نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    انهيار وافلاس القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين    "استحملت اللى مفيش جبل يستحمله".. نجمة مسلسل جعفر العمدة "جورى بكر" تعلن انفصالها    باستوري يستعيد ذكرياته مع روما الايطالي    فودين .. لدينا مباراة مهمة أمام وست هام يونايتد    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    فضيحة تهز الحوثيين: قيادي يزوج أبنائه من أمريكيتين بينما يدعو الشباب للقتال في الجبهات    الحوثيون يتكتمون على مصير عشرات الأطفال المصابين في مراكزهم الصيفية!    رسالة حاسمة من الحكومة الشرعية: توحيد المؤتمر الشعبي العام ضرورة وطنية ملحة    خلافات كبيرة تعصف بالمليشيات الحوثية...مقتل مشرف برصاص نجل قيادي كبير في صنعاء"    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    الطرق اليمنية تبتلع 143 ضحية خلال 15 يومًا فقط ... من يوقف نزيف الموت؟    الدكتور محمد قاسم الثور يعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقه    في اليوم ال224 لحرب الإبادة على غزة.. 35303 شهيدا و79261 جريحا ومعارك ضارية في شمال وجنوب القطاع المحاصر    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    بن مبارك يبحث مع المعهد الملكي البريطاني "تشاتم هاوس" التطورات المحلية والإقليمية    الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة أمريكية MQ9 في سماء مأرب    السعودية تؤكد مواصلة تقديم المساعدات والدعم الاقتصادي لليمن    مسيرة حاشدة في تعز تندد بجرائم الاحتلال في رفح ومنع دخول المساعدات إلى غزة    المطر الغزير يحول الفرحة إلى فاجعة: وفاة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في جنوب صنعاء    رئيس مجلس القيادة يناقش مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي مستجدات الوضع اليمني مميز    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    مليشيا الحوثي تنظم رحلات لطلاب المراكز الصيفية إلى مواقع عسكرية    بعد أيام فقط من غرق أربع فتيات .. وفاة طفل غرقا بأحد الآبار اليدوية في مفرق حبيش بمحافظة إب    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تهريب 73 مليون ريال سعودي عبر طيران اليمنية إلى مدينة جدة السعودية    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د عيدروس نصر لراديو شيفيلد لايف: تعثر ثورة 2011م والتحايل على مؤتمر الحوار الوطني أديا إلى هذه الأزمة الراهنة وولادة ثورة مشوهة، يختلط فيها الطائفي بالقبلي بالحزبي والداخلي بالخارجي.
نشر في عدن الغد يوم 21 - 09 - 2014

ضمن برنامج "بالعربي" الذي تقدمه إذاعة راديو شيفيلد لايف باللغة العربية، كل خميس استضاف الإعلامي البريطاني ذو الأصول اليمنية وجدي راوح، يوم الخميس 18 سبتمبر وهو يوم الاستفتاء على بقاء أو انفصال إسكتلندا عن المملكة المتحدة البريطانية، د عيدروس نصر ناصر العضو الاشتراكي في البرلمان اليمني المنتهية ولايته ، وجرت مناقشة عدد من القضايا الساخنة على الساحتين البريطانية واليمنية، حيث كرس الجزء الأول لمناقشة الاستفتاء الذي جرى يوم الخميس (أي يوم إجراء المقابلة) وكيف يمكن إسقاط الوضع في اسكتلندا على الوضع في الجنوب وعلى القضية الجنوبية، وكرس الجزء الثاني من اللقاء لتناول الوضع على الساحة اليمنية والأزمة الراهنة والتي بلغت ذروتها في احتلال مداخل صنعا من المعتصمين المؤيدين للحركة الحوثية وما يصاحب ذلك من مناوشات عسكرية هنا وهناك بما في ذلك في ضواحي العاصمة صنعاء (المقابلة أجريت قبل التطورات الأخيرة التي شهدتها صنعا يومي السبت والأحد 20 21/ سبتمبر 2014).
وبعد الترحيب بالدكتور عيدروس والمستمعين الكرام، سأل الإعلامي وجدي راوح د عيدروس:
س. كيف تقرأ لمشهد الراهن في بريطانيا في ظل الاستفتاء الجاري بشأن مصير إسكتلندا والمطالبة بالانفصال عن المملكة المتحدة البريطانية، وكيف يمكن إسقاط هذا الوضع على القضية الجنوبية في اليمن؟
د عيدروس: اليوم يستفتى الاسكتلنديون حول مصير ما إذا كانت اسكتلندا ستبقى جزءا من المملكة المتحدة أم ستنفصل عنها، وهنا لا بد من التأكيد على جملة من الحقائق أهمها:
1. إن إسكتلندا كانت على مدى التاريخ الحديث والمعاصر جزءا من المملكة المتحدة البريطانية وذلك منذ ما يزيد على 300 سنة.
