أورد مراسل الجزيرة في اليمن أن مسلحين قبليين يتجمعون في مدينة إب لرفض وجود الحوثيين هناك. وفي وقت سابق، عقد شيوخ القبائل اجتماعا موسعا في محافظة إب أقر تحرك القبليين لحماية عاصمة المحافظة ولمساعدة الشرطة في تأمين المدينة، حسبما قالوا. وعبر الاجتماع عن رفض وجود المسلحين الحوثيين في مدينة إب حيث يتمركز مسلحون حوثيون عند مستشفى الثورة الحكومي ومكتب وزارة الأوقاف والصالة الرياضية المغلقة. وكان محافظ إب بدأ حوارا مع الحوثيين لإقناعهم بالخروج من المدينة التي دخلوها أمس الأربعاء دون أي مواجهات، وألقى قادتهم كلمات بحضور قياديين من المؤتمر الشعبي العام حزب الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر محلية أن الحوار بين السلطات في إب -التي تعرف بحضور كبير للتجمع اليمني للإصلاح الذي يعد من أبرز خصوم الحوثيين- والمسلحين يهدف إلى إقناعهم بالانسحاب من المدينة لتجنيبها الصدامات المسلحة. وسبق استيلاء الحوثيين على إب اجتماع ضم محافظها يحيى الإرياني وقادة الأحزاب السياسية بالمحافظة، توصلوا فيه إلى اتفاق أولي سموه "اتفاق السلم" لتجنيب إب الصدامات المسلحة. واتفقت قيادات سياسية واجتماعية في المحافظة على عقد اجتماع اليوم الخميس لبحث تداعيات دخول مسلحين حوثيين المدينة بهدف تجنيبها ويلات الانزلاق لصراع مسلح. وبعد أن سيطر الحوثيون على صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول الماضي، بسطوا سيطرتهم أيضا اعتبارا من الثلاثاء على الحديدة التي تعد من أكبر المدن اليمنية ومينائها الإستراتيجي على البحر الأحمر، وسط صمت كامل للسلطات المركزية في العاصمة. عدم دخول تعز وسبق الحوار في إب بساعات توصل اللجنة الأمنية في محافظة تعز إلى اتفاق مع الحوثيين على عدم دخولهم المحافظة وتجنيبها أي صراعات وأعمال عنف، في حين تعهدت قبائل بمحافظة البيضاء وعسكريون في تعز بصد أي محاولة للحوثيين للاستيلاء على المحافظتين. من جانبه، قال المدير العام لشرطة محافظة تعز العميد ركن مطهر الشعيبي -في تصريح صحفي سابق- إن الاجتماع مع الحوثيين أكد تعزيز الإجراءات الأمنية الكفيلة بضبط العناصر المتهمة بالاغتيالات التي تعرض لها بعض المحسوبين على الحوثيين في المحافظة خلال الفترة الماضية، ومنع أي مظاهر مسلحة أو التجول بالسلاح. ويثير تقدم الحوثيين وسط وجنوب اليمن مخاوف من قتال واسع بينهم من جهة وبين مسلحي القبائل وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب من جهة أخرى. وقد قتل 11 مسلحا حوثيا وجرح آخرون فجر الأربعاء في معارك شرسة مع تنظيم القاعدة بمدينة ردّاع بالبيضاء. مواجهة القاعدة في غضون ذلك، يستعد مسلحون من جماعة الحوثي للتوجه إلى مدينة رداع بمحافظة البيضاء وسط اليمن لقتال تنظيم القاعدة. وأفاد شهود لوكالة الأناضول بأن نحو ستين سيارة تقل مئات المسلحين الحوثيين تستعد للتوجه من منطقة قاع فيد إلى مدينة رداع بمحافظة البيضاء -في وقت لاحق اليوم- لقتال عناصر تنظيم القاعدة".
وأشار الشهود إلى أن المسلحين الحوثيين يتمركزون حالياً على بعد عشرة كيلومترات غربي مدينة رداع، استعداداً للتوجه إلى المدينة. وشهدت رداع في الأيام القليلة الماضية اشتباكات عنيفة بين عناصر تنظيم القاعدة ومسلحين حوثيين خلفت قتلى وجرحى من الطرفين.
وقتل أمس خمسة أشخاص على الأقل وأصيب آخرون في اشتباكات عنيفة اندلعت بين تنظيم القاعدة ومسلحين حوثيين في مدينة رداع وسط تزايد المواجهات بين تنظيم القاعدة والحوثيين في محافظة البيضاء.
وفي تطور آخر ذي صلة، سيطرت عناصر يشتبه بأنها من تنظيم القاعدة الليلة الماضية على مديرية العدين التابعة لمحافظة إب، وذلك بعد سيطرة الحوثيين على مركز المحافظة، حسب ما أفادت به مصادر أمنية ومحلية. وأكد مصدر أمني أن مسلحين من القاعدة سيطروا على العدين (تبعد عشرين كيلومترا عن مدينة إب) بعد أن شنوا هجوما على مديرية الأمن ومبنى السلطة المحلية ومركز البريد والبنك التجاري في المدينة، مما أسفر عن "مقتل خمسة من أفراد الشرطة".