أين تذهب في العيد ؟! سؤال يرددة أهالي ذمار في كل مناسبة و كل عيد ،فلا حدائق ، و لا متنفسات ، مدينة تبدو أشبه ما تكون بمعتقل كئيب خلال إجازة العيد. لا تعدو إجازة العيد في ذمار عن كونها مجرد مناسبة روتينية لزيارة الأهل والأقارب، فأبناء ذمار عادة ما يستمتعون بقضاء إجازة العيد في قراهم، وفي تبادل الزيارات بين الأهل والأصدقاء. وما من شك في أن صفاء الأجواء في الأرياف، بعيدا عن ضجيج المدن، فضلا عن خضرة الوديان والجبال، بالإضافة إلى تجمع الناس في قراهم بعد أشهر من الغربة والتفرق بحثا عن لقمة العيش، يجعل للعيد متعة خاصة في الأرياف أكثر من المدن، التي تفتقر لأبسط مقومات الترفيه لقضاء إجازة العيد. كثير من الناس في مدينة ذمار، يقضون إجازة العيد في مدينتهم، ولا يستطيعون القيام برحلات إلى غيرها من المدن كعدن والحديدة، أو حتى صنعاء، نتيجة ظروفهم المادية التي لا تسمح لهم بالسفر، وتفرض عليهم البقاء في مدينة ذمار التي تبدو أشبه ما تكون بمعتقل كئيب خلال إجازة العيد.
أطلال حدائق : لا توجد في مدينة ذمار أي منتزهات، سوى حديقة هران وحديقة الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي وهاتان الحديقتان لا يوجد ما يؤكد على أنهما حديقتان غير الاسم فقط، فهي مجرد أسوار تحيط بمساحات شاسعة من الرمال والغبار، وبعض الألعاب البدائية والقديمة، ومع هذا فإن كثيرا من أبناء المدينة يتجمعون فيهما مضطرين خلال أيام العيد، لأنهم لا يجدون غيرها، وشيء أفضل من لا شيء.
ورغم أن هناك تدفقا كبيرا من قبل أبناء مدينة ذمار على هاتين الحديقتين خلال مواسم الأعياد، إلا أن مسئولي المحافظة لم يواكبوا هذا التدفق، بتوفير خدمات الراحة ووسائل الترفيه للمواطنين، فحديقة هران لا تحتوي إلا على بعض الألعاب التي يكسوها الصدأ، والزائر لا يتمكن من الحصول على شربة ماء نظيفة في الحديقة، والمشروبات الغازية والعصائر التي يبيعها الباعة المتجولون في الحديقة تباع دافئة وغير مبردة، نظرا لعدم وجود كافاتيريا واحدة في الحديقة، أو أي محلات تجارية تحتوي على ثلاجات تبريد، ولهذا فإن التنزه في حدائق ذمار، ليس سوى معاناة يتجنبها الكثيرون.
نفور المستثمرين: جو مدينة ذمار المعتدل، والنقي نسبيا مقارنة بغيرها من المدن اليمنية، وموقعها الجغرافي المتميز، ومقوماتها الأثرية والسياحية، كل هذا لم يخدم مدينة ذمار، ولم يدفع الحكومة أو المستثمرين للاستثمار في إنشاء وتطوير الحدائق العامة والمنتزهات والأماكن السياحية، نظرا لغياب الترويج السياحي، وقصور الرؤية الإستراتيجية للسياحة الداخلية لدى المسئولين في وزارة السياحة و فساد السلطة المحلية و مكاتب الوزارات المعنية ، و نفور المستثمرين الذين يفرون هربا من تدخلات النافذين ،و فساد المسئولين.
ورغم أن المخططات العمرانية لمدينة ذمار قد حددت مواقع لإنشاء حدائق عامة ومنتزهات، إلا أن هذه المواقع قد تحولت إلى أراض مسورة، كما امتلأ بعضها بالمنازل العشوائية، التي بناها مواطنون اشتروا الأرض من الأوقاف، أو استأجروها أو قاموا بالاستيلاء عليها، والبناء فيها بطريقة عشوائية شوهت منظر المدينة، وقد تتحول مدينة ذمار في المستقبل إلى مدينة بلا حدائق أو منتزهات.
سنغادرها الى أن تصبح مدينة :
القاصة أمة اللة الحجي تعبر عن تذمرها من عدم وجود أماكن ترفيهية في مدينة ذمار ، و قالت :"في ذمار نفرح بالعيد بدون اي مباهج .. نحن نملك اطلال حديقة .. وأطلال مدينة .. لم اخرج من البيت للنزهة اطلاقاً .. ما خرجت الا لزيارة الاهل وحضور ضيافاتهم فقط .. وايضاً فناء بيتنا وبعض الزهور التي فيه صنعت بهجتي قليلاً" .. مضيفة غريبة فعلاً هذه المدينة القرية أو الشبة قرية .. تجعلني اتاملها بحزن .. اهي حقاً سبب ابداعنا كشعراء و أدباء انها فعلا قرية .. سنغادرها إلى أن تصبح مدينة !! وكل ما فيها دليل على قرويتها .. لكنها جميلة رغم شحوبها.
أين حقوق أطفالنا:
وليد الربوعي _مدير مدرسة _ تحدث عن المعاناة التي يتجرعها المواطنين و أطفالهم في مدينة ذمار متسائلا أين حقوق اطفالنا في ذمار حتى الحديقة لانجدها في هذة المدينة، كما طالب الناشط و التربوي سمير عبد الرحمن خشافة محافظ ذمار اللواء يحيي العمري باسم أبناء محافظة ذمار (ويريم) بحديقة ترفيهية لنا ولأولادنا يامحافظنا المحترم" ، مشيرا الى أن سكان هذه المدينة الذين يصل عددهم الى قرابة 2 مليون نسمة محرومون هم و أطفالهم من الترفية نضرا لعدم وجود متنزهات و حدائق مؤهلة لاستقبال المواطنين، داعيا السلطة المحلية الى فتح باب الأستثمار أمام رجال الأعمال لتشغيل و تأهيل حدائق ذمار.