في تصوري أن الاعلام بوسائله المتعددة من صحافة ورقية أو ألكترونية أو التلفاز أو الراديو أو غير ذلك من الوسائل الإعلامية و الوسائط المستجدة على الساحة هي الآن موظفة لخدمة التنظيمات و العصابات الإرهابية التكفيرية ، يحدث هذا في الوقت الذي تزداد فيه تلك التنظيمات أجراماً و عتواً في الأراضي التي تحتلها ، من تلك التنظيمات الأجرامية ما يسمى بالدولة الأسلامية ( داعش ) فلقد دأبت الوسائل الإعلامية بكل تنوعاتها عندما تنقل أخبار جرائم هذه العصابة الأجرامية تمنحها صفة الدولة ، فهل وصل الإستخفاف بأرواح الناس الأبرياء الذين تنكل بهم تلك العصابات الأجرامية حتى تمنح صفة الدولة ، أية دولة هذه و هي التي لا تعترف لا بدين و لا بأعراف و لا بنواميس أخلاقية أو سلوكية ، بل لعل تكرار صفة الدولة أعلامياً عليها يمنحها قوة معنوية ، فتزداد عتواً و تكبراً كما و قد يجعل السذج و البسطاء تصديق الأكذوبة و التعاطف أو الأنجرار اليها و هي التي تستحق صب الصواعق عليها و أبادتها فرداً فرداً ... إن إحدى مظاهر العنف في مجتمعاتنا الشرق الأوسطية يتحمل جريرتها الأعلام غير المسؤول ... أن الإعلام إذا لم يخدم المجتمع بوعي و مسؤولية فلا فرق بينه و تلك العصابات الأجرامية المنحرفة ، و من هنا فالمطلوب أن يعي الأعلاميون دورهم الأنساني و الأخلاقي و الوطني ، إن كان هذا إعلاماً وطنياً أو أعلاما تجارياً أو أعلاماً خارج الحدود ، ذلك أن الحرب على التنظيمات الأرهابية و التكفيرية المجرمة يجب أن يقودها الاعلام قبل أن تقودها الجيوش ، حيث الكلمة أمضى من الرصاصة ، علينا أن نتذكر بالمناسبة مقولة نابليون " أخاف من صرير القلم أكثر من دوي المدافع " ... لذا فأن المتابعة الأعلامية لجرائم العصابات التكفيرية ليست سبقاً أعلامياً و لا ينبغي أن توضع في سياق السبق الأعلامي أو في سياق المبالغات و التهويل أو التضخيم الكاذب فكل ذلك قد يَقوي معنويات العصابات الأجرامية تلك فتزداد عتواً و غروراً و تنكيلاً بضحاياهم الأبريا. إن ما يسمى بدواعش ليسوا دولة أسلامية و لا هم مسلمون و لا ينبغي أن يطلق عليهم الأعلام مسمى الدولة ، و من يفعل ذلك يصير شريكاً في الجرائم التي يرتكبها هؤلاء الوحوش