بعد العدوان على غزة وليس الأسباب التي أدت إلى الحرب ومن تسبب فيها". وأضافت هناك من يعتقد أن هناك فرصة لبحث أكثر عمقا في كافة القضايا التي تتعلق بمستقبل الصراع العربي الإسرائيلي . " وأشارت إلى أن "هناك توافقا فلسطينيا على ما يجب بحثه في هذه المرحلة وأن كافة الأطراف الفلسطينية تتجنب الدخول في مناقشة تفاصيل قد تثير خلافات فلسطينية فلسطينية". وعقد ممثلو فصائل فلسطينية بينها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة الجهاد الاسلامي أول اجتماع رسمي مع وسطاء مصريين في القاهرة الاثنين بأمل تمهيد الطريق إلى اتفاق لوقف إطلاق نار دائم مع إسرائيل. وتركزت المحادثات على مطالب اتفقت عليها الفصائل الفلسطينية الأحد من بينها مناشدة مصر تسهيل الحركة عبر حدودها مع قطاع غزة المحاصر. وأوضحت المصادر أن التنسيق السياسي والأمني الفلسطيني المصري، هو تنسيق مرض للطرفين وأن هناك تفهما فلسطينيا للموقف المصري وهناك تفهم مصري للهواجس الفلسطينية. وقالت إن الفلسطينيين لديهم توافق على عودة السلطة الفلسطينية لممارسة مهام أمنية وإدارية في قطاع غزة ضمن آليات متفق عليها في جهود المصالحة الفلسطينية الفلسطينية وعلى ضوء الاعتبارات السياسية والأمنية المستجدة أو الناتجة عن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة. وبالنسبة لنزع سلاح المقاومة قللت المصادر الفلسطينية من أهمية هذا الموضوع، وقالت إن آليات تنفيذه مرتبطة بمفاوضات الوضع النهائي والتي تشكل القضايا والترتيبات الأمنية جزءا أساسيا منها. وقال أعضاء في الوفد الفلسطيني إن مطالب الوفد تشمل وقفا لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة ورفع الحصار عن القطاع وبدء إعادة البناء وكذلك الإفراج عن سجناء فلسطينيين لدى إسرائيل. وبدأت المحادثات بإشراف المخابرات العامة المصرية واستمرت لساعتين تقريبا. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية قول مصادر فلسطينية إن مصر وعدت بأن تبذل كل ما في وسعها لضمان الاستجابة للمطالب الفلسطينية. وقالت مصادر دبلوماسية مصرية إن القاهرة يمكن أن تفكر في زيادة حرية الحركة المحدودة حاليا في معبر رفح لكن ليس مرجحا أن تستجيب للمطالب الفلسطينية بتدفق للتجارة من المعبر. وتقول المصادر إن مصر تصر على أن أي مناقشات حول معبر رفح يجب أن تكون مع السلطة الوطنية الفلسطينية وليس في نطاق اتفاق شامل بين الفلسطينيين وإسرائيل لتخفيف الحصار الإسرائيلي. وتعارض مصر حماس مثلما تعارضها إسرائيل لكن القاهرة لعبت في السابق دور الوسيط في أزمات متكررة في غزة وتبذل جهودا مضنية للتوصل الى اتفاق هدنة يوقف المواجهات الحالية. ولم تتأكد حتى اليوم الاثنين تكهنات لوسائل إعلام عن أن بيل بيرنز نائب وزير الخارجية الأمريكي سيسافر إلى مصر للمشاركة في المحادثات غير المباشرة. ورفض مسؤول في السفارة الأمريكية القول ما اذا كان بيرنز سيصل ومتى. وانهار وقف لإطلاق النار توسطت فيه الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة بعد ساعتين من بدئه يوم الجمعة مع تبادل إسرائيل وحماس اللوم بشأن انهياره. وبدأت إسرائيل حملتها على غزة في الثامن من يوليو تموز ردا على ما تقول إنه تصعيد من جانب حماس وجماعات فلسطينية أخرى في الهجمات الصاروخية عبر الحدود. ثم شنت إسرائيل بعد ذلك هجوما بريا. وقال مسؤولون في غزة إن نحو 1850 فلسطينيا استشهدو كما شرد ربع سكان القطاع البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة. وأكدت إسرائيل مقتل 64 من جنودها في الاشتباكات بجانب ثلاثة مدنيين قتلوا في القصف الصاروخي الذي استهدف مدنا وبلدات إسرائيلية. حصيلة الشهداء في ارتفاع وفي أحدث تطورات الوضع الميداني، اعلن المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة الاثنين ان حصيلة الشهداء منذ بدء العملية العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة ارتفعت الى 1865 فلسطينيا بعد انتشال حوالي 32 جثة. وقال اشرف القدرة لوكالة فرانس برس ان "حصيلة الشهداء منذ بدء الحرب والعدوان حتى الان بلغ 1865 شهيدا غالبيتهم العظمى من المدنيين". واوضح القدرة ان "عشرين مواطنا استشهدوا منذ فجر الاثنين بينهم ثلاثة مواطنين استشهدوا في القصف العدواني على منزل عائلة البكري في مخيم الشاطئ صباحا (بعد دخول الهدنة المؤقتة المعلنة من طرف اسرائيل حيز التنفيذ)". وتابع القدرة "من بين شهداء عائلة البكري الطفلة اسيل محمد البكري وعمرها 8 سنوات". واشار الى انه "تم انتشال 32 جثة على الاقل لشهداء حتى الان من تحت انقاض بيوت مدمرة او في الطرقات خصوصا من خان يونس ورفح (جنوب) والشجاعية (شرق مدينة غزة)". وذكر القدرة بان "عمليات البحث عن شهداء ومصابين مستمرة في كافة مناطق القطاع التي تتعرض للقصف الهمجي". إسرائيل تستأنف العدوان إلى ذلك، اعلن الجيش الاسرائيلي الاثنين انه استأنف قصف قطاع غزة بعد انتهاء تهدئة انسانية احادية الجانب اعلنت عنها اسرائيل الاثنين. وقال المتحدث باسم الجيش بيتر ليرنير "نحن نستأنف عملياتنا بما في ذلك الغارات الجوية ضد البنى التحتية الارهابية في غزة"، مشيرا ان قوات من الجيش تواصل اعادة الانتشار في القطاع بينما تقوم قوات اخرى بالانسحاب منه. وعند انتهاء التهدئة التي استمرت سبع ساعات، توعد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بمواصلة العملية التي دخلت يومها الثامن والعشرين لحين عودة "الهدوء والامن الى اسرائيل". وقال "الحملة في غزة مستمرة" مشيرا الى ان "العملية ستنتهي فقط بعد استعادة الهدوء والأمن لمواطني اسرائيل لفترة طويلة". واضاف نتانياهو في زيارة الى مقر قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية "نحن على وشك انهاء تدمير الانفاق".