2. إن بريطانيا (أو إنجلترا) لم تدخل اسكتلندا بقوة السلاح ولم تسقط فيها دولة بقوة الحرب، بل نشأت المملكة المتحدة من اتحاد مجموعة من الولايات والأقاليم أحدها اسكتلندا أتحادا طوعيا وقد انضمت سكتلندا إلى المملكة المتحدة البريطانية يوم 1 مايو 1707م في اتفاق بين مملكتي إنجلترا واسكتلندا، وطبعا دخل في ذلك بقية أقاليم بريطاني العظمى وإيرلندا الشمالية.
3. وكما نلاحظ فإن هذا الاستفتاء قد جاء نتيجة لتنامي النزعة الانفصالية لدى أوساط عديدة من الاسكتلنديين، لكن لا بد من ملاحظة، إنه لا الاسكتلنديين يتهمون انجلترا بالاحتلال، ولا الإنجليز وأنصار بقاء المملكة المتحدة يتهمون أنصار الانفصال بالخيانة والانفصالية. وهذا مؤشر على نضج الوعي الديمقراطي لدى الطرفين (أنصار انفصال اسكتلندا، وأنصار بقائها في إطار المملكة المتحدة البريطانية).
4. وهذا هو الأهم إن عملية الاستفتاء هذه تسير في أجواء طبيعية، لا يشوبها تحريض أو عدائية أو استنفار، وما يزال أنصار الموقفين متعايشين يلتقون ببعضهم البعض ويتعايشون مع بعضهم البعض ومن المؤكد أنهم سيحترمون إرادة الناخب الاسكتلندي ويقبلون بنتائج الاستفتاء
طبعا لا يمكن إسقاط الوضع على اليمن إسقاطا ميكانيكيا، فمن ناحية المشكلة الجنوبية لم تأت نتيجة لرغبة المواطنين في الانفصال فقط بل جاءت نتيجة لحرب اجتياح نجم عنها إسقاط دولة واحتلال أرض وتدمير مؤسسات، ونهب الأرض والثروات وإقصاء أبناء الجنوب من كل حقول السياسة والخدمات والوظيفة الحكومية المدنية والعسكرية والتعامل مع الجنوب كغنيمة حرب، لكن بالمقابل لا بد من الملاحظة أن من يدير عملية الاستفتاء في اسكتلندا هو دولة عريقة لها خبرة قرون من الممارسة الديمقراطية، وهي لم تخوِّن (بكسر وتشديد الواو) المواطنين الذين يطالبون بانفصال اسكتلندا بل احترمت إرادتهم ودعتهم للاستفتاء، هذا ليس له وجود عندنا في اليمن فلا مستوى وعي الناس يستوعب متطلبات عملية الاستفتاء لا في الشمال ولا في الجنوب، ولا لدى اليمنيين المنظومة الضامنة لقيام استفتاءات آمنة ومضمونة النتائج بغض النظر لمصلحة من ستكون النتيجة، أعرف جيدا أن الغالبية السكانية في الجنوب تمقت الوحدة ولا تؤمن بها ولو أجري الاستفتاء اليوم لصوت أكثر من 80% منهم لصالح الانفصال، لكن الخطورة لا تكمن هنا، الخطورة أنه لا النظام القائم مؤهل لحماية دولة يمنية موحدة تعبر عن تطلعات المواطنين، ولا القوى السياسية الجنوبية جاهزة لاستلام الدولة المدنية التي يتطلع لها الجنوبيون، وعلينا أن لا ننسى أنه عندما تصاعدت ثورة الحراك السلمي الجنوبي واندلعت الثورة الشبابية في اليمن كان أول شيء فعله علي عبد الله صالح هو تسليم محافظات جنوبية لتنظيم القاعدة ونسخته اليمنية (أنصار الشريعة) في محاولة منه لخلط الأوراق ووأد الثورة الجنوبية التي كانت قد راكمت خبرة أربع سنوات من النضال السلمي.
لكن أوجه الشبه بين القضيتين الاسكتلندية والجنوبية هو وجود رغبة عارمة بالانفصال وشعور الكثير من المواطنين بأن الدولة القائمة لا تعبر عنهم ولا تجسد مصالحهم رغم أن المواطنين الاسكتلنديين يتمتعون بكل ما يتمتع به أكبر سياسي في لندن أو أدنبره من الحقوق الدستورية والخدمية والسياسية والاجتماعية، بعكس الوضع في الجنوب الذي ما يزال في العسكري الجنوبي الذي خدم عقدين ويزيد مبعدا عن عمله منذ عقدين أيضا.
س. ما مدى قدرة اليمنيين على الاستفادة من تجربة الاستفتاء في إسكتلندا حيث إن معظم المتابعين لهذا القضية من اليمنيين ينقسمون بين من يرفض هذه التجربة رفضا مطلقا وبين من يطالب بنقلها نقلا فوريا لتطبيقها على الواقع اليمني في معالجة القضية الجنوبية.
ج. الإعجاب المطلق بتجربة الاستفتاء في اسكتلندا له ما يبرره عند الكثير من المواطنين الجنوبيين، لكن هؤلاء المعجبين ينسون التفاوت الكبير بين ظروف بريطانيا كدولة عظمى ذات تجربة ديمقراطية موغلة في القدم، واليمن كدولة أقرب إلى الدولة الفاشلة، وكذا التفاوت بين ظروف جنوب اليمن كمنطقة سقطت بالاجتياح العسكري وتعاني من أسوأ مظاهر التخلف والظلم والاستبعاد وغياب الدولة واسكتلندا التي تتمتع بمقومات دولة جاهزة من برلمان وأحزاب وحكومة ومؤسسات وتقاليد ديمقراطية عمرها قرون، ولم ينقصها من مقومات الدولة إلا وزارة دفاع ووزارة خارجية.
الرفض المطلق لقراءة التجربة أو الاستفادة مما فيها من دروس وعبر يعبر عن حالة قطيعة مع العالم وتعصب أعمى لواقع أثبت فشله، بل وانغلاق على النفس وسد النوافذ والأبواب أمام أي نسمة هواء يمكن أن تنظف الجو الملوث وتلطف المناخ المسمم، وهو أيضا موقف لا يعبر عن قدرة على استيعاب المتغيرات في الساحة المحلية والإقليمية والدولية،
أما الموقف المطلوب فهو يتمثل في متابعة هذه التجربة بغض النظر عن نتائجها، ففي هذه التجربة العديد من العبر المهمة أهمها: احترام إرادة الشعب، عد الخلط بين المواقف السياسية وبين القيم الأخلاقية، فالوحدويون لا يدينون دعاة الانفصال، والانفصاليون لا يجرمون أنصار المملكة المتحدة، لأن الموضوع قناعة سياسية وليس موقفا أخلاقيا، والعبرة الثالثة هي احترام نتائج التصويت، فبالرغم من عدم ظهور النتائج لكنني على يقين أنه لا الانفصاليون سيرفضون النتائج إذا ما جاءت لصالح الوحدة، ولا الوحدويون سيتمردون على نتائج هذا الاستفتاء إذا ما جاء لصالح الانفصال.
س. وماذا عن المغريات التي يعلن عنها الزعماء السياسيون البريطانيون لإسكتلندا والاسكتلنديين في حالة التصويت لصالح الوحدة؟
ج د عيدروس: علينا أولا أن نلاحظ أن القوى السياسية البريطانية، وأنا أقصد هنا المتمسكون بوحدة المملكة المتحدة يعتمدون المنهاج الديمقراطي لحل إشكالية بقاء إسكتلندا جزءا من المملكة أو الخروج منها، إذ إن مجرد القبول بالاستفتاء على هذه القضية يعتبر قمة الممارسة الديمقراطية، وذروة احترام إرادة المواطن، ولو في جزء من الكيان البريطاني، ولقد استمعت إلى العديد من قادة الأحزاب السياسية البريطانية، وعلى الأخص أحزاب العمال والمحافظين والأحرار، وهم يخاطبون الناخب الاسكتلندي ويعدون بتقديم المزيد من المصالح للمواطنين الاسكتلنديين إن هم صوتوا لصالح الوحدة، من حيث منح المزيد من الصلاحيات للإقليم وحكومته، وتقديم المزيد من الخدمات للمواطنين ورفع المخصصات المالية لصالح الإقليم وهو ما يؤكد أن السياسيين البريطانيين يخاطبون المواطن من خلال مصالحه ويحافظون على وحدة بلدهم وجعل منها وسيلة لرفع مكانة ومصلحة ورفاهية المواطن ولم نستمع مفردة واحدة من مفردات التهديد والوعيد والتخوين والتكفير، أعتقد أن هذه الوعود ستجد طريقها إلى التنفيذ بمجرد إعلان النتائج إذا ما جاءت لصالح الوحدة.
