يحق لأبناء الجنوب ان يفخروا ويحتفوا بذلك النجاح العظيم الذي حققه شعب الجنوب بتحويل تاريخ دموي مؤلم ومعيب الى مناسبة خالده وفريده بتحويل الالم الى امل والقتل الى تسامح وسمو يعتز بها كل جنوبي يحب وطنه. إلا ان الجنوب الوطن حاليا يمر بظروف واوضاع استثنائية بفعل الاحتلال وهو اليوم في سباق مع الزمن ومع المحتلين الذين يطيب لهم إطالة معاناة أبنائه. ان الواجب يحتم علينا تأجيل جني ثمار الانتصارات وتأجيل اي نوع من الاحتفالات حتى ينال شعبنا الجنوبي استقلاله الثاني وهو قريب ات بإذن الله. من حقنا كجنوبيين ان نحتفي بالنصر و بإظهار النشوة والفرح لان التصالح والتسامح تحقق بإرادة وعزيمه واصرار جنوبي ولم تفرضه أية أجندات خارجيه او تموله اي قوى او دولة ما. ولكن هذا ليس وقت الفرح لان الوطن لايزال تحت الاحتلال اليمني ولا يزال القتل يطال أبنائه ولاتزال ثرواته تنهب وتهدر ومع كل خطوه يخطوها الجنوبيون تقربهم من استعادة وطنهم تزداد من حولهم المؤامرات والمخاطر والتهديد بلغة الدم التي يطلقها المحتلون على المستويين الرسمي والشعبي بتحويل ارض الجنوب الى برك من دماء أبنائه. وهنا لابد من وقفه جديه للتمعن والتفكير مليا بحيث لا تتراجع المكاسب والقيمة التاريخية والنضالية والسياسيه التي حققتها القضيه الجنوبيه بفعل نضال وتضحيات أبناء الجنوب وبفعل وقع حدث التسامح والتصالح وان نعد انفسنا جميعا لما هو قادم فلابد من التصعيد السلمي والاستعداد للفعاليات القادمة وبالذات ما هو عاجل منها. فقد سمعنا بان هناك ترتيبات تجرى لاجتماع مرتقب لأعضاء مجلس الأمن الدولي في صنعاء واذا ما تم ذلك بالفعل فانه يعد سابقه لم تحظى بها أي دوله او قضيه دوليه من قبل. وبمجرد نقل المجلس لهيئاته الى ذلك البلد وعقد جلسه خاصه لمعالجة قضيته فسيرمي بثقله وسيوفر الامكانيات لتحقيق ما يقره في ذلك الاجتماع التاريخي اذ لم يتم عرقلته من داخل المجلس بفيتو من قبل احد الاعضاء الدائمين وهو امر لا يبدو توقعه. وعلينا ان نتخيل ذلك الحدث ان تم وما يرافقه من وسائل الاعلام العالمية ومراسليها لان ذلك من شانه ان يثير شهيتها للرصد والمتابعة وسيصبح حدث تاريخي لابد لها ان ترافقه وترصد تبعاته اقليميا ودوليا ومن هنا تأتي اهمية ذلك الحدث للقضية الجنوبيه. ان المقصود من نقل المجلس الى صنعاء هو دعم الجهود التي تبذل على ضوء المبادرة الخليجية لدعم الامن والاستقرار فيه. واعتقد ان تم هذا الحدث في اليمن فهناك عدة جهات مستهدفه اولها ربما النظام السابق بكل رموزه الذين لايزالون يشكلون خطرا على أي توافق وهناك أيضاً العناصر الإرهابية المسلحة وهناك الحًوثيين بالإضافة الى الذين يسببون التعثر المباشر من داخل التوليفة السياسية الحالية والذي يمثل طرفه علي محسن الأحمر بتحالفاته القبلية مع اولاد الشيخ والقوى الإسلامية ولا شك بان كل هؤلاء يجمعون على موقف عدائي واحد من الجنوب وهم الطرف الذي استهدف الجنوب في السابق ولا يزالوا وبالتأكيد سيحاولون توظيف هذا الحدث الغير مسبوق في استهداف القضيه الجنوبيه في محاوله لكسر ارادة الشعب الجنوبي بحجة الموقف الدولي وما سمعناه من السفير الامريكي بيوم التصالح هو مؤشر بان الجنوب لايزال واقع في مرمى السهام القادمه من صنعاء بكل أشكالها. وامام ذلك التحدي لابد من وقفه جنوبيه شامله ليقف شعب الجنوب بكامله مؤكدا للمجتمعين والعالم اجمع بانه