احترام الرأي الآخر موقف أخلاقي للناشئين في بيئة حسنة , أبعد من ذلك السوي نفسياً والمتربي من بيته يحترم حتماً إجماع إرادة الأمة , لذلك بعد مسيرة نضالية طويلة الرئيس البيض عاد لمربع حق تقرير المصير , على اعتبار أن إرادة الجماهير الشعبية المنتفضة بالساحات والميادين يتم قياسها وفقط عبر صناديق الاستفتاء الشعبي , الإجماع حول خيار حق تقرير المصير مؤشر ايجابي على نضوج وإحساس بالمسئولية من قبل الفعاليات السياسية الجنوبية . حق تقرير المصير مبدأ أصيل في مواثيق الأممالمتحدة والعهد العالمي لحقوق الإنسان , ممارسة هذا الحق يأتي نهاية مرحلة انتقالية يتوافق عليها الإقليم المحتل أو المطالب بفك الارتباط مع المركز , لأن الأمر هكذا فإن المطلوب راهنا بدء معركة الحوار الجنوبي – الشمالي للذهاب لمرحلة انتقالية.
الإشكالية المقلقة للداخل والخارج والتي علينا الكف عن مكابرة إنكار وجودها وضرورة المرحلة الانتقالية لإجتثاثتها الإرهاب التكفيري , للأسف تمكن أمراء حرب وتكفير الجنوب صيف 94م من الفرض القسري لبيئة حاضنة للإرهاب السلفي في الجنوب , مبكرا عملت الواجهات السياسية والأيدلوجية للأذرع العسكري للجماعات الإرهابية الوهابية السلفية في الجنوب من التسلل للحراك خلسة وتحت جنح المال المدنس , عملية الاختراق تمت على مراحل يتم فيها ضخ فلول حزب الإصلاح وجمعياته ومراكزه السلفية الأيدلوجية إلى الحراك , خسارة الإسلام السياسي إطاره الجغرافي التقليدي شمالاً كشف تبعية تلك الوجوه الصدئة القادمة للحراك الجنوبي والحاملة أجندته الداعشية , طابور خامس في الساحات يراد من خلاله الإمساك بالورقة الجنوبية للمساومة بها داخليا وإقليمياً ودولياً .
لاشك أن الشعب الجنوبي طيب لكنه ليس بسذاجة الذهاب إلى سياسة فتح نافذة ( حيابكم .. حيابكم ) , تلك الثغرة / النافذة تسللت منها القوى الظلامية شمالا عند احتوائها لثورة 11 فبراير 2011م الشبابية , في الجنوب ( الحراك ) ابدع التصالح والتسامح من أجل إعادة رص الصفوف الجنوبية بوجه أمراء تكفير حرب صيف 94م ، تصالح وتسامح انطلق لاستعادة الكرامة الوطنية الجنوبية التي غدر بها الفاسدون والضالمون من تحالف 7/7/94م والذي أسقطته ثورة 21 سبتمبر التقدمية المباركة , لكل ذلك يظل مخطئ وواهم من اعتقد ان التصالح والتسامح مدخلا لإعادة انتاج الوجوه المجرمة القادمة من احزاب المؤتمر والإصلاح والاشتراكي ... الخ , لأننا صناع هذه الثورة وعشاق صادقين لجنوب جديد دفعنا لأجله اعتقالا وضربا ومحاكمات في الأيام الصعبة وفي وقت مبكر , لذلك حرصا على ( الحراك ) نقول : حذار ِ .. حذارِ من الوجوه الصدئة وتجار الإسلام السياسي من فقهاء 7/7.