س. كيف ترى الأزمة اليمنية الراهنة في ظل حصار جماعة الحوثي للعاصمة اليمنية صنعا.
ج . الأزمة الراهنة في اليمن ليست بسبب رفع الدعم عن المشتقات النفطية ولا بسبب فساد الحكومة وفشلها، كما يعلن الحوثيون في شعاراتهم الرئيسية التي يضيفون إليها شعار تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، أسباب هذه الأزمة تعود إلى العام 2011م عندما تم إجهاض الثورة الشبابية السلمية، وتم الاحتيال عليها من خلال المبادرة الخليجية، إن فشل الثورة الشبابية السلمية قد أنتج لنا هذه الثورة المشوهة التي يختلط فيها السياسي بالطائفي بالحزبي والداخلي بالخارجي، إن الملايين (وأشدد هنا على الملايين) الذين يؤيدون الحركة الحوثية لا يدعمونها حبا في عبد الملك الحوثي، بل إنهم يفعلون ذلك رفضا للحكومة التي لم تفعل شيئا من أجل الشعب كما يفعلون ذلك شعورا منهم بالإحباط بسبب فشل ثورة 2011م التي عبرت عن توقهم إلى الحرية والكرامة والتنمية والعدالة والخدمات والأمن وهو ما لم توفره لهم حكومة الوفاق.
لقد دفع الفشل الذي أظهرته الحكومة الناس إلى اليأس وصار تردي الخدمة الطبية والكهرباء والماء النظيف وغياب الأمن وتلوث البيئة، سببا في إحباط المواطنين، وهو ما أخرج ملايين اليمنيين ضد هذه الحكومة ، وقد التقط الحوثيون الذين لا يشاركون في الحكم، التقطوا هذه المعاناة ليعلنوا أنفسهم معبرين عن مصالح كل المواطنين وهذا حقهم، بغض النظر عما هي المقاصد الحقيقية التي يضمرونها، فالناس لا يحاكمون النوايا ولكنهم يأخذون الأمور بظاهرها، والحوثيون أجادوا اللعبة السياسية في حين يتعامل الإعلام الرسمي بغباء شديد من خلال إخافة الناس عن المصير الذي يتهدد الجمهورية والوحدة، وهي مفاهيم لا تعني المواطن الجائع المحبط العاجز عن توفير الدواء والماء النظيف والأمان و قرص الخبز.
وكما فشلت الثورة فشل مؤتمر الحوار الوطني، وهو الذي قالوا أنه سيدخل اليمن إلى المستقبل، لقد تم الهروب من أهم قضية قال المتحاورون أنهم سيعالجونها وأنها المدخل لحل الأزمة اليمنية، وأقصد القضية الجنوبية، فبرغم كثرة الهراء والرغي عن القضية الجنوبية داخل قاعات مؤتمر الحوار وجلسات اللجان وفي الحوارات التلفيزيونية، لم يتم تنفيذ نقطة واحدة من النقاط العشرين أو الواحدة والثلاثين، التي تقدمت بها بعض القوى السياسية ومنها الحزب الاشتراكي اليمني، مع العلم أن بعض القرارات لا تستدعي أكثر من قرار لا يستغرق نصف صفحة فول سكاب، وعند الوصول إلى مخرجات الحوار وبدلا من الحل السليم الذي يرضي كل اليمنيين وهوم نظام الدولة الاتحادية بإقليمين جرى كلفتة القضية من خلال تقسيم الجنوب وتقسيم الشمال (وكأن اليمن ناقص تقسيم) . . . كان يمكن لنظام الإقليمين أن يعيد الثقة إلى اليمنيين بوحدتهم وأن يعطيهم أمل في التعايش، وكان يمكن أن يقنع بعض الجنوبيين (وليس كلهم) بجدية صناع القرار في السير نحو دولة كل المواطنين اليمنيين، ولم يكن ليبعث الحركة الحوثية لتطالب بتوسيع إقليم أزال، أما الجنوب فإن تقسيمه هو احتيال من أجل نقل الصراع من صراع بين الجنوبيين وناهبي حقوقهم إلى صراع جنوبي جنوبي يتواصل فيه نهب الجنوب من قبل الوافدين .
