سلاح وهدية حج للشاب الجريح الذي اثار اعجاب الجميع في استقبال العليمي بمأرب    الوية العمالقة تتحدث عن طرد الحوثيين من المحافظات الجنوبية    أول "قتيل أمريكي" في البحر الأحمر .. ومحمد علي الحوثي يعلق!    صادم للانتقالي.. الكشف عن تحركات أمريكية لحل "القضية الجنوبية" بعد تصريحات الرئيس العليمي وفقا لهذه الخطة!!    السد يتوج بطلاً لكأس أمير قطر    الهيئة العامة لحماية البيئة تشكو من تدخلات وزارة الزراعة في رقابتها على مبيدات الصحة وتكشف عدم التنسيق معها    الامتحانات وعدالة المناخ    مصدر مقرب من انتقالي شبوة يصدر تصريح صحفي ردا على بيان حزب الاصلاح فرع المحافظة    ترحيب عربي ودولي بقرار "العدل الدولية" وقف الهجوم على رفح ومطالبات بتطبيقه فورا    غموض يكتنف وفاة الطفلة حنين القطوي بعدن: لا أدلة على الانتحار    مليشيات الحوثي تصدر بيانا بشأن منعها نقل الحجاج جوا من مطار صنعاء إلى السعودية    السعودية تعلن عن الطرقات الرئيسية لحجاج اليمن والدول المجاورة للمملكة للتسهيل على ضيوف الرحمن    كيف يزيد الصيف أعراض الربو؟.. (نصائح للوقاية)    استشهاد وإصابة 4 مدنيين بانفجار لغم من مخلفات المليشيات غربي تعز    حملة طبية مجانية في مأرب تقدم خدماتها لأكثر من 839 من مرضى القلب بالمحافظة    انهيار جنوني لأسعار الصرف وقفزة سريعة وجديدة للسعودي والدولار أمام الريال اليمني مساء اليوم الجمعة    يامال يودع تشافي على طريقته الخاصة    رئيس تنفيذي الإصلاح بحجة: الوحدة نقطة تحول مهمة في تأريخ اليمن الحديث    مصرع قيادات حوثية بارزة في انفجار غامض بمنزل صالح!    وزير المياه يناقش آلية التنسيق والتعاون مع مجموعة المانحين الرئيسيين لليمن    اليابان بطلة العالم للجودو "أبوظبي 2024"    قرارات مفاجئة لنجمين في الهلال والنصر السعوديين قبل النهائي    مانشستر يونايتد يقرر إقالة إيريك تن هاج    توقيع اتفاقية بين اليمن والامارات بحضور وزير الخارجية.. والكشف عن تفاصيلها    عالم يرد على تسخير الإسلاميين للكوارث الطبيعية للنيل من خصومهم    بعد استراليا ..تحرك اوروبي وشيك لمواجهة تصاعد تهديدات الحوثيين للملاحة الدولية    الفن والدين.. مسيرة حياة    عن طريق أمين جدة السعودية.. بيع عشرات القطع الأثرية اليمنية في لندن    أحدث ظهور للفنان ''محمد عبده'' بعد إصابته بالسرطان.. كيف أصبحت حالته؟ (فيديو)    احباط تهريب 213 شخصًا من اليمن ومداهمة أوكار المهربين.. ومفاجأة بشأن هوياتهم    دورة الانعاش القلبي الأساسي للطاقم الطبي والتمريضي بمديرية شبام تقيمها مؤسسة دار الشفاء الطبية    بصعوبة إتحاد النويدرة يتغلب على نجوم القرن و يتأهل إلى نصف النهائي    الدوري الايطالي ... سقوط كالياري امام فيورنتينا    تصحيح التراث الشرعي (32) أين الأشهر الحرم!!؟    