التقاه داخل السجن المركزي بصنعاء: ماجد الشعيبي من خلف الألم وقضبان الوجع بسجون صنعاء الاستبدادي الذي لا يعي معنى حقوق الإنسان وكيفية التعامل مع المعتقلين والأسرى بل ويزيد بذلك ليتعامل مع نزلاء السجن كقطيع يستبد بهم بكل ما أوتي من قوة نظام لا يفرق بين الإنسان والحيوان ويفرق فقط بين القبيلي والمدني والحوثي ولإرهابي ويستبد أكثر بالمعتقل الجنوبي الذي لا يملك قبيلة تقف إلى جواره او مجموعة إرهابية تجبر هذه النظام البائد لإخراجه .. رغم الحالة الصحية الحرجة التي يعاني منها الأسير الجنوني أحمد عمر العبادي بسجون الأمن المركزي بصنعاء بحسب التقارير الطبية التي أكدت أن المريض يحتاج إلى عناية مركزة لكونه يعاني من فشل في القلب وفشل كلوي وسوء في التنفس وغيرها من الأمراض التي يعاني منها إلا إن ذلك لم يشفع له لإخراجه إلى مستوصف او مستشفى خاص وكتفت أدارة السجن بوضعه في المركز الطبي الخاص بالسجن الذي لا يملك مقومات عيادة صغيره حيث لا يوجد فيها أي أجهزة او معدات طبية غير ذلك الجهاز الذي يقيس الضغط لطبيب بيطري يدعي انه دكتور يمر مرور الكرام يضعه في يد المريض ليكمل نفخ ذلك الجهاز ويكتفي بإخبار المريض ان حالة الصحية جيدة بعكس ما تقوله التقارير الطبية التي وصفها دكاترة أخصائيين وأثبتت إن حالت المريض خطيرة ،ويبدو أن ذلك البيطري ينفذ أؤمره فقط .
5 أعوام ويزيد والمرقشي لايزال معتقل في سجون صنعاء على ذمة الدفاع عن النفس والعرض حين هاجم مجموعة من بلاطجة النظام الغاشم دار رئيس وناشر صحيفة الأيام هشام باشراحيل ليراد له ان يضع في السجن ظلماً وعدون والدليل القاطع على براءة ،أثناء الجلسات في النيابة طلب القاضي ان يحضر الطرف الثاني بالقضية "صلاح طارق المصري " وإصراره على ذلك تعتذر المحامي لحضوره موكله بحجة وضعه الصحي وانه لا يستطيع حضور الجلسة وبعد سبع جلسات متتالية قال القاضي أنه سيذهب إليه ليزوره في المستشفى ولكون الأمر مجرد افتراء وكذب تم مغالطة الموضوع واحتج بعض حاضري الجلسات ليقوموا بالخروج من المحكمة واخذ المحامي المرتزق الذي كان يكذب على القاضي ان موكله في حالة مرضية وبعد تلك الجلسة تم تغيير القاضي لصرامة تعامله في المحكمة بقاضي أخر اسمه "هاني الربيعي" قاضاً عبارة عن مأمور يؤدي مهامه ليدفع له من قبل المرتزقة أجره اليومي وأجر الشهود الذي كان يسلم لهم مقابل شهادتهم داخل المحاكم دون خجل او اعتبار للقانون او للذمة والضمير الإنساني .
