على حين غفلة من التاريخ تسلل الرجل خلسة من مخبئه في كهوف مران ظاناً أن بإمكانه تسيد الحياة العصرية الحديثة ، وأنها ستخضع له وسيعيد معها مفردات السيد والعبد ، التي تجاوزها زمن العولمة بآلاف السنين ..! على محيط صنعاء تتزاحم جحافله ، وكل يوم تزيد ، يتحكم بها ويوجها بخطاب متلفز من وسط كهفه في مران ، لا لشيء وإنما لأنه غسل أدمغتهم ومعها تمكن من إعادة تركيبتها الفكرية بما يواءم مصالحه العابرة للحدود ..! كيف لرجل ثقافته محصورة ما بين ملازم أخيه ومعلامة أبيه أن يحكم دولة ، كيف لرجل تُروج جماعته للموت وتجعل منه شعاراً لها أن يبني حياة ويؤسس لها ، كيف لمن يدعي التميز السلالي والمذهبي أن يحكم مزيجاً من التنوع المذهبي والقبلي والمناطقي ، وكيف لمن يرى في العمل السياسي القائم على التعددية صناعة أمريكية أن يقود دولة تحوي في هيكلها مزيج سياسي ..؟ أوهموه بأنه قائد مسيرة قرآنية فكأني به قد صدق ما أوهموه بأنه فيه ..! وتلك طامة كبرى لا يُراعي مدى فظاعتها سوى شخص أكتوى بظلم ميليشياته المدعية في ظلمها له أن ذلك فعلٌ مستمد من دليل قرآني شرعي ، يثوبون لفعله ويؤثمون لتركه ..! أيها الفاسق المارق الخارج لن تحكم بقوتك الباطشة ، ولن تقود بمذهبيتك الإثنا عشرية ، لقرون عاش اليمنيون شماليّهم وجنوبيّهم زيديهم وشافعيهم في تناغم وإنسجام ، وأتيت أنت لتنبش جذور الطائفية ولتصنع حقداً وكرهاً فيما بينهم ، نعم ؛ نحن نستعدي بعضنا "شماليين وجنوبيين" سياسياً وحقوقياً وفي ذلك حق كأبناء وطن جنوبيّ مُغتصب ، لكننا لم نستعدي بعضنا يوماً في مذهبية أو طائفية أو سلالية . أيها القادم من كهف مران ، المتتلمذ على أيدي ملالي قم وطهران والنجف ، أصحى من سبات عُييت فيه وأعيت طائفتك معك ، أكبح نزواتك الشريرة التي تقودك تجاه الجنون وإفتعال حرب طائفية نُذرها تلوح في سماء صنعاء وما حولها لن ينطفئ لهيبها إلا وقد أهلكت حرثاً وقطعت نسلاً وهدمت بلداً . أيها القادم من كهف مرّان ؛ هلّا أعرتني السمع قليلاً يوماً سيلعنك التاريخ لأنك حينها ستكون فيه فترة حكم حالكة السواد ، وسيلعنك الأتباع قبل الأعداء لأنك جعلت منهم مشاريع موت لتحيا أنت ، ستلعنك شوارع صنعاء بعد أن تجعل منها كومة تراب ، ستلعنك وديان خولان وهمدان حينما تزرع الموت فيها بدلاً عن حدائقها العامرة المخضرة .. أيها القادم من كهف مرّان عد لكهفك ومارس فيه طقوسك في ولايتك المعترف لك بها ، ودعك من المغامرة بمصير دولة ، وحياة شعب فذاك أفضل لك وأسلم ..