الوصاية على خيارات الشعوب امر لم يعد مقبولا تحت اية مسمى اسقاط النظام , فك الارتباط , الفدرالية .. الخ , فالتعامل معها كقطيع بحاجة لرعاية القائد الضرورة او عصا المارشالية زمنا قد مضى بسقوط هبل بغداد و فرعون مصر , بالإضافة اننا شعب عظيم اصدق بوصفه شاعر الجنوب علي احمد بأكثير: وإن لنا مواهب سامياتٍ بني الأحقافِ أدهشتِ القرونَا ألا فاستعملوهَا في المعالي تنالوا في الورى المجدَ الأثينَا فقد لعبتْ بأدوارٍ كبارٍ جُدُودكمُ الكرامُ السالفونَا ولو ثقّفت يوماً (حضرمياً) لجاءك آيةً في النابغينَا مع ذلك الشعب العريق كذا الاشقاء شمالا لم يمكنوا من حقهم السياسي بتقرير المصير , لان الجنوب قضيتنا كل الوثائق و الاسماء تكشف خفايا الوفد المفاوض الذي لم يكن جمعيهم جنوبيين الولاء و الهوى , فذهبت المفاوضات لما تحن افئدتهم و ليس لما يريده شعب الجنوب الحر الذي بقوة الشرعية الثورية فرض عليه خيار (اليمننه) . بداء مسلسل الخسائر الجنوبية عندما قررت منفرده (الجبهة القومية) الذهاب لمفاوضات جنيف , غير آبه بحالة الانقسام السياسي الذي ابهت جمالية الاستقلال القادم عبر الحرب الاهلية بين رفقة النضال بالأمس القريب , صراعات خلفت جروح غائره لكن لم يستفاد منها حيث مره اخرى ذهب الرفاق منفردين للوحدة , النتيجة طوعا كرس فلسفة (الخبرة) للوحدة القائمة على عودة الفرع للأصل , من خلال تمثيل الجنوب بمجلس نواب الدولة الجديدة بما يعادل تمثيل محافظة من الدولة المتحد معها , غباء سياسي لا علاقة له البته بنظرية المؤامرة للطابور الخامس بين ظهرا نينا , تواصلا لنهج البلادة اثناء حرب صيف 94م انتصر (الشمال) متسللا عبر التشققات التي احدثتها الصراعات الجنوبية – الجنوبية السابقة بجدار وحدتنا الوطنية , بينما الكل يستذكر كيف مرقت العسكرية الشمالية بالوحل مرتين 72م و 79م. غدر منتصرو 7/7 الاسود المشئوم جعلنا نستفيق على واقع اسواء من الاحتلال البريطاني , (العكفه) وحدهم من يتحمل مسئولية صراعنا اليوم مع خيار (اليمننه) كهوية التي سوقته حقبة حكم (الاشتراكي) كاد ينجح فيه , لكن الحمد لله كون شعبنا حضاري حي متجدد الهزيمة العسكرية الغادرة لم تكسر روحه الوثابة المحبة للحياة و التقدم , لم يستسلم بل تعملق مطلقا حراك تحرري سلمي هو الاول بربيع الثورات العربية المعاصرة , ما يلفت و يميزه عن مرحلة التحرر الوطني السابقة انه مبكرا تدارك اهمية مسألتي الهوية والدولة المدنية , تلافيا و تجاوزا لأخطاء الماضي تداعى الوعي الجمعي لتوافقات مرجعية قاعدتها : (جميع ابناء الجنوب شركاء بمستقبل الجنوب ) , استشعارا بأهمية وحدتهم الشرط الأساس للانتصار بعد تشخيص اسباب الضياع التي سببتها حالة الانقسام العبثي الماضية , لإدامة روح الوحدة متقدة توفق(الحراك) بانطلاقته من حركة التصالح والتسامح مدماك وحدتنا الوطنية . ولأنه – الحراك- موقف واعي للامة المنتفضة لكرامتها المغدور بها من شريك (الوحدة) , بمعمعان النضال اليومي ابدع ترابطا جدليا رائعا بين مسألتي: _ اعتبار حرب صيف 94م اسقطت الوحدة و ما بعدها حالة اسواء من احتلال . _ التوافق على اعادة الامر (للامة) وحقها بتقرير المصير . الجنوبيون يتفقا على المسألتين اعلاه مع الاقرار بمشروعية تعدد وتنوع الوسائل للانتصار لها , الاشكالية في الفترة الزمنية ما بين اسقاط نظام حرب و تكفير الجنوب صيف 94م حتى لحظة تمكين شعب الجنوب الحر من الاستفتاء , مرحلة مؤقته لا مفر منها يجري حاليا بين الاطراف المعنية بالقضية الجنوبية توافقات حول كيفيتها , بما يوفر افضل الضمانات للذهاب بنهايتها للاستفتاء بحرية حيده نزاهة , بهذه المسألة تحديدا يتشاطر كل الحريصين اهمية الاستقلالية الندية الجنوبية امام الاخر (سلطة + معارضة) , مع ضرورة تشكيل مرجعية جنوبية تعمل كحارس امين لنضالات الشعب ودماء الشهداء من احتمالات اية انحرافات قد تحدث , دون ان يعني ذلك بالضرورة اغفال اهمية وجود قيادة سياسية مجربة برجماتية لها حرية الحركة معززه بالثقة , تناغم القيادتين (المرجعية + السياسية ) شرط اساس للانتصار لخيار الشرعية الشعبية على انقاض الشرعيات الثورية التي أرهقتنا . _ شقرة \\ أبين 30/7/2011م *منسق ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن