تمكن مقاتلون موالون للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا من دخول مدينة الحوطة مركز محافظة لحج جنوبي البلاد والسيطرة على غالبية المكاتب الحكومية وبعض المواقع العسكرية التي كانت تحت سيطرة الحوثيين. ووفقا لإفادات قادة ميدانيين وشهود عيان من سكان المدينة حصلت عليها بي بي سي فإن حرب شوارع عنيفة تدور في هذه الأثناء في أغلب أحياء المدينة بين المقاتلين الموالين للحكومة من جهة والمسلحين الحوثيين المسنودين بقوات الحرس الجمهوري الموالية لعلي عبد الله صالح من جهة أخرى. لكن وتيرة المعارك حول قاعدة العند أكبر وأهم القواعد الجوية والعسكرية اليمنية في نفس المحافظة خفتت بسبب خوف المقاتلين الموالين للحكومة على مصير قرابة ألف وخمسمئة معتقل يحتجزهم الحوثيون داخل القاعدة بحسب إفادة مصدر فيما يسمى ب"الجيش الوطني " المؤيد للحكومة لبي بي سي. تطهير وكان المقاتلون الموالون للحكومة تمكنوا بغطاء جوي كثيف من مقاتلات التحالف بقيادة السعودية الثلاثاء من اقتحام أسوار قاعدة العند والبدء بتطهيرها من حقول الألغام التي زرعها الحوثيون. وفي المقابل ذكرت تقارير لقناة المسيرة التابعة للحوثيين أن من سمتهم ب"مقاتلي اللجان الشعبية" والجيش تمكنوا من صد عدة هجمات لمن سمتهم ب"ميليشيات هادي والدواعش" في محيط قاعدة العند وقتلت أعدادا كبيرة منهم. وفي محافظة أبين المجاورة قالت من تطلق على نفسها اسم "المقاومة الشعبية" إن مقاتليها تمكنوا من استعادة مواقع عديدة من سيطرة الحوثيين بإسناد جوي من مقاتلات التحالف وإنها تتوجه حاليا كما تقول لتأمين الطرق الساحلية في محافظة أبين الموصلة الى مدينة عدن لضمان عدم استخدامها من قبل الحوثيين لمهاجمة عدن مجددا. في هذه الأثناء استمرت مقاتلات التحالف بقيادة السعودية في قصف مواقع للحوثيين والوحدات العسكرية الموالية لعلي عبد الله صالح وإمداداتهم العسكرية في عدة مناطق يمنية وخاصة في مناطق المواجهات الساخنة في محافظتي أبينولحج التي تريد الحكومة تطهيرهما من وجود المسلحين الحوثيين وحلفائهم لتتخذ منهما منطلقا "لتحرير" بقية مناطق البلاد. فيما استمرت المواجهات بين الحوثيين وما تسمى بالمقاومة الشعبية في كل من تعز ومأرب والبيضاء وشبوه بالتزامن مع تزايد ملحوظ في عمليات الكمائن والهجمات التي تنفذها ما تسمى ب" المقاومة الشعبية" وتستهدف النقاط التابعة للحوثيين وإمداداتهم العسكرية في كل من محافظاتإب وذمار وصنعاء والحديده والتي لا تتوقف بشكل يومي. كما استمر الحوثيون في المقابل في قصف المناطق السعودية الحدودية مع اليمن بصوريخ محلية الصنع من طراز "النجم الثاقب". وذكرت خدمة المسار الإخبارية التابعة للحوثيين في أنباء لها أن صواريخ الحوثيين قصفت موقعي "المعزاب" و "الخفيرة" في منطقة جيزان السعودية وتحدثت عن مقتل عدد من الجنود السعوديين في ذلك القصف. تفجير من جانب آخر، إرتفع عدد ضحايا تفجير سيارة مفخخة مساء أمس الأربعاء قرب مسجد لطائفة " البهره" الإسماعيلية المقربة من الحوثيين في العاصمة اليمنيةصنعاء الى ثلاثة قتلى وستة مصابين بحسب تصريح أدلت به شرطة صنعاء لوكالة سبأ للأنباء التي يديريها الحوثيون. وقال شهود عيان لبي بي سي إن القتلى والجرحى كانوا من المارة وليسوا من أنصار طائفة "البهره". وهي المرة الأولى التي تستهدف فيها مساجد هذه الطائفة في اليمن والتي عرفت بنأيها عن السياسة. وتبنى بيان على شبكة تويتر منسوب لتنظيم الدولة الإسلامية العملية إلآ أن مراقبين مختصين في شؤون جماعات العنف في اليمن شككوا في أي وجود حقيقي للتنظيم في اليمن، وأكدوا أن أطرافا سياسية يمنية تتخذ من اسم التنظيم ذريعة لتحقيق أهداف سياسية عبر التفجيرات المنسوبة إليه على حد تعبيرهم. استهداف وأفاد شهود عيان في محافظة أبين أن طائرة مسيرة أمريكية استهدفت سيارة أثناء ساعات الليل فقتلت 4 يشتبه في أنهم ينتمون لتنظيم موال للقاعدة. وحسب روايات الشهود كان بين القتلى أحمد الكاظمي أحد القيادات الوسطى في تنظيم أنصار الشريعة الموالي لتنظيم "القاعدة في جزيرة العرب". واعتادت الولاياتالمتحدةالأمريكية استهداف وقتل من تصفهم بعناصر وقيادات التنظيم في اليمن عبر هجمات بطائراتها المسيرة. وتولى قاسم الريمي قيادة تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" بعد مقتل قائده السابق ناصر الوحيشي في غارة أمريكية بطائرة مسيرة في يونيو / حزيران الماضي. في هذه الأثناء حذرت منظمة أطباء بلاحدود من أن الحصار المفروض على اليمن يتسبب في مقتل الكثير من المواطنين. وقالت مديرة المنظمة جوان ليو بعد زيارة قصيرة للبلاد إن حظر وصول المواد الغذائية والإمدادات الطبية للمحتاجين في اليمن يؤدي لمقتل أعداد كبيرة لاتقل عن أعداد ضحايا المعارك التى تشهدها البلاد.