تحتفل هذه الأيام الأمتين العربية والإسلامية بشكل عام ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بصفة خاصة بمناسبة اليوم الوطني ال43 لإعلان الاتحاد الاماراتي بعد مساعي ليست بالهينة بذلها المؤسس الراحل حكيم الأمة ورائد ثوارها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه - . لسنا بحاجة هنا إلى أن نكتب أو ننقل من صفحات التاريخ المشرق لسيرة ومسيرة العملاق العربي الاصيل – زايد بن سلطان – وكذا الإنجازات الهائلة التي أحدثتها الثورة التي قادها المغفور له – بإذن الله – حكيم الأمة – زايد – ليست موضوعنا هنا بقدر ما نريد التعريج على السبب الجوهري الذي بدوره كان العامل الأساسي والرئيسي كذلك في نجاح واستمرارية ورسوخ مبادئ الثورة الشاملة التي قادها الوالد المؤسس –رحمه الله- وأضحت من أنجح الثورات في العالم بل وأفضلها على الإطلاق بعد الثورة التي قادها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في شبه الجزيرة العربية. يجوز القول أنه من السهل القيام بثورة في مجال ما حيث لا تتعدى الحاجة سوى المال والحشد الجماهيري الا أن الاستمرارية والحفاظ عليها صعب جدا وهذا شيء بديهي في عالم اليوم . الشيخ زايد – طيب الله ثراه- ركز في ثورة التغيير التي قادها على أهم نقطة مفصلية في مسيرة التغيير ألا وهي تغيير الجوهر في الواقع والارضية التي احتضنت رؤية التغيير، ومن هنا نجح حكيم الامة نجاحا أبهر العالم ، ومن ثم ندرك النجاح والاستمرار لرؤية ذلك القائد العظيم . ركز الشيح زايد رحمه الله منذ توليه قيادة أبوظبي على مبدأ لم الشمل واستطاع بذكائه المصحوب بالإخلاص والصدق مع ربه ونفسه واخوانه حكام الامارات وشعب الامارات أن يقنع الجميع بل ويرسخ فيهم أنه لا مجال ولا مكانة ولا قوامة للجميع الا بتوحيد الرؤية السياسية في إطار واحد وكيان واحد ، واستطاع بما وهبه الله من حكمة وبعد نظر ودراية تامة أن يجعل تلك الرؤية مبدأ راسخا في النفوس، وهذا ما جعل ذلك التحول التاريخي الذي حدث يوم 2ديسمبرمن عام 1971م حيث طويت خارطة التفرقة والانقسام ورفع علم الوحدة والاتحاد على يد حكيم الامة الشيخ زايد ومعه اخوانه حكام الامارات بعد ان تشربت النفوس رؤية القائد وثقافة الثائر وزعيم الأمة . وبعد ذلك اليوم المجيد شقت ثورة التغيير التي قادها حكيم العرب طريقها في كل مناحي الحياة بلا استثناء، ابتداء من تنمية الانسان ، وبناء المؤسسات فتمنية الأرض وإعمارها، وتحولت الفيافي والصحارى والقفار إلى مزارع وواحات عطاء . رحمك الله يا زايد الثورة ، يا زايد الرؤية الثاقبة ، يا زايد الحكمة ، اسست بناء راسخا في النفوس وحضارة ثابته على الارض ، وتطورا مطردا على مر الزمن ، أسست جيلا بأكمله يحمل نفس الرؤية ، ويسير على ذات الخطى الوضاءة. لقد رحل الحكيم زايد جسما لكنه بقي روحا مشتعلة ليس فقط في نفوس الشعب الاماراتي فقط بل في نفوس كل العرب والمسلمين، وهاهم ابنائه واخوانهم حكام الامارات يسيرون على نفس الطريق التي شقها المؤسس ، وهاهو زايد النسخة من ابيه الشيخ محمد بن زايد يسير على اثر المؤسس الخطوة بالخطوة ، فهنيئا للأشقاء في الامارات بقيادتهم الحكيمة وهنيئا لهم أيضا بالمكانة الرفيعة بين أمم الأرض ،فتحية مفعمة بالحب لأبناء زايد ، وتحية خالصة للشيخ محمد بن راشد ال مكتوم، وكل عام والشقيقة دولة الامارات ترفل بثوب العزة والتقدم والرخاء ، وكل عام وامتنا المجيدة بخير.