محاولات التركيع وافتعال حرب الخدمات "يجب أن تتوقف"    المهندس "حامد مجور"أبرز كفاءات الجنوب العربي تبحث عنه أرقى جامعات العالم    الروس يذّكرون علي ناصر محمد بجرائم 13 يناير 1986م    السعودية تقدم المزيد من الترضيات للحوثي    إعلان سعودي رسمي للحجاج اليمنيين القادمين عبر منفذ الوديعة    رونالدو يفاجئ جماهير النصر السعودي بخطوة غير مسبوقة والجميع ينتظر اللحظة التاريخية    احتجاز نجم نادي التلال العدني وثلاثة صيادين في معاشيق: نداء عاجل لإطلاق سراح أبناء صيرة المقاومين    نجل القاضي قطران: والدي معتقل وارضنا تتعرض للاعتداء    منارة أمل: إنجازات تضيء سماء الساحل الغربي بقيادة طارق صالح.    بنك اليمن الدولي يرد على شائعات افلاسه ويبرر وقف السحب بالتنسيق مع المركزي .. مالذي يحصل في صنعاء..؟    بنك مركزي يوقف اكثر من 7شركات صرافة اقرا لماذا؟    الحكومة تطالب دول العالم أن تحذو حذو أستراليا بإدراج الحوثيين على قائمة الإرهاب    سنتكوم تعلن تدمير أربع مسيّرات في مناطق سيطرة الحوثيين مميز    نايف البكري يدشن صرف البطاقة الشخصية الذكية لموظفي وزارة الشباب والرياضة    وزير الأوقاف يحذر ميليشيا الحوثي الارهابية من تسييس الحج والسطو على أموال الحجاج    شاب سعودي طلب من عامل يمني تقليد محمد عبده وكاظم.. وحينما سمع صوته وأداءه كانت الصدمة! (فيديو)    للوحدويين.. صنعاء صارت كهنوتية    ما بين تهامة وحضرموت ومسمى الساحل الغربي والشرقي    وهم القوة وسراب البقاء    "وثيقة" تكشف عن استخدام مركز الاورام جهاز المعجل الخطي فى المعالجة الإشعاعية بشكل مخالف وتحذر من تاثير ذلك على المرضى    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسرار الساعات الأخيرة في حياة عمر سليمان
نشر في عدن الغد يوم 30 - 07 - 2012

جاء خبر وفاة اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية ورئيس المخابرات السابق مفاجئا وصادما للرأي العام المصري‏,‏ وشكل لغزا لدى البعض رغم تأكيدات أن الوفاة طبيعية نتيجة تدهور حالته الصحية بمستشفي كليفلاند بأمريكا‏.
وأثار هذا الموت المفاجئ جدلا بين المؤيدين والمعارضين لرجل وصف بأنه الصندوق الأسود للعديد من الملفات في النظام السابق وخزينة أسرار الدولة الكثير من الشكوك والتساؤلات حول ملابسات وفاته خاصة فيما تردد عن احتفاظه بملفات سرية للعديد من القضايا.. وأشار أحد المحامين في بلاغ رسمي إلى أن سفر سليمان كان خطأ من جانب القيادة الأمنية المصرية سواء كانت المخابرات العامة أو الحربية أو الأمن القومي وكان يتوجب عليهم وضعه على قوائم الممنوعين من السفر لأنه يعد الصندوق الأسود الذي يحوي الكثير من المعلومات المهمة.. لكن ما هي ملابسات وفاة نائب رئيس الجمهورية ورئيس المخابرات السابق ؟ وما هي التفاصيل الأخيرة في حياة الجنرال؟!
البيان الصادر عن مستشفي كليفلاند بولاية أوهايو الأمريكية قد أكد أن سبب وفاة سليمان نتيجة مضاعفات الداء النشواني وهو مرض يؤثر على القلب والكلى وهو مرض مجهول يظهر في شكل أورام خبيثة, فيما أكدت مصادر مطلعة للأهرام أن عمر سليمان كان قد أجرى جراحة لإزالة ورم في الرأس في بروكسل ببلجيكا خلال عام2002 وتم علاجه وكان سليمان يحب ألا يتحدث في هذا الأمر.
