يقول احد السياسيين : ( ان الأمور في اللعبة السياسية تتم فوق الطاولة تحت ضجيج المشجعين وتلميع الأضواء ورنين أموال الرهان ولكن النتيجة النهائية تحسم تحت الطاولة ) يا هؤلاء أفيقوا : نحن في الجنوب العربي او الجنوب وللمخادعة لم يقل الجنوب اليمني فهل ثورتنا ثورة سياسية بمعنى تحتكم لقانون اللعبة السياسية ام ثورة وطنية لها قانون مختلف؟؟؟ إن كان الحراك ثورة سياسية فقانونها " الحسم تحت الطاولة " وإذا كان ثورة وطنية فقانونها الحسم فوق الطاولة ، فالثورة أي ثورة لها هدف سواء كانت ثورة وطنية ام ثورة سياسية فهدف الثورة الوطنية يكون لطرد محتل وتحرير ارض بهويتها وتحقيق استقلالها كثورات الاستقلال والحراك الجنوبي منها ولا شيء في الثورات الوطنية اسمه " خلونا نسحب دولتنا وبعدين با نتفاهم وكأنها ربطة قات با نسحبها من بندل" فهذا يتعارض وقانون الثورات الوطنية. اما الثورة السياسية فتكون في إطار الوطن الواحد المستقل وفي ظل دولة مواطنة واحدة وهدفها إصلاح معادلة السلطة والثروة بين مكوناته وجهاته كثورة التغيير ومن حلولها الأقاليم وعرض مرفوض لبعض الجنوبيين " بفيدرالية ثنائية" ومثل استيلاء الحوثي او ثورة 21/9 ومن نتائجها رفض الأقاليم والدولة المركبة وفقا لخطاب زعيمها!! ، وللثورة أي ثورة مصطلحات ورموز تحمل مفاهيمها و المفاهيم تترتب عليها مشاريع تحملها أحزاب وهيئات اما بهدف وطني بطرد محتل للوطن والهوية او بهدف إصلاح العملية السياسية بإعادة ترتيب لعبة السلطة والمال في ذات الوطن. هل ثورة الحراك وطنية ام سياسية؟ طالما والحراك هدفه التحرير والاستقلال وهويته مغايرة لهوية المحتل فهو ثورة وطنية ،لكن بجوار مشروع ثورة الجنوب العربي الوطنية توجد مشاريع سياسية لنخب جنوبية لا تتفق مع الحراك لا في الهدف ولا في الهوية ، وثورتنا ليست استثناء عالميا ففي مراحل مقاومة الاحتلال تكون بجواره مشاريع لقوى سياسية تتعامل مع المحتل بأقل من الاستقلال وهذا لا يقدح في انتسابها لوطنها لكن مشاريعها ليست مشاريع ثورة ، مع ان السلاطين كانوا أكثر تقدما من فدراليي اليمننة فلم يقدموا مشروعهم جزءا من المحتل وأيضا لم يسموه مشروع لثورة أكتوبر بينما فيدراليي اليمننة يقدمون مشروعهم بانه مشروع لثورة الحراك، ولذا فمشاريعهم ليست مشاريع للحراك الا إذا أخذت شرعيتها من هدف الحراك في الهوية ومن ساحات الحراك وهو ما لا تستطيع ان تواجه الساحات به مهما كانت رموزها جنوبية ومشاريعها في هذه الحالة سياسية تشخص الواقع الجنوبي وتشرعنه بانه أزمة من أزمات " ج ، ي " وليس احتلال يجب التحرر منه واغلبها لن تتبنى الهدف استكبارا لماضيها لانها قد تكون لا تؤمن بالتسامح او تؤمن به ليعيد " ديولتها " وتعتقد ان الهدف يدينها جنوبيا ويؤكد أكذوبة الهوية التي روجتها ومدى سذاجتها السياسية فحتى اللحظة مازال إصرار على تبني الفدرلة مزمنة او غير مزمنة مع ان صور الإذلال الطائفي للجنوبيين وتوافد مشائخ قبائل الشمال لفك حصارهم