في احدى اللقاءات التلفزيونية سألت مذيعه قناة ام بي سي نيكول تنوري الرئيس السابق : كيف تتعامل مع هذا التنوع والخلطة داخل اليمن / قبائل احزاب حوثي حراك قاعده سلفيين وغيرهم فكان جوابه : أضرب هذا بهذا وأشار بيده اليمني في أتجاه يده اليسرى كالذي يريد أن يقول باللهجة الشعبية (أقرّح عصا بين هذا وهذا). وأضاف بأن هذه رؤيته وسياسته حتى يضمن شرهم ويعودون إليه .ومعنى كلام الرئيس السابق انه كان يعتمد تأجيج الصراعات وصنع الازمات ولم يكن يهدف إلى بناء دولة مدنية حديثة ولا الى تنمية ولا الى رفاهية شعب كل هذه العقود الثلاثة من حكمه بل كان يعتمد سياسة اللعب على المتناقضات والدليل أن الشعب خرج عليه في ثورة الشباب يصرخ بأعلى صوته (ارحل) وتنازله عن السلطة للرئيس الحالي لم يحدث الاّ تحت ضغط الشارع اليمني بأكمله في كافه المحافظات ناهيك عن صرخات الشعب في المحافظات الجنوبية والشرقية التي كانت تسمع مدوية منذ 2007 م بداية الحراك الشعبي بل من قبل ذلك بوقت طويل ولا مجيب لصرخاته وانّاته و توجعاته.
وكل هذا في زمن وفترة نظام الرئيس السابق الذي لم يسلّم السلطة ايضاً الاّ بعد حادث الرئاسة البشع الذي راح ضحية الأستاذ / عبد العزيز عبد الغني رحمه الله وآخرين ذلك الحادث الذي قام به خصوم الرئيس السابق الذين خرجوا من عباءته وكبروا وسمنوا في فتره حكمه ثم تطاولوا وتجرؤا عليه وانقضوا عليه في الرئاسة كانقضاض الثعبان الذي ينفث على فريسته بالسم ثم يهجم عليها فيلتهمها وقد صدق الرئيس السابق في مقولته التي كان يرددها عبر وسائل الاعلام المختلفة بانه صعد الى الحكم على رؤوس الثعابين فكانت النتيجة ان المحنش نهايته للحنش ..
ماذا لو حافظ الاخ الرئيس السابق عن الوحدة والشراكة منذ عام 1990 م والتزم ببنودها التي وقع عليها مع شريكة ونائبة البيض واظهر حسن النية من البداية ولمس الناس خير الوحدة هل كانت الحرب ستحدث عام 1994م وتذهب فيها العشرات بل المئات من ارواح اليمنيين شمالاً وجنوبناً بسبب الصراع على الكرسي والسلطة وبسبب الاختلاف في وجهات النظر وهل دماء الابرياء من ابناء الشعب رخيصة الى هذا الحد وهل هناك عبث اكبر من عبث ستة حروب حدثت في صعدة وراح ضحيتها الالاف واهدرت فيها مقدرات وامكانيات ضخمة من قوت الشعب وعرقة وكانت تتوقف تلك الحروب باتصال تلفوني ..
لقد جاءت فكرة المبادرة الخليجية لحل الازمة اليمنية بطلب من الرئيس السابق وضل يعدل في صياغاتها ومضامينها حتى يضمن الحصانة والهروب من المحاسبة حتى حصل عليها وقلنا وقال الشعب الحمد لله سيتقاعد الرئيس السابق ويكمل حياته ويرتاح بعد ثلاثة عقود على كرسي الحكم وإذا به يواصل ممارساته ونشاطه السياسي ويتواصل مع الناس ويتحدث ويخاطب ويأمر ويوجه ويدعووكأنه ما يزال هو الرئيس الفعلي مع وجود رئيس قانوني و شرعي للبلاد هو المشير عبد ربه منصور وفي نفس الوقت أميناً عاماً لحزب الرئيس السابق ان المبادرة الخليجية لحل الازمه اليمنية على قدر ما جاءت لإخراج اليمن من محنته وأزمته ومخرج مشرف للرئيس السابق لينسحب من المشهد الساسي ويترك السلطةمرفوع الرئيس ويحفظ ماء وجهه على قدر ما جاءت كفكرة سياسية ماكرة وخبيثة هدفها الالتفاف على ثوره الشباب التي لا يعترف بها الرئيس السابق كثوره ويسميها تمرد او تقليد لما حدث في تونس ومصر وليبيا من مظاهرات الربيع العربي وكأن الشعب اليمني الذي خرج الى الشوارع وبح صوته كان يغني او كان يمزح ولم يكن يحتج ويتعرض على نظام اقل ما يقال عنه غارق في الفساد حتى اذنيه.