وعن حالة سليمان المرضية وتفاصيل الأيام الأخيرة في حياته يقول اللواء سامح سيف اليزل الخبير الأمني إن المرض بدأ يداهم رئيس جهاز المخابرات السابق منذ عامين تقريبا حيث كان يعاني من عدم انتظام في ضربات القلب, وبدأ يتناول الأدوية المنظمة لها, ومنذ عام تقريبا داهمته بعض الآلام في الصدر مع ارتفاع في ضغط الدم وتطورت الحالة إلى صعوبة شديدة في التنفس, وتم تشخيص الحالة المرضية في مستشفي وادي النيل إلى ضعف في عضلة القلب, وهو ما كان يؤدي إلى الشعور ببعض الأعراض مثل ضيق في التنفس والإرهاق والضعف, وبدأ سليمان في تناول العقاقير التي تحسن من كفاءة عضلة القلب, إلا أنه عانى وجود ماء داخل الرئتين بسبب عدم قدرة القلب على ضخ الدم من الرئتين, ومنذ نحو شهرين سافر سليمان إلى ألمانيا لإجراء عمليات بذل للمياه, وبعد تحسن حالته بشكل طفيف عاد إلي القاهرة ومنها إلى دولة الأمارات لمتابعة الحالة ثم عاد مرة أخرى إلى مصر.
ويضيف سيف اليزل أن المرض اشتد على عمر سليمان بشكل عنيف قبل وفاته بشهر وتوجه إلى المستشفى العسكري في الإمارات واستمر يعالج داخل المستشفى حتى الأسبوع الأخير قبل الوفاة عندما تدهورت صحته بشكل ملحوظ وعانى من تجمع للمياه على الرئة, وتم نقله إلى غرفة العناية المركزة في المستشفى العسكري بالأمارات, حتى رأى الأطباء المعالجون له ضرورة سفره إلى أمريكا للعلاج, وبالفعل تم نقل عمر سليمان داخل طائرة إسعاف خاصة وكان يرافقه استشاري قلب مصري من مستشفي وادي النيل, وهو الطبيب المصري المعالج له الذي رافقه في رحلات العلاج خارج مصر, وأثناء نقل سليمان إلى أمريكا قرر الطبيب المصري الهبوط في ألمانيا لإجراء عملية بذل للمياه خشية من وفاته قبل وصوله إلى الولايات المتحدة الأمريكية, وتم إجراء عملية البذل وبعد أن استقرت الحالة لعدة ساعات قرر الطبيب المصري المرافق له استئناف الرحلة إلي أمريكا, ودخل سليمان مستشفي كليفلاند بالولايات المتحدة الأمريكية يوم الاثنين السابق للوفاة, وبدأت إجراء الفحوصات والتحاليل الطبية له التي أكدت إصابته بمرض النشواني وهو مرض يؤثر على عدد من الأعضاء منها القلب والكلي, وفي اليوم الأخير قبل وفاة سليمان وتحديدا يوم الأربعاء أجرى عمليات بذل جديدة للمياه علي الرئتين واستقرت حالته لساعات قليلة, إلا أن الحالة تطورت بعد ذلك وتوفي في الساعة الرابعة والنصف من فجر يوم الخميس قبل الماضي.
وعما تردد أخيرا عن موت سليمان في تفجيرات سوريا والتي قتل فيها وزير الدفاع السوري وصهر الرئيس بشار الأسد, ينفي الخبير الأمني سفر رئيس المخابرات المصرية السابق إلي سوريا منذ عدة سنوات حتى أثناء السنوات الأخيرة من عمله كرئيس للجهاز, وأكد سيف اليزل أن هذه الأكاذيب تأتي في إطار حملة لتشويه صورة اللواء الراحل عمر سليمان وجهاز المخابرات المصري.
وينفي الخبير الأمني كل ما تردد بشأن اغتيال سليمان قائلا: وفاة مدير المخابرات السابق طبيعية وليس هناك إلى هذه اللحظة ما يشير إلى اغتياله أو وجود شبهة جنائية في الموت, لكن لا أحد ينكر أن هناك مستفيدين من وفاة عمر سليمان لكونه رجلا تولى رئاسة الجهاز لأكثر من18 عاما, وهي أطول فترة في تاريخ رؤساء الجهاز منذ إنشائه, وتولى سليمان الكثير من الملفات المهمة والحساسة, وأطلق عليه البعض الصندوق الأسود لعصر الرئيس السابق مبارك.
