مازلنا في بحثاً مستمر عن تلك القوى التي تضل تعبث بالوطن وآمال المواطن وتلعب بمشاعر غالبية الناس، كلماتي وسطوري تحاكي كل مواطن يمني شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، ذلك المواطن الذي أرهقته الحياة باحثاً عن قوتهِ اليومي، كل ذلك يقوم به المواطن دون أن يشعر به احد، والموقف هذا لا يصل لبعض الناس بل يتعايش معه غالبية سكان اليمن، فبرغم ذلك مازال المواطن اليمني يبتسم للحياة ويدرك أن الله فوق سابع سماء لا ينسى عبدهُ أبداً، ولكن للأسف في بعض الأحيان وطننا يجعلك تنشئ أفكار في ذهنك تقودك لاحقاً للاغتراب، أو أن تستغلك قوى الشر لتجعلك ختاماً في أصبعها.. نحن لا نشير للمواطن بأصبع الاتهام ولا نثقل كاهله أكثر فما تعايش معه من ألم وبحثاً مستمر على لقمة العيش، يجعلني أتحسر أكثر على هذا المواطن الذي يتسلق على ظهره الكثير من قوى الشر كل ذلك لكي تحقق مصالح سياسية ليس إلا !! رسالتي إلى جماعة أنصار الله الذين التقينا بهم في مدة لا تقل عن عشرةَ أشهر كاملةً في مؤتمر الحوار الوطني وتحاورنا سوياً، فقد رأينا الكثير منهم ممن يملكون عقلاً وحواراً بعيداً عن الصراعات والمأزق الذي قد يقودنا إلى ما هو أكثر عنفاً وعيشةً تجعل المواطن أكثر حسرةً قد تقودنا إلى ما هو اشد وأمر .. إن خيار التسلق على ظهور المواطنين يا عقلاء أنصار الله للوصول إلى مكاسب سياسية نكايةً ببعض الأطراف الأخرى في الحكومة، فإن هذا ما هو إلا خذلان لما قد اتفقنا عليه واتفاقنا هو من أجل المواطن وليس للتسلق على ظهر المواطن !! فالرجل الأول في جماعة الحوثي استغل المواطن بالجرعة، ونحن لا نشكك بان الجرعة قاسية لكن إن لم تكن هناك جرعة سيأتي الأقسى والأمر وستنهار البلد وسيسودنا الظلام، وبالعودة للحوثي الذي استغل عجز المواطن ومشاعره، مستخدماً ذلك المواطن في خيارات اقتصادية تعد مكسباً للمواطن مما جمع الآلف حولهُ لكي يضغط على القيادة السياسية للدولة، فيما ما كان وراء الستار هو مطلب الحوثي الأهم بالنسبة له، وليس مطلبه إلغاء الجرعة وإنما حجةً لتحريك مشاعر المواطن اليمني ليس إلا !! أن خيار الحوثي ومطلبه الحقيقي ما وراء الستار هو تجنيد رجال جماعته في الجيش بما لا يقل عن خمسة آلف رجل أسوةً بالأحزاب السياسية ( المؤتمر الاشتراكي الإصلاح .. الخ ) إلى جانب قيادة الحكومة الجديدة والحصول على نصف الحقائب الوزارية كل ذلك عرضه الرجل الأول في جماعة الحوثي على اللجنة الرئاسية التي التقت به في صعده، فما هكذا عرفناكم وعاهدناكم يا عقلاء أنصار الله مما يقوم به رجلكم الأول وكذلك حين يستغل هذا المواطن العاجز للوصول لمطالبكم، فبرغم من كل ذلك حقاً لكم أن تكونون جزءً من أجهزة الدولة ولكن لا يستحق المواطن مثل من سبقكم التسلق على ظهره وفي الأخير عندما تصولون لمبتغاكم تتركون هذا المواطن وحيد يصارع الحياة للوصول للقمة العيش. قبل كل ذلك هناك تقصير كبير من قبل حكومة الوفاق الوطني، والتغيير سنة الحياة، لكن هنا السؤال لو نفذت مطالبكم ووصلتم لمبتغاكم هل ستنظرون للمواطن اليمني وتلبون آماله ؟؟ حقيقة سؤال يصعب على أنصار الله الإجابة عليه، لماذا ؟؟ لان الإجابة موجودة ولا تحتاج إلا بحث وليس السؤال لغز محير بل لان الرجل الأول في الجماعة يفرط على المواطن اليمني في صعده ضريبة الخمس ويأخذها بحجة أنها للدولة وغيره يشقى وهي يأخذ الضريبة له، وكذلك لأنه يفرط جرعة بحجم جرعتين في صعده على المشتقات النفطية، وكذلك لأنه يفرط على المواطن رفع رايتهم بقوة السلاح، وكذلك لأنه يدرك بان المواطن اليمني يخشى الطائفية .. وعلى ذلك وجب علينا أن نبلغ المواطن اليمني ليستشعر مدى الخطر الذي تسعى إليه جماعة الحوثي !! فمن هنا يزعجني تلكم المتسلقون على ظهور المواطنين، فقد كشفت اللعبة، ولكن أين تلك العقول النيرة في صفوف جماعة أنصار الله التي عرفناه وعاهدناه ؟؟ فحق علينا أن نوجه ونشير بأصبع الاتهام لتلك العقول الراقية والنيرة، فأين انتم مما يحدث لليمن؟؟ ولما لا تحكّمون عقولكم وعقول زعمائكم وتنتهجون نهج الحوار الذي جمعنا مسبقاً، وتسلكون خارطة الطريق التي خطت بأيدينا ولما لا تحكّمون عقولكم بما حكم به فخامة الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي؟؟ فنصيحتي لكم كفاياكم تسلق على ظهر المواطن الغلبان فان المبادرة الوطنية خارطة طريق جديدة تقودنا وتقودكم وتقود المواطن الغلبان إلى بر الآمان الذي ينشده الرئيس هادي ذاكراً ومجنباً اليمن كل ما يحدث في بعض البلدان العربية منها سوريا وليبيا والعراق فان الحرب ليس حلاً وإنما تأجيج وتخريب للوطن، فالخيار السليم ألا وهو الحوار الذي جمعنا مسبقا ًتحت سقفاً واحد .. تذكروا، وطنيتكم !! وتذكروا أبناءكم فهم من عامة المواطنين !! وتذكروا قدرة الله علينا وعليكم !! وفي الختام، سلامي لأهل اليمن وأهل الوطن من رص الصف وراء الرئيس هادي باحثاً عن الأمن والآمان، لان الرئيس يدعوا للحوار، فالمواطن لا يريد قصور ولا مليارات وهذا حقاٌ مكفول لكل من أراد، وإنما المواطن اليمني يسعى إلى عيشةً آمنة بين أهله وخلانه، وفي كل خطاب ومبادرة وحل يقدمه الرئيس دائماً يستشعر مطلب المواطنين ألا وهو الحوار بعيداً عن الحروب المدمرة والساحقة لآمال المواطنين ..