إن فشل الثورة الشبابية وفشل الحوار هو ما خلق هذه الأزمة.
س. هل تعتقد أن هناك أطرافا دولية أو إقليمية لها أيادي في الأزمة الراهنة في اليمن؟
من غير الممكن فصل ما تشهده اليمن عما يجري في المحيطين العربي والدولي فنحن جزء من هذا العالم نتأثر ونؤثر به سلبا وإيجابا، وشخصيا أتفق مع منن يقولون أن ما تشهده اليمن من أزمة راهنة هو عبارة عن حرب بالوكالة، بين أطراف إقليمية ودولية لكن للأسف وقود هذه الحرب هي الدماء والأرواح والموارد اليمنية، بيد إنه من الطبيعي ونحن نتحدث عن المؤثرات الخارجية أن لا ننسى أن وضعنا الداخلي المهترئ هو من وفر البيئة لتمدد الأصابع الخارجية إلى الداخل اليمني، وأنا دائما ما أكرر: أن الرياح المسمومة لا تتسرب إلا إلى الديار المتصدعة، ونحن لدينا عشرات التصدعات في البيت اليمني، تصدعات كان يمكننا ترميمها قبل أن تتحول إلى مصدر دمار لكن الحكام انشغلوا بترميم قصورهم وأهملوا ترميم البيت الكبير وصارت الصدوع اليوم عصية على الترميم والصيانة.
س. ما مدى تأثير الرئيس السابق علي عبد الله صالح على سير الأزمة الراهنة في اليمن، وهل يمكن أن تصدق الأنباء عن دعمه للحوثيين؟
ج, في تصوري أن علي عبد الله صالح وأنصاره ما يزالون يشعرون بمرارة الهزيمة مما جرى في العام 2011 رغم مشاركتهم بنصف الحكومة وأكثر من ثلاثة أرباع الجهاز التنفيذي والأمني والعسكري، هذا الشعور يدفعهم إلى مواصلة التفكير بالانتقام من الوضع القائم من خلال محاولة إثبات فشل الرئيس هادي وحكومة الوفاق (حتى وهم يشاركون بأكثر من نصفها كما قلت)، ومن هنا تأتي كل المحاولات التي نراها بدءا بتسليم بعض المحافظات للجماعات الإرهابية مرورا بقصف أبراج الكهرباء وتفجير أنابيب النفط وانتهاء بدعم أي طرف يتمرد على الحكم القائم، إن علي عبد الله صالح ما يزال يعيش وهم حلم العودة لحكم اليمن، ولم يستوعب لا هو ولا أنصاره أنهم صاروا جزء من الماضي، إنهم يحاولون إثبات أنه لا يصلح لحكم اليمن إلا هم وحدهم . . .وهم يعتقدون أن سقوط حكومة الرئيس عبدربه منصور سيعني عودتهم للتحكم في شئون البلد وينسون أن اللاعبين الجدد مختلفون عن لاعبي الأمس وأن المعادلات تتغير بسرعة يصعب عليهم متابعتها وإنهم حتى وإن ساهموا بإسقاط الوضع الراهن سيظل الشعب اليمني ناقما عليهم لأنهم سبب كل الويلات التي حلت به، بما في ذلك الأزمة الراهنة.
س. في ضوء كل هذا إلى أين تتجه اليمن؟؟
ج اليمن أما خيارات عديدة أسهلها صعب، فالخيار الأقرب والأسهل هو تنفيذ مخرجات الحوار الوطني مع بعض التعديل في خيارات الأقاليم والقبول بالدولة الاتحادية بإقليمين، (شمال جنوب) أو ثلاثة أقاليم (شمال ووسط وجنوب) لكن هذا الخيار تعترضه عشرات العوائق أهمها ما ستفتعله القوى التقليدية الرافضة لبناء الدولة المدنية والنظام الاتحادي والعدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية من معوقات، ولعل هذه الأزمة التي تشهدها البلد هي في جزء منها إعاقة لتنفيذ مخرجات الحوار، فالقوى التي لها مصالح ترتبط بالفوضى والعشوائية وغياب الدولة لا تسمح ببناء دولة النظام والقانون ناهيك أن سترفض وقد رفضت مشروع قانون المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية وترفض الدولة الاتحادية بإقليمين، والخيار الآخر هو استمرار التوازن وتلبية بعض مطالب الحوثيين وبالتالي رفع اعتصاماتهم ومشاركتهم في الحكم لكن هذا لن يعني نهاية الأزمة لأن الفشل الاقتصادي والأمني والتنموي والخدمي سيزداد حتى وإن شارك الحوثيون في الحكم، وبالتالي ستذهب الأمور نحو مزيد من الفشل وربما الانهيار، والخيار الثالث هو خيار الحرب وهو خيار مدمر للمنتصرين والمهزومين على السواء، لأنه لن يكون هناك كاسب وخاسر، فالمنتصر هو أيضا خاسر، وكنت منذ أيام قد نشرت مقالا شبهت فيه اليمن بمستودع بارود يخشى أن يشعل أحدهم عود ثقاب على بوابته فينفجر ويحرق كل شيء، وأخشى أن تكون المناوشات التي تشهدها أطراف صنعاء وبعض أحيائها هي عود الثقاب الذي لن يحرق صنعاء وحدها، بل ربما كل اليمن.
