رسالة من قاع الخراب الذي نتقاطع معه ، من هذا الخراب خراب الوطن، أنبعثت الأقلام صادحة بلعناتها عليك ، وسخطها على حماقاتك .. أيها الطائر الأجرب ! لا حاجة لنا بكل ما تصنع ، وصنعت .. نعرف نعيقك جيداً .. نحن بدونك آمنين .. نحن نعلم أنك صنعت جمهوريةً الكذب والخيانة والخداع، وأنك بنيت دولة من طلاسم لا يفهمها إلا أنت. أمعنت في إهانة شعبين ، وبأنانية الحاقد ابتلعت وطنين .. وعلى كاهل البسطاء أنشأت امبراطوريات الفساد وإقطاعيات الظلم والجور .. سلبتنا الأحلام ونزعت من رؤوسنا أفكار الأماني والآمال ! حتى نعمة اليأس استحوذت عليها .. ظلت تمنّ علينا بهفاش عفشائك خلعناك لكي نبني وطناً حقيقياً بدونك، استلمناه محطماً من يدك المتسخة. كنا نظن أنّا تخلصنا من سذاجاتك ، فنكتشف أن الزمان لم يكّفر عن خطيئته .. دوي خرابك لا زال يجول في مسامع ضحايا سطوتك وأنت لا زلت تتبجح وتمنّ بإنجاز وحدة الشطرين ولا تعلم أنك شطرت القلوب وقطّعت أوصال الإخاء ..
أيها الخراب ! استمر.. عش حمق الانتقام من الجميع..! وبعد أن تنتهي... مت فحسب! أما من تجبرت عليهم واكتسحت وطنهم بمجنزرات طمعك فهاهم اليوم يفرحون بعودة وطنهم المفقود منذ عقدين .. ونحن أشد فرحاً منهم .. صامدون في وجهك القبيح .. خلف المهزوم يدوي زئير الأنتصار ..!!
هم انتصروا لأنهم أصحاب حق ، وأنت المهزوم لأنك دخيل وانتهازيٌ ذليل .. فمت بلعنات القوم ، وهجاء التاريخ ، وشتائم الأجيال .. عليك كل اللعنات ..!