قبل وصولنا الى مدينة الصويرة وخاصة مدينتها القديمة والتي ادرجت في قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ عام 2001 م هذه المدينة المطلة على المحيط الاطلسي وتبعد عن مدينة مراكش مسافة 175 كم تقريبا. توقفنا لفترة قصيرة أمام غابات شجرة الأركان أو الأرجان أو الأرغان ولفت نظرنا المنظر العجيب الذي لا يمكن تجاهله من قبل اي سائح يمر عبر طريق مراكشالصويرة وهو وجود أعداد من الماعز متسلقة على شجرة الأركان, سألت مرافقنا المغربي وهو من أبناء مدينة الصويرة عن ما نشاهده وشرح لنا بان الماعز تأكل ثمارها, ثم ينتظرون حتى يخرج هذه الثمار بشكل فضلات ليقوموا بجمعها واستخراج البذور منها وهي تسهل عليهم مشقة تسلق الاشجار وتوفر عليهم الجهد. زيت الأركان والمسمى أيضاً( الذهب السائل, ولوز البربر) يستخرج من لوز شجر الأركان وهو شجر نادر يتواجد في الجنوب المغربي وخاصة في سهل سوس وبعض المناطق ويعمر لمدة 200 سنة وزيته يستخدم في المطبخ التقليدي كما يستخدم لخواصه التجميلية والعلاجية ومن فوائدها تأخير ظهور التجاعيد ومفيد في تنظيف البشرة من اثار وندوب حب الشباب و ندوب الحروق والجروح ويرمم الحاجز الجلدي وفوائد أخرى. ومن أجل الحصول على لتر واحد من زيت الأركان فيحتاج إلى حوالي 2.100 كيلو غرام من لب ثمرة أركان، هذا في حالة عصره آليا، وأما في حالة عصره بطريقة تقليدية فانة يحتاج إلى حوالي 2.600 كيلو غرام من لب (الزريعة) الثمرة. يتراوح إنتاج المغرب من زيت الأركان ما بين 3000 إلى 4000 طن سنويا ويتم تصديره الى العديد من الدول وخاصة في أوروبا وتوجد جمعيات تعاونية اغلب منسبيها من النساء وهو مصدر دخل ورافد مادي تعتمد علية العديد من الأسر وزيت الأركان يعتبر من بين أغلى الزيوت في العالم حيث يبلغ سعر اللتر الواحد 25 يورو لزيت التجميل او زيت التغذية. ويخضع إنتاجه لمعايير جودة وان يكون حاصلا على الشهادة عالمية مصادق عليها من منظمة ايكوسيرت (ECOCERT) ومقرها الرئيسي في ألمانيا ولها مكتب في فرنسا تثبت انه منتوج عضوي غير مغشوش وخالية من المواد الكيمائية وخاصة وان ثقافة العالم وأوروبا بصفة خاصة تتجه نحو استهلاك المواد الطبيعية والعضوية، فالمواطن أصبح يدرك المخاطر الصحية للأغذية الملوثة والتي تحتوي على مواد كيماوية والتي غزت أغلب الصناعات الغذائية في العالم. المغرب استطاعت أن تحافظ وتحمي زراعة وإنتاج زيت الأركان لما يشكله من رافد اقتصادي مهم واستفادت من الخبرات التقنية من بعض الدول الصديقة في الإنتاج والترويج لهذا المنتوج الزراعي الحيوي وانتقلت به من محيطة المحلي الى الاسواق العالمية وخاصة في دول الاتحاد الأوروبي التي تربطهما بعلاقات متميزة ويعتبر أكبر شريك تجاري للمغرب.