مع حلول عيد الفطر المبارك وحلول إجازته السنوية تغمر الفرحة والبهجة محيا الناس جميعاً ، لأنهم سيقضون أحلى أيامهم ويستمتعوا بالعيد وإجازته في المتنزهات والحدائق العامة والمسابح ، ويقضوا أوقات جميله في الكوفي والمطاعم الراقية ويمارسوا رياضتهم في النوادي الرياضية ، إلا أن سكان محافظة ذمار لهم رأي مغاير لبقية سكان الجمهورية اليمنية ، فهم لا يحبون العيد ولا إجازته ويتمنون أن يكون جميع أيام العام دوام ودراسة فهم ليسوا بحاجة للعيد ولإجازته حسب قولهم ، وحين تستفسر عن السبب الذي جعلهم يبغضون العيد وإجازة العيد يجيبوك "لا نريد عيد ولا إجازة لأنه ليس لدينا مكان نذهب إليه أو نرتاح فيه ، لا يوجد حدائق ولا متنزهات والمطاعم مغلقه ....الخ " ويبدأ بسرد معانتهم وكيف أنهم يقضون أيام العيد في النوم أو بالذهاب إلى حديقة هران الذي تفتقر إلى أدنى مقومات الترفيه والتي لا تحتوي سوى على بعض المراجيح بالإضافة إلى لعبة افعوانيه مهترئة لا غير .لذلك يحرم كثير من أطفال وسكان محافظة ذمار من الاستمتاع بإجازة العيد ويفضلون الجلوس في البيت بينما يضطر آخرون من الميسورين إلى الذهاب للعاصمة صنعاء أو محافظاتعدن والحديدة لقضى أيام الإجازة ، وذوي الدخل المحدود يهمسون في آذان أبنائهم "العيد عيد العافية" توجهنا إلى حديقة هران والتي تعتبر الحديقة الرئيسية لأبناء محافظة ذمار والتي تبلغ مساحتها أكثر من كيلو متر مربع ، وشاهدنا كثافة مرتاديها من الأطفال والنساء والرجال والشباب الذين يقضون أيام الإجازة فيها ولسان حالهم يقول "الحاصل ولا مابش" ، هذه الحديقة التي تفتقر لأدنى الخدمات الأساسية كالألعاب أو الحمامات العامة أو البقالات والكفتيريات أو المطاعم أو حتى مشاتل للأزهار أو أماكن لجلوس العوائل ، أو رصف الحديقة وتزيينها للزوار والتي تعتبر قبلة لكل من يريد قضى إجازة العيد ، تزدحم هذه الحديقة بالكثير من المرتادين إليها من النساء والأطفال للعب واللهو ، فيما يرتادها بعض الاباء لتعليم أبنائهم قيادة السيارات أو ركوب الخيل الذي لا يأتي إلا في الأعياد ، حديقة هران ذات المساحة الكبيرة والتي تمثل بيئة خصبة للاستثمار والمستثمرين إلا أنه لا يوجد إي اهتمام من قبل الجهات المعنية في المحافظة لطرح هذه الحديقة على المستثمرين رغم مجي الكثير تحت حجج واهيه ، ناشطون وشباب بمحافظة ذمار اطلقوا نداءات ورسائل إلى الجهات الحكومية لبحث تطوير الحديقة ، إلا أنهم لا يجدون أي تجاوب من قبلهم . مواطنون عبروا عن استيائهم جراء تردي الخدمات في هذه الحديقة ، وجسدوا ذلك عن طريق النكتة "الذمارية" وإطلاق بعض عبارات النكات عن حال هذه الحديقة التي ما زالت تكافح من أجل البقاء ، فيما الجهات المعنية تصم اذانها عن آهاتها وأناتها ، من هذه النكات إطلاق اسم "معسكر" على حديقة هران ، فيما ينصح البعض من يريد الذهاب إليها بأخذ الاحتياطات الازمة فهو داخل على "معركة" وليس على حديقة ، فيما البعض نصح أولادة بتعاطي القات والجلوس في البيت بدلاً من الذهاب إلى الحديقة قائلاً "قد عندي يخزنوا ولا يسيروا يتعوروا في الحديقة" فيما اخر يقول بأنه لن يدخل مره أخرى إلى هذه الحديقة بعد ما اصيب أولادة بالكسور داخل الحديقة ، ورغم الحضور الكثيف لأبناء مدينة ذمار على هذه الحديقة التي ماتت اختها -حديقة الحمدي- منذ زمن ، إلا أنه لا يوجد أي حضور أمني أو يكاد معدوم ، ما يوفر بيئة خصبة لمضايقات النساء ولنشوب مشاكل بين رواد الحديقة بعضها يصل إلى حد إطلاق النار وحدوث إصابات في رواد الحديقة ما يحدث فزع لدى الأطفال والنساء ، فيما يفضل أغلب المواطنين النوم في أيام إجازة العيد فضلاً عن الذهاب إلى هذه الحديقة . سمير عبدالرحمن خشافة احد أبناء ذمار يقول في حديثه معانا واصفاً حال حديقة هران الوحيدة بمدينة ذمار "يتكلمون عن حديقة هران بذمار وكأنها حديقة ترفيهية يوجد فيها كل مقومات الحدائق والمتنزهات الموجودة في جميع الدول عندما نتحدث عن حديقة هران ذمار فإننا نتكلم عن أرض جرداء لا يوجد فيهازرع ولاورد ، فيها قطع من الحديد يتحدث المسئولين انها تسمى العاب اطفال وعندما يشاهدها الزائر يتعجب ان تكون تلك القطع الخردة من الحديد العاب للترفيه للأطفال فضررها اكثر من فائدتها الترفيهية ولا يوجد فيها اي وسائل لسلامة الاطفال ، والذي يحيرني ويحير ابناءذمار وماجاورها ان مايسمى بحديقة هران ورغم الارض الشاسعة والكبيرة لم تلق اي اهتمام من قيادة المحافظة ممثلة بالسلطة المحلية وحتى ان المستثمرين لم يجدوا طريقهم الى انشاء وتطوير حديقة بمعنى الكلمة حديقة يترفه فيها الصغير والكبير ويقضوا فيها عطلة العيد" من جهته يقول الناشط المدني محمد الغرباني وهو أحد أبناء مدينة ذمار حيث يقول "عندما تقول إجازة وعيد في محافظة ذمار فأنت بكل تأكيد تتحدث عن موضوع إنساني بحت .. محافظة تعداد سكانها يقترب من 2 مليون نسمة ولا تمتلك حديقة أو متنزهاً واحداً وما يُسميه الآخرون حديقة هران تعتبر مثل معسكر تدريبات عسكرية للأطفال خصوصاً بوجود الألعاب الحديدية الخطرة المتوفرة فيها والتي لا أدري كيف يُفكر المسؤولون عن هذه المحافظة ولماذا لا يحترمون مواطنيهم بتوفير متنزهات وحدائق عامة لهم وسكوت الناس هو ما جعل المسؤولين يسكتون ويتمادون أيضاً لدرجة محاربة اي استثمارات لتجار يحاولون بناء حدائق داخل المحافظة .. نحنُ في كارثة إذ لا توجد مساحة حقيقية نقضي فيها وقت للفرح داخل هذه المحافظة .. ونتمنى من الجهات المختصة الاضطلاع بمسؤوليتها وإدراك ما يعانيه المواطن الذماري في ظل غياب متنفس لهم داخل هذه المحافظة" . من جهة أخرى يقول شمس الدين فارع بأن مدينة ذمار تفتقد إلى متنفسات سياحية, سواء مناطق خضراء, او حدائق للألعاب الكهربائية. وبرغم من وجود مساحة جيدة مخصصة لما يسمى بحديقة هران والذي شبهها احد الكتاب بمعسكر , نظرا لردأت لعبها وخطورتها ,واظن انه لو تخصص للاستثمار لكانت متنفسا رائعا , خاصة اذا زرعت كمسطحات خضراء ، ووضع فيها كراسي خشبية للجلوس . اضافة الى استحداث العاب كبقية الحدائق في المحافظات المجاورة (صنعاء - اب )وجزء منها حديقة مصغرة للحيوانات , بذلك سيجد المحرومون من اطفال ذمار وساكنيها متنفسا لهم وخاصة في مناسبات الاعياد كغيرهم من اطفال العالم ,اضافة الى انها ستكون رافدا اقتصاديا للمجلس المحلي يساهم في التطور والتحديث اكثر لمدينتنا الرائعة، لكن يا فصيح لمن تصيح اتمنى ان تتجه المنظمات الداعمة لحقوق الطفولة في مدينة ذمار الى اخذ هذا الموضوع بعين الاعتبار . وختاماً معاناة أخرى نضعها على طاولة السلطة المحلية ممثلة بمحافظ المحافظة يحيى العمري ومدير عام مكتب السياحة عبدالحافظ المقدشي علهم يشعرون بمعاناة أبناء مدينة ذمار التي هم الأساس ينتمون إليها قبل أن يكونوا مسؤولين عليها