يعتقد الحوثيون أنهم متفوقون عسكريا وهذه حقيقة فلديهم مقاتلون أشداء وعقيدة قتالية عالية، لكنهم لا يدركون أن حكم البلدان ليس كإدارة المعارك، وإنهم إن أسقطوا صنعا فإنهم سينتقلون إلى موقع الحاكم الذي مطلوب منه أن يلبي المطالب التي فشل سلفه في تلبيتها، ولا أظنهم قادرين على النجاح في هذه المهمة بمفردهم.
اليمن إذن بحاجة إلى توافق وطني حقيقي (يختلف عن التوافق القائم اليوم، الذي يحمي المجرمين واللصوص من المساءلة) واستكمال فترة انتقالية محددة زمنيا يتم بعدها الانتقال إلى الدستور الجديد لدولة اتحادية بإقليمين (أو ثلاثة) ونظام عادل يعبر عن تطلعات كل الشعب ويحمي الضعفاء من سطوة الأقوياء المتسلطين.
تعليقات القراء
123737
[1] لازالت المصداقيه والمصارحه حبيسة المصالح
الأحد 21 سبتمبر 2014
صلاح الجابري | حضرموت
ماقلته عن الحوثي بانه تفوق في معاركه لكن ادرا ة الدول ليس كاادارة المعارك وانت تعني بان الحوثي لن يستطيع وحده ادارة الدوله نعم انا معك لو استلم دوله لكن انت تعلم بانها اصلا دوله فاشله وانت عضو فيها لم تبنوا الا الفساد والنهب فاربما الحوثي هو افضل منكم 0 مثلا اعضاء البرلمان الذي هو منتهي مالذي قدمه يعني عدمه افضل من وجوده كل من هم فيه لصوص لصوص نريد ان نعرف منك كم معاشاتكم وكم مخصصصاتكم وهو واحد من اكبر اوكار الفساد وتقول لي ياعيدروس الحوثي لن يستطيع ادارة الدوله وحده هذه نكته من برلماني يعرف كل شي لكن لايقول كل شي
123737
[2] [email protected]
الأحد 21 سبتمبر 2014
محمود اليافعي | عدن
تستلم راتبك في الكامل وجالس لاجي سياسي تستلم اعانة ضمان اجتماعي والله عيب على يافع فساد وفساد وكمان راتب من الحزب
123737
[3] الصورة الصورة ياعيدروس
الأحد 21 سبتمبر 2014
عبد الله ناصر علي | عدن
الصورة التي تتصدر الموضوع هي صورة قديمة للدكتور عيدروس النقيب من أيام زمان حين كان يجلس الى جانب شيخه حميد في عهد ثورتهم عام 2011. أكيد عيدروس يتمنى أن تعود تلك الأيام حين كان نجما بفعل أموال حميد ، أما اليوم فأصبح على الهامش هو وشيخه ويحاول أن يبقى طافيا على السطح بكل ماأوتي من قوة ولم يعد يجد سوى راديو للجالية اليمنية في شفيلد يستضيفه. رعى الله أيام الجزيرة وفندق فور سيزن في الدوحه. تلك أيام خلت ياعيدروس ولن تعود
123737
[4] وين تعليقي الي ارسلته قبل يومين على مقال عيدروس نصر
الاثنين 22 سبتمبر 2014
العمودي الحضرمي الاحقافي | حضرموت الكبرى
يابن الازرق وين تعليقي الدي ارسلته ردا على مقال عيدروس والا ماعجبتكم الصراحه في النقد او قدتتسبب لك بالاحراج عند من يهمهم الامر للاسف وين حرية الكلمه وا حترام الراي الاخر والامجرد كلام للاستهلاك ارجوالنشر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.