فلو كان الرئيس السابق حكيماً لما جعل شعبه يخرج عليه مطالباً بتغيير النظام ومطالباً بالعدالةوالمساواة وبتغيير رموز الفساد وآكلي المال العام الغير مكترثي بهموم الناس وآلامهم واوجاعهم ومعيشتهم وعمل النظام السابق على اقصاء الآخرين بل اتهمهم بعدم المقدرة على حكم البلاد د بمن فيهم رئيسنا الحالي حفظه الله الذي رشحه الرئيس السابق نائباً له ولكنه عمل على تهميش دوره وكان يسند اليه اعمالاً لامعنى لها مثل ان يقوم بالإعدادللاحتفال بمناسبه وطنيه او يقوم بقص شريط لمشروع ما ولم يتيح له لكي يبدع وينطلق ويساهم في بناء الوطن وظل نائباً للرئيس السابق حتى بدون ان يمنحه قراراً رسمياً ومكتوباً وهم اليوم وبعد ان تركوا كل هذه الفوضى والفساد في البلاد لم يجدوا يداً امنية ترقع اخطاهم وتلملم ما بعثروه الاّ رئيسنا الحالي الذي تجاهلوه ردحاً من الزمان .
لقد عمل الرئيس السابق ونظامه على تقسيم الجيش والقوات المسلحة والامن حسب الولاءات للأحزاب وللقبائل وللجماعات وللفئات بل وللأفراد ..وبالنسبة لموضوع السيادة الوطنية فان الرئيس السابق قد رفض تسليم مواطنين يمنيين لمحاكمتهم خارج وطنهم كالشيخ الزنداني وغيره ولكن هذا الرئيس السابق قد سمح منذ سنوات للطيارات الامريكية بلا طيار لقتل واغتيال مواطن يمني أو مجموعه مواطنين أبرياء وانتهكت هذه الطائرات سياده الوطن ودماء الابرياء من ابنائه فما هذا التمايز بين مواطن ومواطن؟!
يتحدث الرئيس السابق واعضاء حزبه عن اطراف اخرى تلجا ألى الخارج مع ان هذا الرئيس السابق قد لجأالى دول الإقليم وطلب منهم ايجاد حلاً لأزمه اليمن فهذا الطلب في حدذاتة دليلاً على فشل الرئيس السابق ونظامه وعجزهعن حل مشاكل بلاده بنفسه واستجداء الاخرين من خارج الوطن لحل مشاكلنا لا فرقفي ذلك بين الخارج الاقليمي او من المجتمع الدولي وما دام الرئيس السابق قد لجأالى الخارج فما عليه الا ان يتوقع من هذا الخارج ان يفرض شروطاً ومصالح قد تمس سيادة الوطن كالتدخلات مثلاً في الشأن المحلي والقرار السياسيوخاصه في بلد مثل بلادنا كادت ان تدخل في حرب اهليه وتصبح اليمن دوله فاشله وضعيفة تكون عرضه للتدخلات الخارجية خاصه من قبل الدول الكبرى وهناك لا معنى للحديث عن سياده دوله ضعيفة وفاشلة اهلها وحكامها يستجدون الخارج لحل مشاكلهم ويطلبون منه التدخل فيما بينهم وخاصة في زمن العولمة التي ألغت الحدود وتجاوزتها فكرياً وعسكرياً واقتصادياً وتكنولوجيا وسياسياً بل ووصاية ودعك من المنظرين الذين يعتقدون بأنهم يعيشون في كوكب آخر او في بنية مغلقة لا يمكن اختراقها .
بقى ان نذكر بانه في عام 2011 قال الشعب والشباب للرئيس السابق ونظامه (ارحل) وهنا لم يأتيأتي السفير الامريكي بجديد حين قال للرئيس السابق بان يرحل لان شعب هذا الرئيس قد سبق و ان قالوا هذه الكلمة له وقد قال هذا الرئيس السابق للرئيس الجنوبي السابق بان يرحل الى دمشق والرئيس الذي بعده الى يرحل الى مسقط في حرب 94 فكما تدين تدان .