لقد ابتدأت السنة الدراسية الجامعية وهذا أول أسبوع دراسي لشفاء اجتمعت فيه مع زميلاتها الجدد، حيت إن البعض يأتي من محافظات أخرى للدراسة ، وأما شفاء فتاة رقيقة القلب لاتعرف معنى لأشياء كثيرة بما لايقترن مع سنها وعقليتها وشطارتها في الدراسة و هي طالبة في كلية الاقتصاد قسم إحصاء, ولأول مرة تشاهد مثل هذا الكم الهائل من الفتيات والشباب من الجنسين, أشكالهم جميلة جدا البنات أشكالهن مختلفة ليس مثل الثانوية يلبسن عباءات جميلة والشنط غريبة جدا ويعملن ماكياج. إنهن جميلات ، والفتيان أيضا مختلفون لطفاء يتعاملون مع البنات ويتكلمون يتهامسون ويضحكون وكأنهم يعرفوهم من زمن بعيد. و لاتدري قد تكون هي المختلفة عنهم والأجمل, إنهم جميعا في الأعمار نفسها آو اكبر منها سناً، إنها شعرت بأشياء غريبة وقالت وهي تحكي بلسانها عن بعض تفاصيل حياتها: أصبحت حياتي جميلة وغريبة هذا مانسميه الاختلاط يا إلهي ماهذا العالم؟ إنني وحيدة ولا اعرف أحدا واشعر بأنني نشاز ليس لدية صديقة إنها مشكلتي لأننى لم أكون صداقة في الثانوية وشعرت بأنني في مأزق لذلك يجب علي تكوين صداقة ورفقة، . وبعد مرور ثلاثة أشهر حاولت التأقلم مع العالم الجديد مع بعض التحفظات بحيث إنني لا أحتك مع زملائي من الشباب أبدا لأنني لا أعرف اشعر بالخوف وينتابني شعور غريب ولكن مع الوقت أكيد سوف ينتهي هذا الإحساس، حيث أصبح لي صديقة مقربة وحميمة فيما يخصني اسمها (عفاف )حيت أخبرتني عن عائلتها وأنا من أسرة متوسطة أبوها يعمل في وزارة التربية والتعليم وأمها أكاديمية وعندها أخت وأخ واحد مغترب في الإمارات العربية المتحدة وهي مخطوبه لابن عمها وتحبه كثيرا وهي كانت صريحة جدا معي ورحبت بأن أكون صديقة لها ، وبالمثل أخبرتها عن أسرتي بأني من أسرة فقيرة أبي يعمل في محل لبيع الملابس وأمي لاتعمل ست بيت وكثيرة السفر إلى البلاد تزور أسرتها . ومعظم الأحيان اهتم بالمنزل وبأنني متفوقة في الدراسة وترتيبي الأولى دائما واهي أول صديقة لي، لم أجد وقتا لتكوين تلك الصداقات في السابق وأبي لايشجعني على ذلك أن والدي رجل عطوف يحبني كثيرا فهو بمثابة الأب والأخ وألام والصديق إنني أحبه كثيرا . وعرضت عليها أن اعرفه به ورحبت عفاف بذلك وأيضا دعتني إلى بيتها عدة مرات لتعرفني على أسرتها . وبعد انتهاء الفصل الدراسي الأول أصبح عندي عدد لاباس به من الرفيقات طبعا من الفتيات الجميلات واللاء كنت اعتقد أنهن في السابق طائشات ، لكن بقيت عفاف هي الصديقة المفضلة.
وفي احد الأيام اجتمعنا في إحدى المحاضرات فلم يات المحاضر لتقديم المحاضرة فذهبنا كلنا إلى الكفتيريا لشراء الشبس وكانت عفاف وجميع الزميلات (الشلة )وبدءنا بالكلام ودخلنا في نقاش حاد في عدة مواضيع واخر موضوع هو عن العلاقات الحميمة وبدان في الكلام وانتابني الخوف الشديد وهربت من هذا الموقف وذهبت فلحقت بي عفاف: س)ماذا بك لماذا خرجت من النقاش ؟ هربت ؟ ج)هربت؟ لم اهرب ولكن لااعرف عماذا تتكلمن أو لا اشعر بان هذا الموضوع يهمني. عفاف : نتكلم عن الثقافة الجنسية الاتعرفين شيئا عن هذا الموضوع ؟ لالااعرف شيئا عنه للأسف سوى الذي تعلمنا في الابتدائي والثانوي فقط . ولكنني اشعر بالإحراج من هذا الكلام لذلك لم استطع البقاء معكن . عفاف : لاباس ولكن في المرة القادمة عندما نتكلم عن هذه المواضيع أريدك أن تكوني قوية وتستمعي للموضوع حتى النهاية سوفة تفهمين وتتعلمين وتستفيدين للمستقبل من غير المعقول أن نكون في القرن العشرين ولانعرف هذه المواضيع خصوصا واننا قد نتزوج في أي وقت على العموم مهما تكلمنا عزيزتي لن يكون كلامنا مثل الحقيقة . وفي النهاية دعتني إلى حفلة عيد ميلادها وسيكون الحفل في منزلها ودعت كل الزميلات(الشلة) . اشتريت هدية كانت عبارة عن ساعة ذهبية جميلة وقمت بتغليفها بطريقة مذهلة . وذهبت إلى حفل عيد ميلاد صديقتي عفاف وقد أعجبتها الهدية كثيرا وشكرتني عليها وحضرت جميع الفتيات في(الشلة )وجلسنا مع بعض وانفتح الموضوع نفسه من جديد موضوع العلاقات الحميمة بين الرجل والمرأة . وفجاة بدأت ابكي وبقوة وشعرت بأنني لااستطيع البقاء في هذا المكان فخرجت من الغرفة ولم استطع توقيف الدموع من عيني وخرجت من المنزل رغم طلب ورجاء زميلاتي البقاء حتى نهاية العيد الحفل أو حتى بعد إطفاء الشموع إلا أنني لم استطع البقاء هناك فخرجت من منزل صديقتي عفاف ولم استطع تبرير هذا التصرف . نعم لقد فهمت الان أن ماكان يحدث بيني وبين ابي ليس شيئا عاديا وليس كما كنت أظن انه يحدث بين كل بنت وأبيها ولكن ماحدث من والدي معناه الممارسة أو العلاقة أو علاقة رجل مع امراة سوء كانت شرعية او غير شرعية ولكن من المستحيل ان تحصل بين اب وابنته مهما حدث ، نعم أني اشعر اليوم بحقارة ابي ودناءته ، لماذا عمل هذا معي انني اشعر بانني لااريد العودة الى البيت ولااعرف اين اذهب اتجول في الشوارع والطرقات واتمنى أن لو سيارة آو شاحنة تدهسني وارتاح من تحقير نفسي . كانت شفاء تتكلم بمرارة وتوقفت عن الكلام وأصيبت باكتئاب حاد جدا وتتعالج عند طبيبة نفسية . نعم ماحدث للعزيزة على قلوبنا شفاء جريمة تجرمها كل الديانات والتشريعات ........ عن قصة حقيقية.
* من سلسلة معنفات - تكتبها / المحامية وردة عمر مصطفى بن سميط