12 فبراير 2015، صنعاء- وقعت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في اليمن (الفاو) اليوم بالعاصمة صنعاء إتفاقيتين مع وزارة الزراعة والري بتمويل يصل إلى نحو 181,000 (مائة وواحد وثمانون ألف) دولارا لدعم أنشطة مشروع الإدارة المتكاملة لموارد المياه في حوض صنعاء الذي تنفذه الفاو بتمويل مباشر من الحكومة الهولندية. وقعت الإتفاقية الأولى مع المحطة الإقليمية لبحوث المرتفعات الشمالية، التابعة للهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي لتطوير نظام محاصيل زراعي في مناطق حوض صنعاء من شأنه أن يزيد من الدخل الزراعي للمناطق المستهدفة ويقلل من استخدام المياه الجوفية مقابل تمويل من الفاو يصل إلى حوالي 97,000 (سبعة وتسعون ألف) دولارا.
وتم توقيع الإتفاقية الثانية مع البرنامج الوطني للري وقطاع الري-بوزارة الزراعة والري لمساعدة جمعيات مستخدمي المياه/المزارعين في تطوير البنية التحتية الخاصة بموارد المياه من خلال إنشاء أفضل كفاءة ممكنة للري خلال عام 2015 مقابل تمويل من الفاو يقدر بحوالي 84,000 (أربعة وثمانون ألف) دولارا.
سيسهم النشاط الذي ستقوم به المحطة الإقليمية في إيجاد نظاما ذكيا للمحاصيل يضمن استدامة الإنتاج ويعزز من الامن الغذائي في اليمن ويحد من استنزاف موارد المياه الجوفية في حوض صنعاء. ستقوم المحطة في البداية باستعراض نظام إنتاج المحاصيل القائم مع مراعاة استخدام المياه الجوفية وعرضها في نظام المعلومات الجغرافية, ثم بعد ذلك ستقوم المحطة بإعداد خطة إستراتيجية لمدة عشر سنوات وخطة عمل لمدة سنتين لكل جمعية من جمعيات مستخدمي المياه/المزارعين من اجل أنظمة مستدامة للمحاصيل تتضمن وضع حل جذري لإستنزاف المياه الجوفية .
وستشارك المحطة الإقليمية لبحوث المرتفعات الجبلية في عمليات نشر التوعية وحشد الدعم المحلي بضرورة إعتماد الأنظمة الذكية للمحاصيل في المناطق المستهدفة من أجل تحسين الإنتاج وخفض هدر المياه الجوفية عبر توعية مستخدمي المياه والمزراعين بقضايا كفاءة الإنتاج، صافي الدخل الزراعي، كميات المياه المطلوبة، والتسويق بالإضافة إلى إمكانية التصنيع المحلي للإنتاج.
كما ستسهم الأنشطة التي سينفذها البرنامج الوطني للري وقطاع الري بالتعاون مع جمعيات مستخدمي المياه/المزارعين في تحقيق الهدف العام للمشروع المتمثل في الإدارة المتكاملة والمستدامة لموارد المياه وإنتاج المحاصيل في حوض صنعاء. ومع انتهاء فترة الإتفاقية سيكون البرنامج الوطني للري وقطاع الري بوزارة الزراعة والري قد استطاع دمج البنية الأساسية لموارد المياه وتقنيات الري ضمن خطة إستراتيجية لمدة عشر سنوات للإدارة المتكاملة والمستدامة لموارد المياه وإنتاج المحاصيل وخطة عمل-سنتان لكل جمعية من جمعيات مستخدمي المياه/المزارعين، حيث من المتوقع ان ترتفع كفاءة الري لتصل إلى أكثر من 70% في مناطق الري.
وقع الإتفاقيتين من جانب الفاو نائب الممثل المقيم للفاو في اليمن، السيد إتيان بيترشمت ومن جانب وزارة الزراعة والري المهندس خالد الصلوي المدير العام للبرنامج الوطني للري والمهندس أحمد المعلم، مدير عام المحطة الإقليمية لبحوث المرتفعات الشمالية.
وعقب التوقيع نوه نائب الممثل المقيم للفاو في اليمن، السيد إتيان بيترشمت بأهمية مشروع حوض صنعاء "وما سينتج عنه من آثار ملموسة في جانب رفع كفاءة الري وإستدامة الإنتاج الزراعي بما يحقق الأمن الغذائي والتغذية ويحفظ الموارد المائية للأجيال القادمة."
د. وليد صالح، الخبير الدولي في إدارة موارد المياه وكبير المستشارين الفنيين لمشروع حوض صنعاء الذي شهد توقيع الإتفاقيتين قال " أن الوضع الحرج للمياه في اليمن بحاجة إلى مشاريع مماثلة في الأحواض الأخرى وأن المنظمة قد بدات فعلا في التنسيق لتنفيذ مشروعا مشابها في حوض تهامة الأكثر سحبا للمياه الجوفية."
من جانبه أعرب المهندس أحمد المعلم، مدير عام المحطة الإقليمية لبحوث المرتفعات الشمالية عن سعادته بإشراك المحطة الإقليمية ضمن الشركاء التفيذيين لمشروع الإدارة المتكاملة لحوض صنعاء.
وشدد المهندس خالد الصلوي المدير العام للبرنامج الوطني للري على أهمية أنشطة رفع كفاءة الري التي ستكون العنصر الأساسي للحد من الإستخدام المفرط للمياه الجوفية وتحسين الإنتاج الزراعي في مناطق المشروع المستهدفة.
تجدر الإشارة إلى ان مشروع الإدارة المتكاملة لحوض صنعاء هو برنامج تنفذه الفاو على مدى ثلاث سنوات ويهدف إلى رفع مستوى الوعي على مستوى المجتمعات المحلية حول شحة المياه من أجل تحفيز المزارعين على الحد من استنزاف المياه الجوفية من خلال إعتماد نظم محاصيل ذات قدرات إنتاجية أكبر وأقل أستهلاكا للمياه .