كتب: علاء علي عبد يطلق على العصر الذي نعيش فيه، العصر الرقمي أو العصر التكنولوجي، نظرا للطفرة التكنولوجية التي ميزته بحيث أصبح الاعتماد على الوسائل التكنولوجية أمرا لا مفر منه، ويتعلق بكافة جوانب حياتنا تقريبا. الأطفال الذين ولدوا في هذا العصر حصلوا على فرص لم يحصل عليها أطفال الأجيال السابقة، كقدرتهم على التعامل مع الأجهزة التكنولوجية المختلفة بكفاءة قد يعجز عنها الكبار! لكن وعلى الرغم من هذا، فإن أطفال العصر الحالي دفعوا ضريبة التقدم التكنولوجي الذي ميز العصر الحالي من خلال افتقادهم للعديد من الأشياء المهمة لنمو وتطور الطفل فكريا واجتماعيا، حسبما ذكر موقع “LifeHack”. وفيما يلي عدد من السلبيات التي يعاني منها طفل العصر الرقمي: - الابتعاد عن اللعب الخارجي: اللعب الداخلي، كاللعب في المنزل أو محلات الترفيه، اصبح في تزايد مستمر نظرا للتعلق المطرد للطفل باجهزته المختلفة؛ الكومبيوتر، والهاتف الذكي، والآيباد وغيره من الاجهزة المختلفة. حكومة المملكة المتحدة ادركت التناقص الحاد في عدد الأطفال الذين يلعبون في الهواء الطلق، لذا قاموا باستثمار مبلغ 300 مليون جنيه إسترليني في مشاريع لتحفيز المعلمين على زيادة النشاطات الرياضية في المدرسة. كما أظهروا رغبتهم بإعادة إحياء ألعاب تقترب من الاندثار مثل “الحجلة” و”الاستغماية” وغيرها، وذلك لما لهذه الألعاب من فوائد على الطفل. - عدم الاستفادة من التعلم “وجها لوجه”: لو فكرت ذات مرة حول كيفية تعلم الطفل الرضيع التعبير عن مشاعره وكيفية تعلم القدرة على الكلام، فاعلم أن هذه المهارات يحصل عليها الرضيع عن طريق مراقبته لتعبيرات وجهي والديه. علما بأن هذه المهارات تساعده في حياته ليتواصل مع بيئته ويتفاعل مع ما يدور حوله. لكن من المؤسف أن الوالدين أصبحا أكثر ارتباطا مع أجهزتهم الإلكترونية بشكل قلل من رغبتهم بالتفاعل مع الطفل من خلال مداعبته أو الابتسام له! لذا فإن العديد من الباحثين يطالبون الآباء والأمهات بضرورة تنحية هواتفهم الذكية جانبا لقضاء بعض الوقت مع أطفالهم، نظرا لأهمية هذا الوقت بالنسبة للطفل. - عدم معرفة المعنى الحقيقي للصداقة: في الماضي كانت الصداقة تحمل العديد من المعاني العميقة، وكان المرء يعتز بالأصدقاء الذين يسألون عنه ويشاركونه أفراحه وأحزانه، في ذلك الوقت لم نكن نعرف شيئا عن الصداقة الافتراضية. اليوم انقلبت الصورة وأصبح للمرء، حتى وإن كان ما يزال طفلا صغيرا، مئات الأصدقاء الافتراضيين الذين ينتشرون على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة. المشكلة في هؤلاء الأصدقاء أنهم لم يلتقوا بشكل شخصي ولو مرة واحدة في حياتهم. والدراسات العلمية المتعلقة في هذا الشأن أشارت إلى أن معاني الصداقة اختلفت منذ ظهور ما يعرف بالصداقة الافتراضية، الأمر الذي سيحمل معه انعكاسات سلبية على قدرة المرء إنشاء علاقات حقيقية مستقبلا. - عدم القدرة عل إظهار المشاعر الإيجابية: إظهار التسامح والتعاطف والاهتمام تجاه الآخرين، يعتبر من المهارات التي يكتسبها المرء من خلال تجاربه في الحياة. لكن جيل العصر الرقمي لم يتعلموا أيا من هذه المهارات، فحتى الآن على الأقل لا يوجد تطبيق خاص على جهاز الآيفون مثلا لتعليم المرء كيفية إظهار التعاطف مع الآخرين. - فقدان النوم: أظهرت بعض التجارب والأبحاث أن الأطفال يفقدون تواصلهم مع الوقت أثناء اتصالهم بالشبكة العنكبوتية، الأمر الذي يؤثر بشكل بالغ على قدرتهم على إنجاز المطلوب منهم من واجبات مدرسية وما شابه. فضلا عن أن قضاء وقت طويل أمام الشاشة يؤدي إلى نوع من الإدمان الذي يؤثر سلبا على مزاج الطفل. الأهم من كل هذا أنه تبين بأن الجلوس لساعات لاستخدام الأجهزة التكنولوجية المختلفة يؤدي إلى تقليل ساعات نوم الطفل بشكل يؤثر سلبا على تحصيله الدراسي.