الفن هو جزء من حياتنا حيث يحاور الفنان المجتمع ويعكس افراحه واحزانه وفي نفس الوقت الجمهور يتفاعل مع هذا الفن. ومقياس تطور اي مجتمع مرتبط اساسا في تشجيعة للابداع الفني في كافة نواحية. الفن والأدب شيئان رائعان تترجم مشاعرنا واحاسيسنا لما يدور حولنا وهي إلهام الإبداع البشري. وقد عكس ذالك الفنان الإسباني العالمي بابلوا رويس بيكاسوا (1881,مالقة,اسبانيا -1973 ,موجان,فرنسا)أحد رواد المدرسة التكعيبية التي رأت النور في فرنسا في بداية القرن العشرين وتقاسم هذا الاتجاة في الفن مع فنانين آخرين منهم جورج براك وخوان جريس. وقد عكس هذا الاتجاة في لوحتة غيرنيكا والتي صور فيها قصف طائرات حربية المانية وايطالية في 26 ابريل 1937 لمدينة غيرنيكا في الباسك الواقعة في شمال اسبانيا وهذة اللوحة معروضة في متحف مركز الملكة صوفيا الوطني للفنون في مدريد. هذة اللوحة كانت بتكليف حكومة الجمهورية الاسبانية الثانية (1931-1939 )لعرضة في المعرض الدولي للتقنيات والفنون في الحياة المعاصرة في باريس في عام 1937 وبيكاسوا قد انتهى من رسم اللوحة في اواسط يونيو 1937 شاهدت هذة اللوحة اكثر من مرة وقدأبهرتني كثيراً وكل مرة اكتشف شيء جديد عند التمعن في معاني هذة اللوحة وهي ملخص لمأساة غيرنيكا بصفة خاصة والبشرية بصفة عامة وهي لوحة ضخمة ابعادها 776x349 سم. لوحة غيرنيكا كانت موجودة في متحف الفن الحديث (The Museum of Modern Art) ويختصر ب (MoMA) في مدينة نيويورك ولمدة 42 عاما وقد بذلت الحكومة الإسبانية جهود كبيرة من اجل استعادة هذة اللوحة وكللت كل مساعيها الدبلوماسية بوصول لوحة غيرنيكا الى العاصمة الاسبانية مدريد في العاشر من سبتمبر 1981 وبذلك استعاد الفن الإسباني المعاصرواحدة من أروع نتاجاتة الفنية بيد الرسام العالمي بابلوا بيكاسو . الفن والادب وفي كل مظاهرة واتجاهاتة يستحق مننا ان نتذوقة ونتأمل لوحاتة عبر الرسم والنحت وكذلك الكلمة العذبة عبر الشعر بكل فروعة وكل ابداع بشري يستهدف رفع مكانة الكلمة واللوحة الفنية هي تعبير صادق للواقع الذي نعيشة وعلينا التفاعل معة وتقبلة بعقول مفتوحة.