في هذا الوقت المربك والمتزاحم بما نتوقعه وما لا نتوقعه يؤلمنا أن نجد من يستثمره لمشاريع أنانية شخصية وكنا نحسبه قد تعلم الدرس جيدا .. ولدينا ثلاثة تنبيهات واضحة: أولها أن التصالح والتسامح الذي مثل عنوان صحوة الشعب في الجنوب لماضيه وحاضره ومستقبله الوطني هو تسامح لا يسمح لمن كان سببا أو شريكا في الكوارث التي شهدها الجنوب أن يعتبرها بمثابة اعتذارا له واعترافا بصواب فعله الإجرامي مهما كان شخصه ..
عليه أن يحني رأسه لهذا الشعب العظيم الكريم الذي لم يطالب بهدر دمه .
وثانيها : إذا أرادوا أن يسموا أنفسهم قيادات تاريخية فالتاريخ لا يسلم نفسه للأهواء ولا لمن يفكر مليا في السلطة حتى لو كانت على حساب وطن..
التاريخ يسلم نفسه لمن يتجاوز نفسه وعشيرته وكل الدنيا إلى معنى التاريخ.
وثالثها: اذا كنتم تعتقدون أنفسكم صالحين في مرحلة معينة مع أنكم لم تكونوا قادرين على إثبات صلاحيتكم فيها فلستم صالحين لكل وقت ..
والمطلوب منكم فقط أن تساندوا ما يتطلبه الأمر الواقع بكم أو بدونكم ولا تعاندوا فلستم أهلا لقيادة الحاضر وقد فشلتم في ما كان سهلا عليكم.
إن المكتسبات التي حققها شعب الجنوب في الماضي هي بجهده هو وليست بجهودكم أنتم الذين كنتم في أحيان كثيرة عبئا عليه.. والحراك في الجنوب لا يحتاجكم إطلاقا إذا صرتم عبئا عليه يعرقله ولا يساعد على تقوية عزيمته ..
ولستم الأنبياء المقدسين حتى يهابكم فليس في يدكم سوى إثبات حسن نيتكم لهذا الشعب أو بقاؤكم في الوحل.