القضية الجنوبية قضية شعب حي ووطن ودولة وهوية وثروة ستظل كما هي متربعة على سارية التاريخ وعلى كل الأسس والقيم والأخلاق والمبادئ والأهداف الحقوقية المشروعة المتمثلة في القبول لأي تسويات كانت او حلول بالطرق السلمية داخليه او قادمة من الخارج اقليمية او دولية وهنا لا يعني ذلك ان الثورة رضخت او تنازلت عن الاهداف الاساسية التي قامت من اجلها وقدمت قوافل من الشهداء والجرحى والمعتقلين وبرغم كل ما شابها من مماحكات ومغالطات سياسية وخلافات ومشاحنات زرعتها السلطة في صفوف الحراك الجنوبي بحراك آخر مزيف يعمل باسم الحراك السلمي الجنوبي ومن خلال مشاريع مشبوهة الذي رفضها الشعب الجنوبي بكافة شرائحه وأطيافه في المجتمع وقوبلت بالرفض التام من قبل الحراك السلمي الجنوبي ايضا الذي كان له موقف واضح من كل القضايا المصيرية الوطنية الذي كان من اهمها ارسال رسائل سياسية الى كل دول العالم منوها حول كل ما تقوم به السلطة في صنعاء من تآمر مكشوف على القضية الجنوبية يتعارض مع اصول ومبادئ الاتفاقات على اسس ايجاد طرق للحلول ولأنه كان يستشعر من اول لحظة بخطورة المؤامرة حيث قدم رفضا صريحا لمخرجات الحوار وكذا المجتمع الجنوبي بكافة منظماته وهيئاته ومؤسساته الذين اعلنوا صراحة موقفهم الواضح والمبدئي مما هو دائر في ردهات فندق موفنبيك في صنعاء من حوار في حينه . اضافة الى ما مارسته اجهزة النظام ضد الصحف والأحزاب القومية والسياسية وعلى كل الاجهزة الاعلامية العالمية والعربية من ضغوط سياسية ومداهمات من خلال السطو المنظم على مكاتبها في صنعاء ومنع القنوات الفضائية والصحف المجلات المحلية ومنها صحيفة الايام العدنية الجنوبية والتي يقبع في السجن حارسها البطل احمد المرقشي المحكوم اعدام ظلما وعدوانا اضافة الى التعتيم الاعلامي المحلي والإقليمي والدولي المفروض على هذه الاجهزة بعدم اظهار الظلم والقهر والاستبداد والتهميش والإقصاء الذي تمارسه سلطات صنعاء ورموزها في الجنوب ذلك العالم ايضا الرافض على التعاطي مع فعالية الحراك الجنوبي السلمي نتيجة التوصيفات والتسميات الكاذبة والمارقة التي تعمد النظام وأجهزته الامنية والعسكرية القمعية في صنعاء ترويجها وتلوينها وأصباغها بلون الحقد والكراهية الغرض منها تشويه نضال وصورة ودور الحراك في الجنوب والصاق وتلفيق له التهم الكيدية دون مبرر المغزى منها قلب الصورة لسلمية الثورة الشعبية الجنوبية المباركة الا انهم لم ولن ينالوا منها الا الخزي والعار ومن صمود الشعب الجنوبي وثباته وأيمانه القوي بقضيته الجنوبية المصيرية في ساحات الشرف والكرامة الوطنية وعودة كيدهم الى نحورهم . واستمرت المسيرة وظلت الثورة تناطح رؤوس التآمر والخداع والمكر والتدليس والضحك على الذقون وكان من اسمى اهدافها وأعظم شعاراتها اعلاء صوت التحرير والاستقلال ذلك الشعار الوطني الجنوبي الاصيل والذي بداء نوره يشع في العام 2004 مع تشكيل اول جمعية لأبناء ردفان ثم تطور وأصبح مشروعا حقوقيا ونضاليا الذي ومن اجله قدمت الثورة الجنوبية الكثير من قوافل الشهداء والجرحى من الشباب الذين واجهوا الة جيش الاحتلال اليمني الهمجي القمعية ونيران اسلحته المتنوعة بصدور عارية وآخر قتل واعتدى سافر كان في يوم ال 30/11/ 2014 في ذكرى عيد الاستقلال الوطني ال 47 حيث اعترض جنود الاحتلال شباب الثورة الجنوبية وهم في مسيرة سلمية في الطريق العام بين شارع المعلا وشركة النفط ما ادى الى سقوط شهداء وجرحى اضافة الى اعتقال مجموعة من الشباب وهناك من المعتقلين من الذين يقبعون في سجون الاحتلال حتى اليوم ومنهم المناضل المرقشي المحكوم بالإعدام ظلما وعدوانا ولكن الثورة الجنوبية