قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية: إن موجة من الكآبة والتشاؤم تسيطر مؤخراً على مسؤولي وخبراء مكافحة الإرهاب الأمريكية، لأن "الإرهاب" الآن أسوأ من أي وقت مضى، على حد قولهم. ونقلت الصحيفة عن الميجر جنرال مايكل ناجاتا، قائد قوات العمليات الخاصة الأمريكية في الشرق الأوسط، المشاركة في استراتيجية مكافحة الإرهاب، إنه ينظر إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" باعتباره خطراً أكبر مما كان عليه تنظيم القاعدة في أي وقت مضى. وتأتي هذه التقييمات لتعكس التشاؤم الذي حل على مجتمع مكافحة الإرهاب الأمريكي خلال العام الماضي، وسط سلسلة من التطورات غير المشجعة، ومن بين هذه التطورات نمو تنظيم "الدولة"، والتدفق المستمر للمقاتلين الأجانب إلى سوريا، وانهيار الحكومة المدعومة من قبل الولاياتالمتحدة في اليمن، ودوامة من الوضع الأمني المتدهور في ليبيا، وجاءت أحدث المضاعفات السبت؛ عندما قامت مجموعة "بوكو حرام" في نيجيريا بسلسلة من التفجيرات الانتحارية، كما تتردد الأنباء عن إعلان ولائها ل"الدولة". من ناحية أخرى، يرى خبراء آخرون أن حملة مكافحة الإرهاب قد أنجزت أهدافاً حاسمة، من أهمها أن خطر حدوث هجمات إرهابية على غرار هجمات 11 سبتمبر في أمريكا، بات ضئيلاً جداً، على عكس موجات من القلق التي رافقت ظهور "مؤامرات إرهابية" جديدة على مدى العقد الماضي، ويرجع ذلك إلى القدرات المتدهورة لتنظيم القاعدة، وجدول أعمال محدود ل"الدولة"، الذي أصبح أكثر تركيزاً الآن على تأمين الأراضي في منطقة الشرق الأوسط. لكن، وبعد أشهر من الضربات الجوية التي تقودها الولاياتالمتحدة، للحد من تدفق المقاتلين إلى سوريا، شهد الشهر الماضي دخول أكثر من 20.000 من المقاتلين الأجانب إلى سوريا، بما في ذلك ما لا يقل عن 3400 من الغرب، وفقاً للصحيفة. كما أن العديد من مسؤولي مكافحة الإرهاب يشعرون بالقلق أيضاً إزاء أولئك الذين يتبنون أيديولوجية "الدولة"، حتى وإن لم يذهبوا للقتال في ساحات الحرب، وخير دليل على ذلك هجمات بوسطن وباريس وأماكن أخرى في السنوات الأخيرة، التي تؤكد صعوبة غير عادية لكشف المؤامرات التي تأتي من الداخل ممن يتبنون فكر هذه التنظيمات، بحسب ما أوردته الصحيفة.