بعيدا عما يدور في الأجواء المحيطة ، وإدراكا منا بأن الحياة تستمر رغم تقلباتها، إلا أن هناك مبادئ تبقى واضحة وضوح الشمس في عز النهار راسخة رسوخ الجبال. ما هو ليس عيباً؟؟ إنه العمل وفي أي مجال كان لطالما انه يتوافق مع الشريعة الإسلامية وتعاليمها السمحاء، وفي ظل هذه الظروف وقلة الوظائف والأشغال أصبح حتما على الكثير العمل من أجل لقمة العيش والرزق الحلال، خاصة الشريحة المهمة في أي مجتمع وهي شريحة الشباب، كونها الشريحة الأساسية في هذا المجتمع وأهم ركائز المجتمع والأسرة. إن العمل في أي مجال كان ليس عيبا، فالشاب ليس من الضروري أن يحصل على الوظيفة التي يحلم بها طيلة أيام دراسته، فاليوم الوظيفة أصبحت من الأمور الميئوس منها، في ظل دوله لا تستطيع تلبية الاحتجاجات الأساسية للمواطن. فالعمل في المحلات التجارية أو المطاعم أو أي مكان، صار أمرا مهما على الشباب العمل فيها وضرورة التأقلم معها بل والاعتماد عليها وأخذها مهنة للتكسب منها والحصول على الرزق الحلال الطيب. يسألني الكثير بل يخاف الكثير من الهجمات الشرسة التي يرتكبها أصحاب العقلانيات الضيقة، عندما يقولون أين الشهادة؟ أين السنوات التي أضعتموها من أجل أن تحصلوا على وظيفه؟ نقول لمن يسأل، ولمن يتبادر إلى ذهنه مثل تلك الأسئلة، وبكل عزم وإصرار أن التعليم أمرا مهما ومطلوبا، فالتعليم امراً مهم وليس مربوط بوقت كما يقال (تعلم من المهد إلى اللحد)، وأحب أن ألفت إلى ذكر مثالاً قديما عن الربط بين العمل والتعلم، ففي مدينة تريم مثلا، تعقد الكثير من الدروس في الصباح والمساء، يحضرها المزارعين وأصحاب المهن حتى أنه صار في ذلك الزمن الكل يعرف الأمور الفقهية فالعلم جميل حينما يقترن بالعمل . يراودني شعور غريب عندما أرى هؤلاء الحمقاء يقولون أن الدراسة غير مهمة، وأتعجب أكثر من الذين يذمون التعليم ويشتعل قلبي حينما أرى عزوف الشباب عن العمل تحت مسميات عدة لعل أهمها، من يصدق هواجسه الواهية التي تقول: (أنا مهندس أعمل في ورشة، أنا مدرس أعمل في مطعم، أنا دكتور أعمل محاسب في مطعم)اقول لهو مت بغيضك أغتر بشعورك اعزف على وترك الخفيف . عزيزي.. أدعوك أن تنصت إلى صوت العقل، ربما أكون مخطئا فيما اسلفت، ولكن هو حال شبابا اليوم فالإنسان هو الذي يخلق له عمل ولا يصبح عالة على المجتمع فالحياة مدرسة تجني ثمارها في نهاية أيام عمرك.