لو لم يكن الكويت الذي واجه المنتخب الاسترالي في افتتاحية كأس آسيا في استراليا، لكانت الغلة من الأهداف، أكبر وأثقل من الرباعية مقابل الهدف اليتيم، وهي نفس القناعات التي ذهب اليها غالبية المتابعين الدقيقين للمشهد الكويتي في الفترات الماضية، وما آل اليه حاله من تراجع وتدهور وعلى مستويات مختلفة، وركزت أن أقول «الكويت» وليس المنتخب الكويتي، تعزيزا لتلك الحالة الاستثنائية من الروح القتالية، التي يلعب بها أي لاعب يرتدي الزي الأزرق وشعار الكويت، وشاركت في انقاذ ما يمكن أنقاذه، وابعاد أكثر الأوراق الزرقاء عن التساقط والانهيار.! أعتقد أن الحالة التي ظهر عليها الفريق الأزرق، وقبلها النتيجة الثقيلة من الأهداف، من السهل أن نقول إنها الواقع الذي يفرض نفسه على الساحة، ومن اللامعقول، أن تطالب بنتيجة أفضل وأكثر هيبة، وأنت تتحدث عن مجموعة كبيرة من التحديات والصعاب التي تواجه غالبية لاعبي الكويت، ودون استثناء، ان كان من خلال البيئة المتهالكة من الملاعب والامكانات المادية، أو حتى على مستوى الضعف في ناتج ومردود الدوري، وأيضا الانهيار المستمر للجانب النفسي والمعنوي للاعب الكويتي، وفقا لتركات سابقة، وأيضا عندما يقارن بين ما يحصل عليه في مؤسساته الكروية الداخلية، وبين ما يتقاضاه أقرانه ومن هم أقل بكثير من امكاناته المهارية ومستواه من المؤسسات الخليجية المجاورة.!
وعندما نقول ونؤكد أن حالة الانهيار النفسي للاعب، من السهل أن يتبعها نفس الحالة على المستوى الفني والبدني، فهو ليس أكثر من تأكيد على تداعيات، تلقائية يصاب بها أي لاعب، عندما يشعر، بعدم الثقة في من هم من حوله، ويكون في حالة متقدمه من الاحباط، وعدم الاقتناع بأي شيء يمكن أن يحدث الجديد، وهي أيضا التأكيد الجديد، عندما أقول، أنها روح «الكويت» التي قللت من خسارة كارثية أمام أصحاب الأرض والضيافة، وأزمة يمكن أن تكون أكبر بكثير من الخماسية التاريخية، التي تقبلتها الكرة الكويتية، على مضض، من رفيق درب «عماني» لم يفكر في يوم من الأيام، أن القاعدة ستكسر، وأن الدائرة يمكن أن تدور، لأكثر من دورتها الطبيعية.!
وحتى نكون أكثر واقعية ومنطقية في الطرح والتقييم، وقبل أن نذهب الى الانتقاد، أو التقليل من أدوار فنية وقيادية، فمن المفترض أن نقول أيضا، أن المدرب التونسي نبيل معلول، حتى وأن أخطأ في قناعات البداية والتشكيلة الرسمية، الا أنه لا يمكن أن يكون العائق الرئيسي، حتى يحقق الكويت أكثر مما ظهر عليه، وهنالك من الأبجديات، ما يحتاج اليها أي مدرب آخر، حتى يتمكن للمتابع من الخارج، أن يضع الأمور في اطارها المنطقي، ويخرج بقراءة واقعية ودقيقة، لما كان يجري خلال 90 دقيقة، كان من السهل، أن تتحول، الى مأساة كروية أخرى، تتفوق على تلك الخليجية في الرياض.!