تعرض الصحفي المرقشي لعديد من محاولات الاغتيال في احد المحاكمات بصنعاء حين اخرج في يوم من الأيام لجلسه من جلسات المحكمة التي كانت مدبرة له لكون الجلسة كانت في يوماً أخر وحين وصل برفقة العسكر إلى قاعة المحاكمة وجد احمد نفسه وحيداً دون قاضي او نيابة عامة او محاميين ومن حسن حضه ان هناك فتاة دخلت إلى تلك القاعة هي وأخيه الصغير وحين سأله عن أي القاضي أجابها انه لا يعرف وبعدها مباشرة تم إطلاق النار عليه وصيب حينها الأخ الأصغر لتلك الفتاة لتصرخ بأعلى صوتها ان العسكر قتلوا أخوها وحين حضر الناس استجابة للصراخ استغرب القاضي الربيعي كيف تم ذلك وقال انه لم يأمر أحد بإحضار المرقشي وكان واضح ان الأمر يخطط لاغتيال الأخير ولكن القدر يرجح كفته وكشف عن تلك المأمورة بنفس اليوم وبعدها طلب المرقشي من القاضي إن يسجل حادثة محاولة الاغتيال في عدد من الجلسات ولكن دون جدوى مر الأمر مرور الكرام وكن شيء لم يحدث ..
يروي المرقشي قصته وكثير من الآلام والحزن ظاهر عليه ولكن وجهه المتبسمُ وأمله الكثير بعدالة الله تمنحه الكثير من الصبر حيال ما يحدث له بشكل يومي من سوء معاملة وحالة الصحية التي توشك ان تضعه بين قوسين او ادني من الموت إذا ما تم معالجته بأسرع وقتاً ممكن إذا تشكل حالته ارق كبير له ولعائلته التي تناضل إلى جواره منذ خمس سنوات ..
يعيش العبادي حياة مليئة بالأمل والتفاؤل ولعل أيمانه الكبير بالله وثقته به تمنحه الصبر على مواصلة المشوار مهما تعرض للمنغصات ، حين تقف أمام المعتقل المرقشي تشعر أن هناك رجال كثيرون يستحقون الثناء لنضالهم الكبير من أجل وطنهم الجنوبي وبتفاؤله اشعر انا إن الاستقلال قريباً جداً وان النضال لن يذهب هدراً، يقوم المرقشي كل يوم بكتابة المقالات الصحفية التي يحث بها الجنوبيون على مواصلة السير حتى استعادة الدولة المنهوبة وتجده حريص على وحدة الجنوبيون واتفاقهم ويعمد إلى كتابة مقالات كثير تحث على الوحدة الجنوبية ومواصلة السير مهما كان ويقول أنه ورفاقه يدفعون الثمن مقابل أي مسيرة او احتجاجات في الشارع يقوم به أنصار الحراك الجنوبي ومع ذلك تجدهم بكل قوة وعزيمة يحيكون إعلام دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بداخل السجن ،أناملهم تصنع لهم الأمل وينذرون بفرج قريب.
يثق الأسير الجنوبي وحارس صحيفة الأيام ببراءته التامة من أي تهمة موجهة إليه ويقول ان النيابة استدعته ليشهد حول الحادثة التي تعرض لها منزل الناشر باشراحيل ولكنه بعدها لم يعد حتى الآن ويؤكد إن كل التهم الموجه إليه هيا من تدبير الحاكم وان كل ما قام به هو الدفاع عن النفس وعن العرض من قبل المتعدين على منزل باشراحيل حيث قاموا بمداهمة البيت أكثر من مره ورمي الرصاص الحي وأن كل ما في الأمر هو استهداف لناشر صحيفة الأيام الصحيفة الجنوبية التي أراد نظام صنعاء القضاء عليها بسبب ولاءها للقضية الجنوبية وحراكها الجنوبي حينها وفي سباق مع الوقت يضل المرقشي معتقل في انتظار الموت وحراكي في انتظار الاستقلال ويستعد لمزيد من التضحيات مقابل هذا المبدأ .
اغتيالات داخل السجن المركزي يتذكر احمد عمر العبادي تاريخ 8-9 /3/2011 بنفس أسبوع مجزرة الكرامة بساحة تغيير صنعاء الحادثة المنظمة التي تمت بزنازين السجن المركزي حينها وتصريح الرئيس صالح أن يتم تصفية المساجين البالغين 2500 حتى يبقى منهم 500 فقط ولعل هذا التصريح يردد في كل حين في مقاصف وزنازين السجن ويتذكره كل من كان هناك .