احتفظت بدورها النضالي النبيل السلمي والمتوازن دون منازع ذلك الدور العظيم الذي اذهل العالم وحاز على احترام المجتمع الدولى والإقليمي والمنظمات العالمية والجماهيرية ومنظمات حقوق الانسان المدنية منها والرسمية وفي مقدمتها منظمة الاممالمتحدة ومجلس الامن وان كان هذا الموقف يتسم بالتحفظ والملاحظة . ومن هنا نعود الى ارض الواقع اليوم وما يدور في ساحات الشرف الكرامة والنضال في عدن والمكلا وكل المحافظات الجنوبية والجماهير المحتشدة التي تطالب باستعادة الدولة والسيادة الكاملة على ارض الجنوب العربي الحر الامر الذي جعل صنعاء وما يدور في رؤوس اقطاب الصراع فيها ان يتحالفوا سياسيا ودينيا وطائفيا وقبليا وعسكريا و ينسقوا ويتفقوا ويوزعوا الأدوار فيما بينهم وعلى كياناتهم وتنظيماتهم وأحزابهم بأن الكل يتوافقوا على تنفيذ مخرجات هذا الاتفاق الذي ينص على اظهار الانشقاقات والانقسامات في صفوف الكيانات التنظيمية في الجنوب وفي الشمال وكأنها الحقيقة بعينها لكن هو العكس حتى ان يكون لهم طريق وشرعية الدخول والوصول الى الساحات والتي من المفروض ان تكون اكثر تحصينا وحماية من أي اختراقات جانبية ومن أي جهة كانت لكن الفراغ والحس الوطني الغائب اعطى القوى التقليدية فرص كثيرة حيث كان الغرض منها هو افشال ووئد الفعاليات الحراكية المطالبة بالتحرير والاستقلال واستعادة الدولة كاملة السيادة على ارض الجنوب العربي الغالي وللأسف وصلوا الى اهدافهم مستغلين فراغ عدم وجود القيادة وليس هذا فقط بل عرقلوا وعطلوا كثير من التسويات والاتفاقات بين القيادات الجنوبية داخليا وخارجيا وللأسف مرة اخرى ان شعبنا في الجنوب لم يستوعب حتى اللحظة بان قياداته لا تدرك خطورة المرحلة ولا تشعر بجسامة الاهداف والآمال والتطلعات وعظمة الطموحات المشروعة للجنوب ولان الكيانات المفرخة داخل الساحات وفي عمق الحراك قد شكلت سياج قوي وهي تعمل بكل كفاءة عالية واقتدار مميز على طمس كثير من الحقائق وعكسها على واقع القضية الجنوبية برمتها لصالح اهداف وبرنامج السلطة في صنعاء وتسرب معلومات هامة في اتجاه غير صحيح تصل الى المتلقي مقشرة وجاهزة وكأنها فعلا معلومات جيدة وترتبط بالواقعية بينما هي سموم قاتلة تبثها افاعي سامة وقاتلة . وللأسف انها تأتي من مكونات جنوبية لها مصالحها الخاصة والعامة منها من ارتبط بمصالح نهب وسلب لمقدرات الجنوب بعد حرب 94م ومنهم من ارتبط بولاء مادي عابر لمصالح قصيرة وتنتهي مع نهاية الحدث مباشرة وهناك صنف ثالث يعمل الى جانب السلطة وملتزم بكل توجيهاتها السياسية والأمنية والعسكرية وتشارك فعلا وعملا في القرار الذي يهدف الى بقاء الارض والثروة والهوية الجنوبية تحت السيطرة والهيمنة الشمالية وهولاء قوم متواجدين في صنعاءوعدن وبقية المحافظات الجنوبية كجهاز ينقل الاحداث والفعاليات الجنوبية اول بأول ولهم كل الامكانات المادية والمعنوية وللأسف انهم جنوبيون ايضا ومن هنا لا يمكن ان تصل القضية الجنوبية الى حلول تفضي الى قيام الدولة الجنوبية الا من خلال قيادات جنوبية حية ومن اوساط الشباب المؤهل لقيادة المسيرة حتى يتم الوصول الى الدولة والاستقلال والتحرير واستعادة الجنوب الوطن لكل جنوبي حر يهمه التضحية من اجله ونأمل ان يكون عيد الاستقلال السابع والأربعون من نوفمبر 1967م العظيم اخر نقطة انطلاق نحو اصلاح كل المسارات السياسية ووحدة الصفوف والأفكار والأهداف والتخلص من قيادات الماضي المنتهية صلاحيتها والخروج من نفق الازمات التي تصنعها القوى التقليدية الجنوبية في الشمال وفي الجنوب ومن دعاة الوحدة المزيفة التي دفنت منذ زمن بعيد وعاش شعب الجنوب العظيم ومن نصر الى نصر .