يطل علينا العام الجديد ليدفع، في شهره الأول، بعدد من المنتخبات العربية إلى الواجهة لتبدأ موسما قد يكلل بالنجاح أو ينتهي بالخيبة والفشل. فعرب آسيا سيتوجهون إلى استراليا لاستعادة المجد والألقاب الغائبة عن خزائنهم بقارة باتت ألقابها شبه محسومة لبني الجنس الأصفر والأسترالي. أما عرب إفريقيا فسيرحلون إلى أدغال إفريقيا لمقارعة كبار القارة على أمل أن يجلس أحدهما على عرشها بعد أكثر من عشرين سنة من لعب أدوار الحضور والمشاركة الرمزية!
وبين موعدي الكرة المستديرة، سيتوجه عرب إفريقيا وآسيا معا هذه المرة إلى الدوحة القطرية أملا في مقارعة كبار الكرة الصغيرة في مونديال لن ينالوا منه، كما العادة، سوى بشرف الحضور، وأفضلهم لن تتجاوز خطواته الدور الثاني!
الكرة المستديرة ستجد لها عشاقا كثيرين في القارتين في الموعدين المهمين بخلاف موعد الكرة الصغيرة، وبالتأكيد فإن رهان المنتخبات العربية سيكون من أجل التألق والصعود لمنصة التتويجات بعد أن غابت عنها ردحا من الزمن.. وهي المهمة التي تلوح شاقة و صعبة لعرب القارتين معا.
فمنتخبات الخليج العربي، التي تعاني تخبطا في النتائج بسبب عدم الاستقرار على التشكيل وكذا الجهاز الفني كحال السعودية والبحرين، ومعها المنتخب المفاجأة "فلسطين" لن تلقى طريقا مفروشا بالورود لبلوغ المرام. منافسون أقوياء يتربصون بها، وأصحاب الدار المنتشون بلقب دوري الأبطال الأسيوية لن يفرطوا بسهولة في التاج القاري.
قد يكون العنابي المنتشي بكأس الخليج رقما صعبا بالدورة، وقد يفاجيء الأخضر السعودي من نفسه فرس رهانها رغم التغيير الطارئ في جهازه الفني في آخر لحظة. لكن تجارب عدة أثبتت أن ال
لكننا نأمل أن يقدم منتخب فلسطين أوراق اعتماده بالبطولة التي يخوضها لأول مرة، ليكون أفضل سفير لقضية العرب الأولى ويمنحها الوهج الذي تفقده على الصعيد السياسي. ويا ما كانت الكرة أفضل داعم القضايا العادلة، وفي منتخب جبهة التحرير الجزائرية أفضل مثال!
وفي إفريقيا.. لن تكون الجزائروتونس حاملتا لواء العرب في كأس إفريقيا بأفضل حال من نظرائهم الخليجيين، وذلك على رغم أن جميع الترشيحات تصب بمصلحة محاربي الصحراء للتألق والبروز وحتى التتويج القاري.
شخصيا لست مقتنعا بهذه الترشيحات لأنها تبدو كمائن نصبت لهؤلاء اللاعبين لإخراجهم من حالة التركيز وإدخالهم في حالة من الثقة الزائدة والغرور الذي يعصف بصاحبه إلى الفشل.
والواقع أن المحاربين جربوا قبل سنتين فقط في عهد مدربه البوسني مثل هكذا وضع حيث حدثوا أنفسهم بأن يكونوا رقما صعبا بالبطولة وبلوغ المربع الذهبي على الأقل، لكنهم وجدوا أنفسهم أول منتخب يغادر جنوب إفريقيا بعد أن كان أول من يصلها!
بالإضافة لغياب التوليفة والتنسيق بين خطوطه الثلاثة وافتقاد بعض لاعبيه أجواء إفريقيا المخالفة تماما لأجواء المونديال، فإنه من الصعب بمكان الحكم على قوة المنتخب الجزائري طالما لم يواجه خلال التصفيات منتخبات من العيار الثقيل اللهم إذا استثنينا مالي الذي .
وتبدو مواجهته الثانية أمام غانا المعيار الحقيقي للحكم عليه ومدى قدرته على التنافس على اللقب.
وقد يقدم منتخب تونس نفسه حصان البطولة استئناسا بما قدمه بالتصفيات فضلا عن وقوعه خارج مجموعتي الموت، وكذا، وهو الأهم، خروجه من دائرة الترشيحات والأضواء، وفي ذلك عامل مهم لتحفيز اللاعبين لتقديم الأفضل.
نأمل أن تتجاوز المنتخبات العربية نكساتها وتقدم في الموعدين صورا مشرقة تثبت بها علو كعبها وتمنح جماهيرها بعض السعادة ولو مؤقتا..