أما اللواء حسام خير الله وكيل جهاز المخابرات الأسبق فيقول: عمر سليمان كان مصابا بمياه على الرئة منذ فترة وعندما تحدثت إليه بعد الانتخابات كان صوته يبدو عليه الإرهاق والتعب, وأخبرني أنه يعاني من التهاب بالحلق وبعدها سافر إلى الأمارات.
ويضيف خيرالله: لست من أنصار الشك أو المؤامرة في وفاة سليمان فهو كان يبلغ من العمر77 عاما ومسألة ربط تزامن وفاته مع آخرين بأجهزة مخابرات أخرى غير منطقي, وبالمناسبة كان لدينا وكيل بالمخابرات وخرج من العمل منذ15 عاما وتوفي في نفس توقيت رحيل عمر سليمان فهل يمكن القول إن ثمة علاقة تربط بينهما.. بالتأكيد هو شيء غير منطقي.
وحول ما يحمله عمر سليمان من أسرار وكونه الصندوق الأسود لحقبة مبارك يؤكد اللواء خير الله أن كل ما يخص العلاقات والعمل بالمخابرات موجود في ملفات خاصة ومحتفظ به في ملفات سرية خاصة بالجهاز وعندما ترك سليمان مكتبه قام بتسليم كل شيء وكل الملفات إلى الجهاز, وما يمكن أن يحتفظ به سليمان هي علاقات ما بين رؤساء في اتصالات خاصة وتفاصيل لقاءات بين الرئيس المصري السابق ورئيس دولة أخرى وتفاصيل الأحاديث الجانبية التي كان يحضرها, فكل الأسرار التي رحلت مع سليمان لا تهم أحدا, وهي علاقات وأسرار ذات طبيعة شخصية من خلال حجم علاقاته أما كعمل مخابراتي فليس هناك جديد, وعندما عين سليمان نائبا لرئيس الجمهورية ترك جهاز المخابرات وسلم كل الملفات.
ويضيف اللواء خير الله إذا كان سليمان قد حاول إفشاء ملفات سرية كان من الممكن أن يحاسب قانونيا على ذلك طبقا للقانون100 لإفشاء معلومات سرية لا يجوز الإفصاح عنها.
ويؤكد خيرالله أن عمر سليمان كان شخصا كتوما للغاية ومصدر قوته أنك لا تستطيع قراءة ما بداخله أو ما ينتوي القيام به, فهو كان قوي الذاكرة ولديه قدر كبير من العلاقات الدولية حيث ظل لنحو20 عاما رئيسا لجهاز المخابرات المصرية من6 مارس1991 وليس كما يشاع من1993.
وحول ضرورة وجود شخص من المخابرات بصحبته داخل غرفة العمليات وأثناء تأثير المخدر, يوضح اللواء خير الله عادة ما يقوم جهاز المخابرات بذلك ومن الممكن أن يقوم به الملحق الطبي الموجود بالسفارة أو رجل عسكري يوجد داخل غرفة العمليات, ولا أعلم إذا كان الملحق الطبي بأمريكا قد دخل معه أم لا, ولكن سليمان ترك المخابرات منذ عام ونصف العام وليس لديه معلومات عن الفترة الحالية, كذلك فيما يتعلق بتشريح الجثة فأنه طالما ليس هناك ما يدل على أن الوفاة تحمل شبهة جنائية فلا داعي لذلك ويجب موافقة أسرته على القيام بتشريح الجثة أما فيما تردد عن سفره سليمان لسوريا فهو غير صحيح وكلام فارغ.
ويضيف وكيل جهاز المخابرات الأسبق: سليمان كان شخصية وطنية يتمتع بقبول في العالم وتولى إدارة ملفات مهمة خلال السنوات الماضية فكان المسئول الأول عن إدارة الملف الفلسطيني- الإسرائيلي وملف المصالحة الفلسطينية التي بذل فيها الكثير وكذلك طائرة البطوطي والتي أرادات أمريكا تحويل ملف الطائرة من مكتب المباحث الفيدرالية إلى المدعي العام الأمريكي لتدخل المحاكم الأمريكية ويكون هناك تعويضات أشبه بطائرة لوكيربي ووقتها سافر سليمان إلي واشنطن واستطاع حل المسألة وتم حفظ الملف في الFBI.