تجعل الدم يغلي في عروق أي جنوبي حتى يتبخر من مناخيره ومع اتضاح المعالم الطائفية الحادة لهم التي بدون سقف انما يعبر عن بلادة او عدم إحساس بالمسؤولية او اعتقاد بان صنعاء ستعطيهم الجنوب على طريقة 67م وانه مازال ذلك الجنوب الذي كان يدار بتعميمات المكتب السياسي ولا يعلمون سياسيا وطائفيا أن قبول أي مشروع مع طائفية الحوثي يعني ان ترتد المقاومة الطائفية والسياسية الجنوبية الى صدور وكلاء الطائفية في الجنوب شاءوا ام أبوا وهذا ما تتمناه صنعاء بقواها الطائفية والسياسية. كل الثورات لابد ان تدير عملها بأحزاب او ما في معناها من إشكال منظمة ، والثورات تنحاز لها أحزاب وتخترقها أخرى فما هو مقياس الانحياز أو الاختراق؟؟ ، مقياس انحياز أي حزب سياسي للثورة هو ان يتبنى هدفها ومشروعها ويعمل مع قواها لتحقيقه ، والاختراق أن يكون هدف حزب ما غير هدف الثورة لكنه يحاول ان يتقرب منها او يتبناها سواء باسمه او عبر هيئات تحمل مشاريع دون هدف الثورة او هيئات تحمل الهدف وتعمل على تشتيت الثورة وتمييع قيادتها ليتحقق هدف حزبها مشروعا وقيادة وهكذا حال تؤكد انه يريد توظيف الثورة لهدفه وليس لهدفها .لقد بدأ الاختراق باعتراف دعاة تحسين شروط الوحدة بتسريبهم لمصطلح استعادة الدولة وانهم زرعوا تيارا حددوا اسمه في الحراك وحددوا معنى للمصطلح وانه لا يعني استقلال الجنوب بل تحسين شروط الوحدة . ان تيار الفيدرالية او الأقاليم من أشكال تحسين ظروف الوحدة بنى حساباته كما يردد على الموقف الدولي من الوحدة وكل شيء تغير الا حساباته ، فأمريكا طبّعت الانقلاب الطائفي بان أولويتها الحرب على القاعدة والإرهاب والمعادلات الداخلية أسقطها الحوثي ، ومسودة الدستور والاستقالة ستطوي مرحلة انتقال السلطة بموجب المبادرة ، وانقضاء جميع الالتزامات وفقا لاتفاق السلم والشراكة فالاتفاق على المرحلة الانتقالية التي ستنهيها صنعاء بشكل رئاسي ما . إن هذا التيار يعتقد انه رابح ويتصرف بانه الجنوب وهو ليس ثورة وليس الجنوب وفي أحسن أحواله تيار جنوبي وبعضه طرف لسلطة او لحزب سلطة او طرف لمعارضة سلطة فالمشروع الذي استسلم في صنعاء لن يفرض شروط استسلام في عدن لذا لابد من عمل أكثر من التصوير ولا يضيرهم التراجع السياسي فالوطن للجميع والرسول في شأن اكبر مما نختلف على توصيفه يقول " خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إن فقهوا " وهم من الخيار ان انحازوا لهدف الجنوب ولن يكون الخلاف بل وأكثر من الخلاف معهم الا إذا اعتقدوا انهم بما يملكونه من الاحتلال من فتات قوة ومال سيفرضون واقعا في الجنوب كواقع 67م أو أن توهمهم الطائفية بفدرلة ثنائية او أقاليم حتى تلتقط أنفاسها فتجتاح الجنوب وهو ليس على قلب رجل واحد او تجعلهم " بو سياسي " وتحولهم لعبة سياسية فتحركهم فوق الطاولة السياسية وتحول ثورة الجنوب الى ضجيج لتحسم النتيجة تحت الطاولة حينها سيفيقون ليسوا هم بل الجنوب، على حرب طائفية ستأكلهم قبل غيرهم .