يروي المرقشي :كنت في المسجد أصلي صلاة الظهر والعصر جمعا بسبب الرصاص الحي والغازات السامة ،وتم إخراجنا من المسجد تحت وابل من الرصاص والضرب حتى عنابر القسم السياسي داخل السجن وتم قتل حينها مجموعة من السجناء منهم الشهيد محمد الخياري، والشهيد منصور النزيلي ،ومن الجرحى عبدالله الرجوي وممن كانوا خارج السجن أذكر أبو بكر الميسري.
ويقول : ما نقلته "الجزيرة" في سجن العراق أثناء نظام صدام حسين وما شاهدته على القناة التي نقلت الإحداث من السجن المركزي قمت وتوضأت وصليت ركعتين لله اشكره واحمده، إنما أنا نقلت الحقيقية الكبرى أقسم بالله أن نظام صنعاء أشبه بنظام صدام حسين في السجون .. وزيرة حقوق الإنسان الشمالي.. يعاني الصحفي العبادي من حالة صحية حرجة قد يودع على إثرها الحياة ،يعاني العبادي من مرض في القلب وفشل كلوي وغيرها من الأمراض، وحين تواصلت أسرته مع وزيرة حقوق الإنسان الأستاذة حورية مشهور ردت قائلة إن هذا الأمر ليس من اختصاصها، بالمعني لا يعنيها.
تعميقاً للجرح يمارس وزراء حكومة الوفاق سياسة تمييزية ضد أبناء الجنوب ومعتقليهم السياسيين في الوقت الذي ينتظرون منهم أسلوبا مغايراً لهذا النهج الذي حكم به الرئيس المخلوع انتخابياً "صالح" ..لكن الواضح أن حكومة التقاسم لا تجيد سوى تلك السياسة التي ورثتها عن المخلوع .
وزيرة حقوق الإنسان "الشمالي ".. تمارس سياسة الفرقة والشتات بين الجنوب والشمال ،حين رفضت ان تقدم أي مساعدة لما يقتضيه واجبها وتنص عليه القوانين مع العلم انه في إسرائيل يعامل السجناء والمعتقلين الفلسطينيين معاملة إنسانية بحيث ان المريض الفلسطيني يتم إسعافه إلى أضخم المستشفيات وهنا في صنعاء يضل أمر المعتقلين الجنوبيون لا يعني النظام ولا يعني وزيرة حقوق الإنسان. خاتمة .. لا تختلف قصة الصحفي الجنوبي احمد عمر العبادي الملقب "بالمرقشي "عن غيره من أبناء الجنوب الذي تكاد لهم المكائد من أجل إيداعهم السجن ومحاربة قضيتهم ووطنهم الحر الذي يناضلون من أجله لكون الوحدة المطعونة بها من قبل الشريك في الشمال لم تحقق لهم أي أهداف كانوا ينشدونها منذ عقود مرة ولكنها حين تحققت انتصرت فقط للقبلية وللعصبية وللتخلف وانتقمت من المدنية ومن رجالها ومن هي نتاج لتضحياتهم لتصبح اليوم الوحدة عبارة عن شعار يرفع في الشمال للحصول على مكاسب سياسية من ثروات ونهب أموال الجنوبيون لتنتكس في قلب الجنوب حين غدرت بهم وبحلمهم لتتحول إلى كابوس يؤرق حياتهم كل يوم وكل حين يذكر فيه "وحدة يمنية" لتعد اليوم نموذج فاشل لأي وحدة عربية ولعل الجميع سيستفيد من هذه التجربة ليضع منها اعتبارات كثيرة وسيصبح فشلها لعنة تلاحق كل أبناء الجنوب حتى ينالوا حريتهم المنشودة ..