وكذلك لعب دورا مهما في مسألة الهيئة العربية للتصنيع عندما عقدت مصر اتفاقية كامب ديفيد للسلام وخرجت قرارات قمة بغداد بمقاطعة مصر وكان لدينا الهيئة العربية للتصنيع وتضم السعودية وقطر والأمارات وانسحبوا وقتها وكانوا يريدون أموالهم التي بلغت وقتها أكثر من2 مليار جنيه, وكانت تعاني مصر وقتها من ظروف اقتصادية صعبة وظلت هذه القضية معلقة حتي عام1993 عندما قام سليمان بحل المشكلة وتم الانتهاء منها في لندن.
أيضا دوره في حادث أديس أبابا وغيرها من الملفات المهمة.
ويشير اللواء خير الله إلي أن ما تردد خلال الأيام الماضية من شائعات سيحول وفاة عمر سليمان إلي واحدة من الألغاز التي ستستمر لسنوات طويلة.
جاء خبر وفاة اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية ورئيس المخابرات السابق مفاجئا وصادما للرأي العام المصري‏,‏ وشكل لغزا لدى البعض رغم تأكيدات أن الوفاة طبيعية نتيجة تدهور حالته الصحية بمستشفي كليفلاند بأمريكا‏.وأثار هذا الموت المفاجئ جدلا بين المؤيدين والمعارضين لرجل وصف بأنه الصندوق الأسود للعديد من الملفات في النظام السابق وخزينة أسرار الدولة الكثير من الشكوك والتساؤلات حول ملابسات وفاته خاصة فيما تردد عن احتفاظه بملفات سرية للعديد من القضايا.

وأشار أحد المحامين في بلاغ رسمي إلى أن سفر سليمان كان خطأ من جانب القيادة الأمنية المصرية سواء كانت المخابرات العامة أو الحربية أو الأمن القومي وكان يتوجب عليهم وضعه على قوائم الممنوعين من السفر لأنه يعد الصندوق الأسود الذي يحوي الكثير من المعلومات المهمة.. لكن ما هي ملابسات وفاة نائب رئيس الجمهورية ورئيس المخابرات السابق ؟ وما هي التفاصيل الأخيرة في حياة الجنرال؟!

البيان الصادر عن مستشفي كليفلاند بولاية أوهايو الأمريكية قد أكد أن سبب وفاة سليمان نتيجة مضاعفات الداء النشواني وهو مرض يؤثر على القلب والكلى وهو مرض مجهول يظهر في شكل أورام خبيثة, فيما أكدت مصادر مطلعة للأهرام أن عمر سليمان كان قد أجرى جراحة لإزالة ورم في الرأس في بروكسل ببلجيكا خلال عام2002 وتم علاجه وكان سليمان يحب ألا يتحدث في هذا الأمر.وعن حالة سليمان المرضية وتفاصيل الأيام الأخيرة في حياته يقول اللواء سامح سيف اليزل الخبير الأمني إن المرض بدأ يداهم رئيس جهاز المخابرات السابق منذ عامين تقريبا حيث كان يعاني من عدم انتظام في ضربات القلب, وبدأ يتناول الأدوية المنظمة لها, ومنذ عام تقريبا داهمته بعض الآلام في الصدر مع ارتفاع في ضغط الدم وتطورت الحالة إلى صعوبة شديدة في التنفس, وتم تشخيص الحالة المرضية في مستشفي وادي النيل إلى ضعف في عضلة القلب, وهو ما كان يؤدي إلى الشعور ببعض الأعراض مثل ضيق في التنفس والإرهاق والضعف, وبدأ سليمان في تناول العقاقير التي تحسن من كفاءة عضلة القلب, إلا أنه عانى وجود ماء داخل الرئتين بسبب عدم قدرة القلب على ضخ الدم من الرئتين, ومنذ نحو شهرين سافر سليمان إلى ألمانيا لإجراء عمليات بذل للمياه, وبعد تحسن حالته بشكل طفيف عاد إلي القاهرة ومنها إلى دولة الأمارات لمتابعة الحالة ثم عاد مرة أخرى إلى مصر.

