تشهد مدينة المنصورة الباسلة بعدن الآن مهرجانا حاشدا للحراك الجنوبي السلمي بساحة الشهداء يستضيف كل من القياديين الجنوبيين البرزين حسن باعوم والسفير أحمد عبدالله الحسني. أولى الكلمات الملقاة في المهرجان ألقاها شباب ثورة 16 فبراير، مؤكدين فيها عزمهم على المضي قدما صوب تحقيق كامل أهداف الثورة الجنوبية وابرزها استعادة الدولة الجنوبية. وأكد شباب 16 فبراير أستعدادهم الى تقديم مزيد من التضحيات في سبيل احقاق القضية الجنوبية العادلة، موضحين أن شباب المنصورة درعا حصينا أمام كل من يحاول اختراق صفوف الجنوبيين. الهتافات الثورية والحماسية تردد صداها في أركان الساحة وبلغت مسافات بعيدة من قبل الحشود التي تتدفق بغزارة على الساحة رجال ونساء وشباب وأطفال. الزعيم حسن باعوم تحدث في المهرجان قائلا: اليوم نحضر هذا المهرجان في أربعينية شهداء المنصورة وهذا دليل على أننا ماضون صوب تحقيق التحرير لوطننا من الاحتلال المتخلف، وليس لدينا قضية أخرى. وانني بهذه المناسبة أريد أن أرحب بالأخ الحبيب المناضل أحمد عبدالله الحسني، الذي يمثل دافعا قويا للقضية الجنوبية صوب التحرر". وجدد الزعيم باعوم أن لا قضية للجنوبيين سوى قضيتهم الجنوبية، ولا هدف أو غاية عدا استقلال الجنوب. وشدد باعوم على حق المعتقلين في الحرية العاجلة. عقب ذلك كلمة للقيادي الجنوبي السفير أحمد عبدالله الحسني قال فيها: "اليوم ونحن نقف بينكم في ساحة الشهداء، التي ضربت أروع الأمثال في الصمود والتضحية والفداء في وجه المحتل الهمجي ونصرة لقضية شعبهم الجنوبي، نجدد العهد والوفاء لشهداء المنصورة الباسلة ولكافة شهداء الثورة الجنوبية في مختلف مناطق الجنوب من المهرة وحتى باب المندب بأننا ماضون على طريقهم إما شهداء أو أحرار على أرضنا ودولتنا (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية)، من أقصاها وحتى أقصاها". وأضاف القيادي الحسني: "الشباب في كل الثورات هم حملة الشعلة وهم من يتقدم الصفوف صوب الحرية، وشباب الجنوب قدموا منذ انطلاقة الثورة الجنوبية وحتى اليوم التضحيات الجسام بالأرواح الطاهرة للشهداء والدماء الزكية للجرحى ومعاناة المعتقلين وهم أملنا لمستقبل الحرية والعزة، الذي سيكون بهم ولهم، على أرضهم ودولتهم التي اعترف بها العالم من سابق وليست وليدة اللحظة". وأستطرد قائلا: "واليوم أيضا كان لي شرف اللقاء مع المعلم والزعيم والبطل الفولاذي حسن أحمد باعوم، الرجل الذي خرج في زمن الصمت وزمن الخوف وأيام كان الاحتلال الهمجي الأرعن في أوج قوته، خرج ليقول لا، وهو أول من وضع اللبنات الأولى ونحن سرنا على هداه، والشباب سيمضون على هذه المسيرة وكافة أبناء الجنوب حتى تحقيق الاستقلال". وتساءل القيادي الجنوبي الحسني عن غياب المجتمع الدولي وحقوق الإنسان مما يحدث في الجنوب من جرائم ضد الانسانية والحريات والحقوق يجرمها القانون الدولي ويرتكبها نظام صنعاء وجيشه وعملائه منذ اجتياح الجنوب في حرب صيف 94م بقوله: "مازلنا نتذكر سفر الاتحاد الأوروبي وممثلي المنظمات العالمية والعربية وهم يحرصون عند زيارتهم إلى عدن على زيارة صحيفة "الأيام" الغراء والتقاط الصور مع عميد الصحافة الجنوبية الشهيد البطل الأستاذ هشام محمد علي باشراحيل، وحين اقتحم دار "الأيام" بمجنزرات وجنود الاحتلال وواجهت أسرة الباشراحيل الباسلة فوهات بنادق جيش الاحتلال اختفى المجتمع الدولي وصمتت منذ ذاك الأصوات المتشدقة بحقوق الإنسان، وماتزال الجريمة متواصلة ضد منبر "الأيام" صوت القضية الجنوبية، فلا تصدقوا الأحاديث الزائفة عن قوائم سوداء أو صفراء من قبل تلك الجهات، فلا أحد سيمنحنا شيء بل نضال أبناء الجنوب وثورتهم وحدها من سيمنحهم الحرية والاستقلال والعزة والكرامة على كل شبر من تراب الجنوب الغالي، ونؤكد بأن مسيرتنا صوب الحرية تعتمد على شبابنا ورجالنا ونسائنا وتضحياتنا وصمودنا في وجه العدو القابع في صنعاء، ولا عدو لنا غير المحتل الشمالي".
وشدد الحسني بقوله: "نؤكد بأن زمن الاعتداء على الجنوبيين دون محاسبة قد ولى ومن يعتدي على الجنوبيين سنقوم بإحضاره الى ساحات الحراك الجنوبي ومحاسبته ومعاقبته هنا". كما ألقيت عدد من الكلمات في المهرجان الحاشد بساحة الشهداء من قبل شباب ثورة 16 فبراير والناشط الجنوبي المحامي علي هيثم الغريب وأسر الشهداء الجنوبيين، أكدت جميعها على المضي في القضية الجنوبية إلى هدفها الأوحد المتمثل بإستعادة الدولة.