قلعة صيره ، صيرورة عدن ومتنفسها الجميل ، من هنا تحس بدقات قلب عدن وهي تنبض بالحب ،عدن هي ثغر اليمن الباسم ، وملكة جمال الأراضي اليمنية .. من هذه القلعة التاريخية الباسمة ؛ تتبسم لك الحياة بعد طول انتظار وجلسة ترقب ، وتقول لك بكل شغف وحب : هيت لك ، فتقول مسرعاً وأنت تتلعثم في نطق الكلمات : سمعاً وطاعة يا مدينتي الجميلة الساحرة ،لحسن مناظرك وطيبة أهلك ، فتدنو منها وتقبلها لتمتص من وجنتيها الحب وتحتسي من بحرها الأخلاق ومن ساحلها الذهبي " جلد مور" تتأصل لديك قيمة الإنسان الذي يحترم أخيه الإنسان فلا يؤذيه ولا يعتدي على حقوقه ؛ بل يجله ويبادله الحب والاحترام ؛ لتعود بعد ذلك وقد اكتسبت فيتامينات الحب وكبسولات الأخلاق وجرع القراءة وحب التعلم ، ما إن تصل لشاطئ أبين إلا ويدركك الإلهام والتبين أن عدن تختلف كثيرا على بقية المناطق والمدن بحب أبنائها للقراءة والمطالعة حتى على شواطئ البحار وإن وجدت قلة يمثلون أنفسهم يلوكون القات بخفاء بين الأحجار كمن يرتكب جريمة بشعة ؛ فيتوارى عن الأنظار ، بعد ذلك تعود للبيت وقد أفرغت ما لديك من إحساسات حزينة وأبدلتها بإحساسات مرهفة بالحب والأمل والتفاؤل ؛ لتنهي بذلك وجع الزمان والمكان الذي جئت منه إلى عدن . تعود بعد ذلك من حيث أتيت لتفاجأ ببقايا الظلام وخفافيش الليل بثوبيهما الأسود سواد الليل البهيم ، وهما بتربصان بك ليعداك لسيرتك الأولى . تنهض مسرعاً؛ لتعود ببقايا الأمل الموجود لديك ولدى شباب آخرون بعودة وهج الثورة وديمومتها بذكرى قيامها لتصرع بذلك الثورة المضادة ورقاص الثعابين لديها وجماعات العنف المكنونة لديه .. لكنك هذه المرة لا تعبئ بصوت المذياع المترهل وهو يرسل أثيره كأبواب موصده في وجه الثوار وكبقعٍ سوداء يصعب إزالتها وهو يدعوك لتلطف في الخطاب والقبول بالأمر الواقع ومحاورة العنف !! لكنك وبكل ثقة ترفض غسيله القذر وترمي به بعيداً؛ لتنهي بذلك واقع مر كان هنا .