ويضيف سيف اليزل أن المرض اشتد على عمر سليمان بشكل عنيف قبل وفاته بشهر وتوجه إلى المستشفى العسكري في الإمارات واستمر يعالج داخل المستشفى حتى الأسبوع الأخير قبل الوفاة عندما تدهورت صحته بشكل ملحوظ وعانى من تجمع للمياه على الرئة, وتم نقله إلى غرفة العناية المركزة في المستشفى العسكري بالأمارات, حتى رأى الأطباء المعالجون له ضرورة سفره إلى أمريكا للعلاج, وبالفعل تم نقل عمر سليمان داخل طائرة إسعاف خاصة وكان يرافقه استشاري قلب مصري من مستشفي وادي النيل, وهو الطبيب المصري المعالج له الذي رافقه في رحلات العلاج خارج مصر, وأثناء نقل سليمان إلى أمريكا قرر الطبيب المصري الهبوط في ألمانيا لإجراء عملية بذل للمياه خشية من وفاته قبل وصوله إلى الولايات المتحدة الأمريكية, وتم إجراء عملية البذل وبعد أن استقرت الحالة لعدة ساعات قرر الطبيب المصري المرافق له استئناف الرحلة إلي أمريكا.

ودخل سليمان مستشفي كليفلاند بالولايات المتحدة الأمريكية يوم الاثنين السابق للوفاة, وبدأت إجراء الفحوصات والتحاليل الطبية له التي أكدت إصابته بمرض النشواني وهو مرض يؤثر على عدد من الأعضاء منها القلب والكلي, وفي اليوم الأخير قبل وفاة سليمان وتحديدا يوم الأربعاء أجرى عمليات بذل جديدة للمياه علي الرئتين واستقرت حالته لساعات قليلة, إلا أن الحالة تطورت بعد ذلك وتوفي في الساعة الرابعة والنصف من فجر يوم الخميس قبل الماضي.وعما تردد أخيرا عن موت سليمان في تفجيرات سوريا والتي قتل فيها وزير الدفاع السوري وصهر الرئيس بشار الأسد, ينفي الخبير الأمني سفر رئيس المخابرات المصرية السابق إلي سوريا منذ عدة سنوات حتى أثناء السنوات الأخيرة من عمله كرئيس للجهاز.

وأكد سيف اليزل أن هذه الأكاذيب تأتي في إطار حملة لتشويه صورة اللواء الراحل عمر سليمان وجهاز المخابرات المصري.وينفي الخبير الأمني كل ما تردد بشأن اغتيال سليمان قائلا: وفاة مدير المخابرات السابق طبيعية وليس هناك إلى هذه اللحظة ما يشير إلى اغتياله أو وجود شبهة جنائية في الموت, لكن لا أحد ينكر أن هناك مستفيدين من وفاة عمر سليمان لكونه رجلا تولى رئاسة الجهاز لأكثر من18 عاما, وهي أطول فترة في تاريخ رؤساء الجهاز منذ إنشائه, وتولى سليمان الكثير من الملفات المهمة والحساسة, وأطلق عليه البعض الصندوق الأسود لعصر الرئيس السابق مبارك.أما اللواء حسام خير الله وكيل جهاز المخابرات الأسبق فيقول: عمر سليمان كان مصابا بمياه على الرئة منذ فترة وعندما تحدثت إليه بعد الانتخابات كان صوته يبدو عليه الإرهاق والتعب, وأخبرني أنه يعاني من التهاب بالحلق وبعدها سافر إلى الأمارات.

