أفادت وسائل إعلام يمنية بأن 15 شخصا على الأقل قتلوا جراء انفجار سيارة ملغومة بالقرب من مركز طبي بأحد معاقل الحوثيين، شرق العاصمة صنعاء، كما قتل خمسة آخرون في كمين جنوبي البلاد. وذكرت مصادر قبلية ومحلية أن الهجوم الأول وقع في بلدة مجزر في محافظة مأرب شرقي العاصمة صنعاء، بينما قالت مصادر محلية إن الهجوم الثاني وقع مساء الأحد في محافظة البيضاء. وأعلنت جماعة تسمي نفسها "أنصار الشريعة" مسؤوليتها عن التفجير الذي وقع في منطقة الجفرة بمديرية مجزر في محافظة مأرب شمال شرقي البلاد، حسبما أفاد مراسل بي بي سي. وبثت الجماعة بيانا على الانترنت، قالت فيه إن المشفى "يستخدم كمقر للمسلحين الحوثيين". كما تحدث البيان عن خسائر بشرية وصفها بالفادحة في صفوف الحوثيين، بالإضافة إلى تدمير أربع شاحنات وثلاث سيارات دفع رباعي ومصفحتين. مظاهرات وكان المئات من اليمنيين خرجوا إلى شوارع العاصمة صنعاء، مطالبين بعودة الأجهزة الأمنية، وبانسحاب ميليشيا الحوثيين. وتأتي هذه المظاهرات بعد ساعات من توقيع الحوثيين على ملحق أمني لاتفاقية السلم والشراكة مع الرئاسة. ويقضي الاتفاق بانسحاب المسلحين الحوثيين من العاصمة ومحيطها، وتمكين أجهزة الدولة من بسط سيطرتها. وطالب مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر، الحركة الحوثية إلى سحب مسلحيها من صنعاء ومحيطها والبدء في في تنفيذ الاتفاق وملحقه الأمني، واتهمها "باحتلال العاصمة باتفاق مع أطراف خفية". وكان المتحدث باسم الحوثيين، محمد عبد السلام، أعلن قبل يومين أن الحركة ستسحب مسلحيها من صنعاء، لكن ذلك لم يتم حتى اليوم الأحد. وأفادت مصادر عسكرية باندلاع اشتباكات بين مسلحين حوثيين وأفراد معسكر الخرافي في المدخل الشرقي للعاصمة صنعاء. واتهم المصدر العسكري في حديث لبي بي سي المسلحين الحوثيين بمحاولة اقتحام المعسكر للاستيلاء على الأسلحة الثقيلة فيه، والسيطرة على أحد أهم المواقع العسكرية في صنعاء. ولم يصدر أي تعليق عن الحركة الحوثية بخصوص هذه الاشتباكات. "تحديات غير مسبوقة" الحوثيون أعلنوا أنهم سيسحبون مسلحيهم من العاصمة صنعاء. وعلى صعيد متصل، قالت السعودية إن اليمن يواجه "تحديات غير مسبوقة" منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة، وإن هذا الوضع قد يهدد الأمن الدولي. ودعت الرياض إلى التعامل سريعا مع عدم الاستقرار في الدولة المجاورة لها. وكانت السعودية، التي لها حدود طويلة مع اليمن، رحبت باتفاق وقعته صنعاء في 26 سبتمبر/ أيلول لتشكيل حكومة جديدة تضم المتمردين الحوثيين وبعض الانفصاليين في الجنوب. وحمل وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الحوثيين مسؤولية فشل محاولات حل الأزمة في اليمن، لعدم "التزامهم بالاتفاق الأمني"، على حد تعبيره. وقال الفيصل: "إن اليمن يواجه أوضاعا خطيرة متسارعة، تتطلب منا إيجاد حلول نتعامل بها مع هذه التحديات"، مضيفا أن دوامة العنف ستتسع حتما "لتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة وعلى المستوى الدولي، وحينها سيصعب احتواؤها".