عاد الرئيس اليمن المستقيل إلى عدن. لايهمنا الطريقة التى خرج بها من الإقامة الجبرية المفروضة عليه. الأهم أن عودتة زادت المشهد السياسي اليمني تعقيداً. فجأة تحول الرئيس المستقيل من محاصر وأسير في يد الحوثيون إلى أن يحاصر الأنقلابيين من عدن. في أول بيان له أعلن عن تمسكة بالعملية السياسية ورفضة للإنقلاب الحوثي ودعا إلى اجتماع الهيئة الوطنية للحوار في عدن أو تعز وأكد على تمسكة بمخرجات الحوار الوطني مستنداً على المبادرة الخليجية وفي الأخير دعا الجماهير اليمنية إلى الإلتفاف مع الشرعية الدستورية ودعا المجتمع الدولي بإتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الشرعية الدستورية . الرئيس المستقيل الجنوبي الهوية لازال عاشقاً للوحدة التى أنتهت دستورياً وأخلاقياً. تحركاته مستقبلاً ستتجه إلى تحرير صنعاء وأستعادة حكمه. لقد خيّب آمال شعب الجنوب الذى نظر له بأنه سيأثر لنفسه مما لاقاه من سوء معاملة واهانات واخيراً إقامة جبرية قيدّت حريتة الشخصية. نسى أنه قال أن القوى المتصارعة في اليمن لا تريد إقامة دولة. شعب الجنوب المتمسك بقشه يرغب في استعادة دولته الجنوبية المدنية ورأى في وجود عبدربه في عدن فرصة لإعلان هذه الدولة لحماية نفسه وشعبه الجنوبي. ضاعت الفرصة منه وتذكر شعب الجنوبي كيف خرج عبدربه من الجنوب هارباً بعد فشل إنقلاب في 13 يناير 1986م ووصل صنعاء حيث احتضنه الرئيس المخلوع وهيأه لهذه اللحظات البائسة في تنكره لحق شعب الجنوب . أما اليوم الوضع يختلف. وصل عدن الباسلة في ظل تصاعد الثورة التحررية السلمية الجنوبية. لن يلق أذناً صاغية لما يقوله بل العكس أغلق على نفسه كل المنافذ مع مؤيديه في الجنوب ونفتح لأبناء المحافظات الشمالية الرافضة للأعلان الدستوري. لقد وقع الرئيس المستقيل في خطأ فادح عندما أختار مدينة عدن لتحرير صنعاء. كان الأفضل اختيار مدينة تعز حيث مؤيديه ويجنب الجنوب الحبيب من خطر الحرب الدائرة بين قوى النفوذ اليمنية المتصارعة . أدعو جماهير شعب الجنوب إلى التوجه سريعاً إلى مكان إقامة الرئيس المستقيل الجنوبي الهوية لمنع تحركاته ومطالبته بالإنتقال إلى تعز ليجنب الجنوب من الدخول في صراع القوى المتنفذه في نظام صنعاء. يجب أن يميز الرئيس العايد إلى عدن بين القضية الجنوبية العادلة وصراعه على ارجاع حكمه بمساندة قادة الإصلاح والقوى الهاربة من قبضة حزب أنصار الله .