ان من الحماقة الغضب من طرح الرأي الآخر نتيجة نشره على وسائل الأعلام ، ولدينا في اليمن من يكاد ينفجر غضبا لذلك ولا يريد منك أن تدلوا برأيك مادام مغاير مع أطروحاته ورأيه وأفكاره وأخيرا لنقلها صراحة أطماعه الشخصية والمناطقية ، وان ألبسها بثوب الوطنية ومصلحة الوطن أو حتى الجهة أو المنطقة التي ينتمي لها ، هنا هؤلاء أو لنقل تلك الفئات أو الشريحة الاجتماعية هم استبداديون سلطويون دكتاتوريون حتى وان أوهمونا بأنهم ديمقراطيون يبحثون عن مصلحة الشعب في هذا الجزء من الوطن أو ذاك . والتاريخ والأحداث علمتنا وأثبتت لنا لسنوات طوال ماضيه ، أن هناك ظلم وفساد واستبداد واستغلال للسلطة مارسه الكثير من القيادات ومن المتنفذين والجهويين على مناطق كثيرة من البلاد ، استغلوا فيها سلطتهم على كامل الأرض اليمنية ومن يسكنها ، ووصلت إلى درجة تهميش الكثير من المناطق و أصحاب الكفاءات ، وأهل المناطق البعيدة عن مركز القرار سواء قبل الوحدة اليمنية أو بعدها ، وإذا هناك استثناء بسيط هنا يجب ذكره للأمانة ألا أنه يَضلُ بعيدآ عن حلم المواطن وتمنياته ، وحتى نكون واضحين هنا ونضع الأصبع على الجرح ونسرد بعجالة فان المناطق الوسطى من اليمن وكذلك الحديدة بمافيها من ثروات بشرية وطبيعيه لم تأخذ نصيبها الحقيقي من موقع القرار والثروة والتنمية ، وبما يتناسب مع الكثافة السكانية والجغرافيا والموقع والثروة حيث كان سكان تلك المناطق يشعرون بغبن شديد يصدر ممن كان يحكم في صنعاء العاصمة . وكذلك سكان حضرموت وشبوة والمهرة كنا نعيش قبل الوحدة في ظلام دامس بمعنى الكلمة ، وحقوق مهضومة واستغلال واستبداد ودكتاتوريه وتهميش بل ومناطق في المهرة وحضرموت لم تعرف شي اسمه كهرباء فما بالكم بمدارس ومستشفيات وجامعات ، وكان من يمارس الحكم قبل الوحدة في عدن ( وباليتهم كانوا من عدن ) يتحكم بكل ذلك ، مما أجبر الكثير من سكان تلك المناطق على الهجرة وقد كانوا كفاءات عظيمة والجميع يعرف ذلك ، وهذه حقيقة يريدون منا ألا نذكرها وأن نخبئها خلف أصابعنا تنفيذا لتمثيلية سموها تصالح وتسامح . وإذا كنا نعاني من كل تلك المركزية القاتلة للإنسان وطموحه والمُهَدِرَة لحقوقه وثروته وأحلامه فان الخلاص من هذا التسلط والاستبداد ليس له إلا حل واحد ، ألا وهو أن يمتلك أصحاب المناطق قرارهم بيدهم ، وأن يسيطرون على مفاصل ثروتهم وإرادتهم بيدهم وفق دستور البلد ككيان اتحادي واحد ، وأن يخططوا ويقرروا وفق رؤيتهم ومصلحتهم على ألا يخطط لهم الآخرون ، وإلا عدنا للمربع الأول سواء قبل الوحدة اليمنية أو بعدها ، لست هنا في أطار وصدد التمزق للمناطق اليمنية أبدآ، ولكنني أعرج على مسألة الأقاليم اليمنية في ظل دوله اتحاديه ، وهي المخرج الوحيد من أزماتنا القديمة والجديدة . ونظام الأقاليم هو المُنّقِذْ والمُخَلِصَ من سيطرة وجشع العواصم السياسية ومن يحكم فيها ، ونظام الأقاليم سيتيح لكل اقليم حكم منطقتِهِ ووفق رؤية أهلهُ وحضاراتهم وتاريخهم وعاداتهم وتقاليدهم كرفض صورة حمل السلاح وتعاطي نبتة القات في اقليم حضرموت على سبيل المثال فقط . ، بل والأهم هنا أن نظام الأقاليم سيتيح لسكان كل اقليم السيطرة على ثروتهم بأنفسهم وفق القانون الاتحادي وليس وفق رغبة حاكم في العاصمة السياسية أو الاقتصادية . وإذا كنا نحن في حضرموت ( على سبيل المثال ) أول من هُم تواقون لنظام الأقاليم فاننا نرى وبعجب شديد من يرفض ذلك وبشده وعنف ثوري حسب لغتهم ، وهم ليسوا من أقليم حضرموت فهنا نستدرك ونتذكر التاريخ الماضي لهؤلاء وعشقهم وتقديسهم للسلطة أمس وللثروه اليوم . ان من يقف معارضا لنظام الأقاليم والذي سيحفظ له حقه أيضآ وحق اقليمه الذي ينتمي اليه ليس له تفسير إلا أن هؤلاء القوم قد فقدوا سُلَطَة الَسُلَطَه والاستبداد والدكتاتورية وهم اليوم يسعون لأستعادتها ، وذهبوا إلى مسميات مشاريع صغيره ، قطعآ ستسقط أمام الحقيقة وان حاولوا تزييفها واخفائها ، فالناس والأمم تبحث إلى نظم وقوانين اداريه وسياسيه يستطيع الناس من خلالها الحصول على حقوقهم في أرضهم وأدارة مناطقهم بأنفسهم وعدم السماح لآخرين بالسيطره على قرارهم وأحلامهم ، ومن الحكمة هنا أن يراجع المعترضون ( لغرض في أنفسهم ) تفكيرهم ويعوا أن الزمن قد تغير ولايمكن أعادته للوراء مهما عبثوا بعقول البسطاء من الناس .