ماض باتجاه استعادة الوطن مهما كانت الصعاب وان هذا الشعب الذي خرج بمليونيه في 13 يناير في يوم التسامح وقبله في الثلاثين من نوفمبر لن يعجز عليه بعد ذلك ان يخرج عن بكرة أبيه وفاء للوطن ولتضحيات ابنائه متمسكا بحقه المشروع في الحرية والاستقلال والسيادة. وهنا يجب ان ينصب تفكيرنا وعقولنا بهذا الاتجاه وان تستثمر المناسبة لإظهار قدرة شعبنا على تحقيق اهدافه المشروعة من خلال حراكه السلمي المبارك وكلنا ثقة بان قادة الميدان في الوطن لقادرين على ذلك والاهم اولا ان نبتعد عن المماحكات ومحاولات الإقصاء في مثل هذه الظروف ويجب ان يكون الجنوب أولا والتحالفات أو الأحزاب أو أي نوع من الولاءات جانبا وعلى ضوء الخروج المليوني بيوم التسامح والتصالح ندعوا بكل صدق ومحبه إخواننا في حضرموت الخير والعزة إخواننا الذين خرجوا في ذلك اليوم بفريقين ان يرموا خلافاتهم الشخصية كما يقال جانبا وان يتجهوا معا لقيادة الحدث القادم وان يبدا الزحف الجماعي هذه المرة من حضرموت باتجاه عدن على ان يسبقهم بيوم واحد كل ابناء المناطق الجنوبيه الأخرى بالذات القريبة من عدن بالمرابطة بساحة التسامح في خور مكسر حتى يصل ركب حضرموت ويستمر لليوم الثالث بحيث تصل الرسالة لمن به صمم. وبهذا يثبت شعبنا مجددا بانه جاد وموحد في مطالبه باستعادة وطنه وان لاشي يستطيع ان يمنعه من تحقيق ذلك او الوقوف تجاه ارادته في التحرر والاستقلال وسيبعث رسالته الى الكون كله لأنه متواجد في ذلك الوقت على مقربه منه في صنعاء فيجب ان لا يفوت ابناء الجنوب هذه الفرصة التأريخية... خلاصه: هناك اهتمام ملفت وغير عادي بالرئيس هادي من قبل دول الإقليم والعالم؟؟؟ الرئيس عبدربه منصور هادي كان الوحيد من بين رؤساء الدول الذي حظي باهتمام الرئيس أوباما في نيويورك على هامش دورة الاممالمتحدة الأخيرة في سبتمبر الفائت وقد آثار ذلك حفيظة اليهود لكون الرئيس أوباما لم يعطي آنذاك ولو القليل من وقته الذي اعطاه للرئيس اليمني...!! اليوم نسمع بان مجلس الأمن سينتقل الى اليمن بهدف الوقوف الى جانب الرئيس عبدربه منصور في جهوده لإخراج البلد من أزمته!! عجبا!! بالأمس القريب لم يكن اليمن حتى في قائمة اهتمامات السياسيين او وسائل الاعلام في نيويورك أو واشنطن. اليوم الصورة تختلف ولها تداعيات مستقبليه يتضح من خلالها بان اليمن ربما سيحظى بمكانه ودور على المستويين الاقليمي والدولي.. هل السر من وراء كل ذلك مساعدة ذلك البلد الفاشل والذي بفعل تركيبته الاجتماعية حيث هيمنة القبيلة على الدولة وخيراتها سيظل الامل في بنائه ظرب في الخيال. ام ان مكافحة الإرهاب الى جانب فشل الدوله هو مبعث قلق دول العالم مجتمعه بحيث يتوجب دعم ذلك البلد قبل ان يتحول الى صومال اخرى في منطقه حيويه ومهمه اقليميا ودوليا؟؟؟ أو ان الجميع يعلم ما في باطن تلك الأرض وان التسابق الاقليمي والدولي عليه هو ليس من اجل خاطر سواد الاعين. بل لوضع اليد عليه والتحكم فيه مستقبلا. مجرد التفكير بصوت عالي هنا... هل يقبل الرئيس عبدربه منصور هادي ان يكون للمرة الثانية اداة لكسر ارادة شعبه ووطنه الذي أصبح اليوم أقرب الى استعادة دولته وكرامته وكبريائه على ارضه ووطنه المستقل الجنوب العربي؟؟؟ أنا شخصيا متفائل بدور ايجابي للرئيس هادي هذه المرة وارجوا ان يكون ذلك. سياسي جنوبي مقيم في الولاياتالمتحدةالأمريكية ورئيس تجمع تاج في أمريكا.