كشفت وسائل إعلام خليجية على لسان مصدر دبلوماسي مصري أن القاهرة حصلت على وعود من جماعة الحوثيين الشيعية المسلحة الانقلابية في اليمن، بعدم التعرض لمضيق باب المندب وتأمين حركة الملاحة به، وضمان عدم تأثره بتردي الأوضاع في اليمن. وبحسب مصادر تلك الوسائل فأن الحوثيين عقدوا اجتماعا مع وفد مصري في السفارة المصرية في صنعاء، قبل يومين من قرار الخارجية المصرية بسحب السفير المصري من اليمن، حيث أكد الوفد الحوثي على حرص الحوثيين على عدم الصدام مع مصر، وحرصهم أيضا على تأمين الحركة الملاحية في مضيق باب المندب الذي ترتبط الحركة فيه بحركة الملاحة في قناة السويس ارتباطا شديدا. وأشار إلى أن الحوثيين أكدوا أنهم يعرفون جيدا أن إغلاق باب المندب سيجلب ردود أفعال دولية لا يمكن أن تتحملها الجماعة، للأهمية التي يحملها المضيق للملاحة الدولية. ويعتبر مضيق باب المندب من أهم المضائق العالمية، خاصة في مجال التجارة العالمية وخاصة تجارة النفط، حيث يربط المضيق بين دول المحيط الهندي وشرق آسيا والخليج العربي، وبين دول شرق أفريقيا وأوروبا، حيث يعبر فيه سنويا ما لا يقل عن 21 ألف قطعة بحرية، حيث يتمتع بعرض يصل إلى 16 كيلو متر وبعمق مياه من 100 إلى 200 متر، وهو ما يسمح لكافة أنواع السفن بالعبور، كما أنه ينقسم إلى محورين متعاكسين متباعدين، ما يعطيه ميزة إضافية. ويشير المراقبون إلى أن زيارة قائد الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي إلى السعودية – التي انتهت منذ ساعات – كان متوقعا أن تتناول الوضع في اليمن بشكل خاص، لما تشكله الأزمة اليمنية من خطر كبير على الدولتين. يذكر أن الحوثيين استولوا بشكل شبه كامل على العاصمة اليمنيةصنعاء، كما أنهم يستولون على عدة محافظات أخرى أبرزها الحديدة، ويسعون للسيطرة على محافظة تعز الجنوبية التي تمثل المتحكم الأول في مضيق باب المندب، في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس اليمني اليوم، صنعاء عاصمة محتلة من قبل الحوثيين، بعد فراره من الإقامة الجبرية التي كان الحوثيون قد فرضوها عليه منذ 22 يناير الماضي والتي استطاع الفكاك منها منذ نحو 10 أيام. ويواجه الحوثيون عزلة دولية في صنعاء، بعد أن سحبت معظم الدول الكبرى وكثير من الدول العربية بعثاتها الدبلوماسية من العاصمة صنعاء، فيما أعلنت خمس دول منها إعادة عمل سفاراتها من عدن، حيث مقر إقامة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وهي السعودية والكويت والإمارات وبريطانيا وأمريكا.
