زيارة رئيس الحكومة اليمنيةلعدن تحمل الكثير من الرسائل السياسية، حيث تعكس، وفق مراقبين، اكتمال تحرير المدينة، وتعطي دفعا معنويا للمقاومة الشعبية التي تواجه مليشيات جماعة الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. اعتبر محللون سياسيون أن زيارة رئيس الحكومة اليمنية خالد بحاح إلى عدن السبت تحمل دلالات كبيرة ورسائل مهمة للداخل والخارج، وتؤكد أن المدينة آمنة "وأن الشرعية تقف على أرض صلبة". ويعد بحاح أرفع مسؤول يمني يزور عدن منذ تحريرها قبل نحو أسبوعين من قبضة مليشيا جماعة الحوثي وقوات الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح. وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وأعضاء الحكومة وسفراء دول الخليج والأجانب قد غادروا عدن أثناء الهجوم الذي شنته عليها المليشيات الحوثية وقوات صالح. وشن تحالف عربي بقيادة السعودية عمليات عسكرية في 26 مارس/آذار الماضي دعما للشرعية ورفضا لسيطرة الحوثيين وصالح على مفاصل الدولة اليمنية بالقوة. وعاد لعدن منتصف الشهر الماضي وزيرا النقل والداخلية اليمنيان، إضافة إلى نائب وزير الصحة ورئيس جهاز الأمن القومي اللواء علي الأحمدي، ونائب رئيس مجلس النواب محمد الشدادي، بناء على توجيه من الرئيس هادي باستئناف عمل مؤسسات الدولة من عاصمة الجنوب اليمني. آثار الدمار وأثناء زيارته التي استمرت عدة ساعات قام بحاح بجولة تفقدية في عدد من مرافق المدينة، شملت الميناء، واطلع على آثار الدمار الذي تسبب به قصف الحوثيين للمرافق الحكومية ومنازل المواطنين. ودعا بحاح السكان للعودة والمساهمة في إعادة الإعمار، مؤكدا أن "حكومته ستعمل على بناء ما دمره العدوان الحوثي، وذلك بمشاركة أبناء المدينة". أما راجح بادي المتحدث الرسمي باسم الحكومة اليمنية فدعا المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ إلى زيارة عدن والاطلاع على حجم الدمار الذي طال المرافق ومنازل السكان ومعرفة الحالة الإنسانية للمواطنين عن قرب. وقال المحلل السياسي عبد الله دوبلة إن زيارة بحاح لعدن في هذا الظرف الحساس رسالة واضحة تؤكد أنها محررة وآمنة وهي في يد المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني والحكومة الشرعية، حسب تعبيره. ورأى دوبلة أن زيارة بحاح تحمل رسالة أخرى، وهي أن تحرير "عدن من المليشيات الحوثية الانقلابية يأتي في إطار مشروع استعادة الدولة اليمنية الشرعية الموحدة، وليس أي مشروع آخر في الشمال أو الجنوب".
دلالة رمزية من جانبه، اعتبر الصحفي محمد سعيد الشرعبي أن زيارة نائب بحاح لعدن لها دلالة رمزية كبيرة، كونها تأتي في توقيت حساس، وغايتها تفقد أوضاع عدن خاصة في الجوانب الإنسانية. وقال الشرعبي إن زيارة بحاح إلى عدن زادت من تفاؤل المواطنين في مختلف أنحاء اليمن بقرب عودة الدولة إلى الواقع، بعدما عاش أغلب اليمنيين ويلات الموت والحرب والجوع والتشرد. ورأى أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء عادل الشرجبي أن "زيارة بحاح لعدن تحمل دلالات سياسية كثيرة، "فهي نشاط سياسي مكمل للعمل العسكري حيث تشكل إعلانا رسميا عن استكمال تحرير مدينة عدن، والبدء بتحرير المحافظات المجاورة". وقال إن من شأن الزيارة رفع معنويات المقاومة الشعبية والجيش الوطني، وسوف تتيح لرئيس الوزراء تقييم احتياجات المدينة خلال المشاهدات الميدانية واللقاء بالمسؤولين التنفيذيين.