الجنوب أساس الثروة التي توحد قوى النفوذ وتفرقهم. تمادى المتخاصمون اليمنيون في صراعتهم ووصلت شروره كل المحافظات. مؤخراً أكتسب هذا الصراع طابعاً إقليميا. طرفا الصراع أيران والسعودية. الحوار اليمني أصبح مضيعة للوقت. أستفاد منه الحوثيون والنظام السابق في مد نفوذهم إلى خارج صنعاء. الموقف الدولي لازال ضعيف ولم يرتق لمستوى الحدث. طال انتظار الدول الراعية العشر للمبادرة الخليجية في دخول اليمن في حرب أهلية أو طائفية. بل فاجأت الجميع أيران في أحكام قبضتها عبر الحوثيون على المنطقة. سيطر الحوثيون والنظام السابق عسكرياً على تعز رغم المقاومة الشعبية والأهلية. محافظاتالبيضاءوتعز ومأرب تعتبر الجدار الأمني للجنوب. الانقلابيين لم تكن لديهم رؤية سياسية للحكم. اليمن أصبحت في حالة اللا استقرار هذا ما تريده أيران . تصاعدت الأحداث الميدانية مع بطئ الحلول السياسية. الجماهير الشعبية في كل مدن وقرى اليمن عبروا عن رفضهم للانقلاب الحوثي على الشرعية الدستورية. وصفت الحوثية هذه المقاومة بالإرهاب. عملت على تضييق هامش الحرية بمنع المظاهرات ومواجهتها بالسلاح وفرض قيود على الأعلام وملاحقة الصحفيون. ظهر طرف خفى يغذي النزاع ويقوده إلى الاقتتال . رب ضارة نافعة. شكل الإنقلابيين في صنعاء ووصول الرئيس الشرعي للنظام إلى عدن حالة اصطفاف وطني جنوبي. استوعبت قيادات الحركة التحررية السلمية الجنوبية ما يجري على الساحة اليمنية. بادرت بإعلان الهدنة مع الجنوبيون الوحدويون من أجل صد الغزو الحوثي والنظام السابق على الجنوب مع حق الاحتفاظ بمبدأ التحرر والاستقلال. كانت الأحداث الجارية سبباً في تماسك الجبهة الداخلية الجنوبية بقيادة عبدربه والصبيحي وغيرهم . تمكن الجنوبيون من الاستيلاء على معسكر القوات الخاصة (( الأمن المركزي )) في منطقة الصولبان وكذلك معسكر بدر وغيره على طريق بسط اليد الجنوبية على الأرض. تباكى الحوثيون والنظام السابق على معسكراتهم التي سقطت في الشرعية الدستورية في عدن ونسوا مواقفهم من الألوية العسكرية في الشمال التي نهبوا أسلحتها. أتهموا شعب الجنوب بالإرهاب وبرروا ما يقومون به من حشد عسكري على حدود الأراضي الجنوبية. الجنوب عام 2015م غير الجنوب عام 1994م. الجنوب أقوى من مؤامراتهم ولن يجتاحوا الجنوب اليوم إلاّ على جثث السكان. صحيح نحن لسنا من دعاة حرب وطابع الثورة التحررية الجنوبية سلمياً ولكن اذا فرضت على شعب الجنوب الحرب فلن يتخلى عن الدفاع عن أرضه . القوة العسكرية غير متكافئة لهذا ندعوا الأشقاء والأصدقاء من دول الجوار لمساندة شعب الجنوب لوقف التمدد الحوثي ووقف سيطرة أيران على باب المندب. أيران استطاعت أن تصل إلى أربعة أقطار عربية {لبنان , سوريا , العراق , العربية اليمنية} بسبب تلكؤ مواقف دول الخليج والدول العربية والإسلامية. أننا نراهم يقدمون المساندة ولكن بعد فوات الأوان .