كما دخلت القضية الجنوبية من بوابات مؤتمر الرياض و قبله المؤتمر الوطني اليمني في صنعاء و تحديدا في فندق الموفنبيك خرجت من المولد بلا حُمُّص ..!! هناك من يدعي أنه يمثل الجنوب ، و أنه يتحدث بأسم أبناء الجنوب العربي بأعتبار أنه جنوبي و تاليا من حقه أن يتحدث عن القضية في المؤتمرات و المحافل الأقليمية أو الدولية دون ما إعتبار ما أذا كان قد حصل على تفويض من الغالبية الشعبية الجنوبية أو غير ذلك ، من هنا أعتقد باتت القضية الجنوبية أشبه الأبن مجهول الأبوين ، هؤلاء المدعون التحدث بإسم دولة الجنوب من غير تفويض شعبي أو أقله حزبي أو مناطقي أغلب الظن يمثلون أنفسهم و يسعون لتحقيق مكاسب شخصية على حساب و أرواح المناضلين الحقيقين الذين يواجهون الجيش المحتل بصدور عارية لا يهابون الموت و لا يرضون العيش تحت ذُل الإحتلال ، و لقد عبر عن صدق الكاتب و عضو الحراك المقيم في ألمانيا أحمد بن فريد عندما نعت الحاضرين من الجنوبيين إلى مؤتمر الرياض و غيره من مؤتمرات بأنهم يسببون في تأخر حل القضية الجنوبية ، ذلك أن القضية واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار و هي فك الأرتباط عن الشمال و إنهاء مظاهر الوحدة و أعلان الأستقلال و غير ذلك هو تمييع و تسويف للقضية بل و تضييع لحقيقتها كوجود قائم ...
من هنا نعتقد لم يخرج مؤتمر الرياض بأي حلول منصفة توحي بالفصل بين شمال اليمن كوحدة سيادية قائمة و بين الجنوب ، و أن الشمال و الجنوب دولتان كانتا مستقلتين دخلتا في وحدة جراء مؤامرة و خداع سياسيين بلا مقدمات أو دراسات تفصيلية عن مدى نجاح أو فشل أو ديمومة أو موافقة أو رفض شعبي البلدين للوحدة الأندماجية ، فالوحدة دْبرت بليل و بأهداف تآمرية حاكها الثلاثي صدام حسين و الملك حسين و المخلوع علي عبدالله صالح و المؤامرة كانت واضحة أثرإحتلال الكويت من القوات العراقية و هي رسم خريطة جديدة حدودها العراق و الاْردن و الجزيرة العربية ..!!
لعل الحديث في هذا يطول و ليس هو موضوعنا ، بقدر ما يعنينا هنا التركيز على القضية الجنوبية التي خرجت من مؤتمر الرياض كما قلنا آنفاً من المولد بلا حُمُّص ( !! ) فالحاضرون من الجنوبيين إلى المؤتمر قد حرصوا على ألا يخسروا شيئا ، "فالمناصفة و المحافظة على النسيج الإجتماعي و حل قضية الجنوب " كما في إعلان الرياض لعله تحصيل حاصل بل هي مكاسب محققة للنخب الجنوبية الحاضرة للمؤتمر لا مكسبا لشعب الجنوب و لا هو تحقيقا لأماله بإستعادة وطنه و أعلان إستقلاله ...
في كل الآحوال أن الوحدة بين شمال اليمن و جنوبه يجب أن يعاد بناؤها على آسس سليمة و صادقة ، فالوحدات لا تبنى على أساس الغش و الخداع ، ما حدث في مايو( 1990) كان غشا و تدليسا و خداعا و مؤامرة ثلاثية الأبعاد و ثلاثية الأهداف ، و بالتالي أنكشفت المؤامرة و أنهارت الوحدة على رؤوس المتآمرين ، فالشعب هو الذي يقرر خيار الوحدة فهو صاحب المصلحة أولا و أخيرا ، فالأوروبيون دخلوا في سياج الاتحاد بأرادة و الرغبة الشعبية ، و
هذا ما ينبغي أن يحدث في أي سياق وحدوي ، و عليه لا حل ناجعا و فاصلا لقضية الوحدة بين شمال اليمن و جنوبه ألا بالعودة ألى الشعب و إستفتائه على الوحدة أو الانفصال ...
أن الجنوبيين قد دفعوا الكثير و لا يزالون يدفعون على أمل أن يطل عليهم فجر جديد ، و لعل فسحة الأمل لدى هذا الشعب المناضل لازالت موجودة ...