ويضيف خيرالله: لست من أنصار الشك أو المؤامرة في وفاة سليمان فهو كان يبلغ من العمر77 عاما ومسألة ربط تزامن وفاته مع آخرين بأجهزة مخابرات أخرى غير منطقي, وبالمناسبة كان لدينا وكيل بالمخابرات وخرج من العمل منذ15 عاما وتوفي في نفس توقيت رحيل عمر سليمان فهل يمكن القول إن ثمة علاقة تربط بينهما.. بالتأكيد هو شيء غير منطقي.وحول ما يحمله عمر سليمان من أسرار وكونه الصندوق الأسود لحقبة مبارك يؤكد اللواء خير الله أن كل ما يخص العلاقات والعمل بالمخابرات موجود في ملفات خاصة ومحتفظ به في ملفات سرية خاصة بالجهاز وعندما ترك سليمان مكتبه قام بتسليم كل شيء وكل الملفات إلى الجهاز, وما يمكن أن يحتفظ به سليمان هي علاقات ما بين رؤساء في اتصالات خاصة وتفاصيل لقاءات بين الرئيس المصري السابق ورئيس دولة أخرى وتفاصيل الأحاديث الجانبية التي كان يحضرها, فكل الأسرار التي رحلت مع سليمان لا تهم أحدا, وهي علاقات وأسرار ذات طبيعة شخصية من خلال حجم علاقاته أما كعمل مخابراتي فليس هناك جديد, وعندما عين سليمان نائبا لرئيس الجمهورية ترك جهاز المخابرات وسلم كل الملفات.ويضيف اللواء خير الله إذا كان سليمان قد حاول إفشاء ملفات سرية كان من الممكن أن يحاسب قانونيا على ذلك طبقا للقانون100 لإفشاء معلومات سرية لا يجوز الإفصاح عنها.

ويؤكد خيرالله أن عمر سليمان كان شخصا كتوما للغاية ومصدر قوته أنك لا تستطيع قراءة ما بداخله أو ما ينتوي القيام به, فهو كان قوي الذاكرة ولديه قدر كبير من العلاقات الدولية حيث ظل لنحو20 عاما رئيسا لجهاز المخابرات المصرية من6 مارس1991 وليس كما يشاع من1993.وحول ضرورة وجود شخص من المخابرات بصحبته داخل غرفة العمليات وأثناء تأثير المخدر, يوضح اللواء خير الله عادة ما يقوم جهاز المخابرات بذلك ومن الممكن أن يقوم به الملحق الطبي الموجود بالسفارة أو رجل عسكري يوجد داخل غرفة العمليات, ولا أعلم إذا كان الملحق الطبي بأمريكا قد دخل معه أم لا, ولكن سليمان ترك المخابرات منذ عام ونصف العام وليس لديه معلومات عن الفترة الحالية, كذلك فيما يتعلق بتشريح الجثة فأنه طالما ليس هناك ما يدل على أن الوفاة تحمل شبهة جنائية فلا داعي لذلك ويجب موافقة أسرته على القيام بتشريح الجثة أما فيما تردد عن سفره سليمان لسوريا فهو غير صحيح وكلام فارغ.ويضيف وكيل جهاز المخابرات الأسبق: سليمان كان شخصية وطنية يتمتع بقبول في العالم وتولى إدارة ملفات مهمة خلال السنوات الماضية فكان المسئول الأول عن إدارة الملف الفلسطيني- الإسرائيلي وملف المصالحة الفلسطينية التي بذل فيها الكثير وكذلك طائرة البطوطي والتي أرادات أمريكا تحويل ملف الطائرة من مكتب المباحث الفيدرالية إلى المدعي العام الأمريكي لتدخل المحاكم الأمريكية ويكون هناك تعويضات أشبه بطائرة لوكيربي ووقتها سافر سليمان إلي واشنطن واستطاع حل المسألة وتم حفظ الملف في الFBI.

وكذلك لعب دورا مهما في مسألة الهيئة العربية للتصنيع عندما عقدت مصر اتفاقية كامب ديفيد للسلام وخرجت قرارات قمة بغداد بمقاطعة مصر وكان لدينا الهيئة العربية للتصنيع وتضم السعودية وقطر والأمارات وانسحبوا وقتها وكانوا يريدون أموالهم التي بلغت وقتها أكثر من2 مليار جنيه, وكانت تعاني مصر وقتها من ظروف اقتصادية صعبة وظلت هذه القضية معلقة حتي عام1993 عندما قام سليمان بحل المشكلة وتم الانتهاء منها في لندن.أيضا دوره في حادث أديس أبابا وغيرها من الملفات المهمة.

ويشير اللواء خير الله إلي أن ما تردد خلال الأيام الماضية من شائعات سيحول وفاة عمر سليمان إلي واحدة من الألغاز التي ستستمر لسنوات طويلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.