لازالت خالة من الجمود نهيمن على طبيعة العلاقة بين ايران وحركة حماس الاسلامية بالرغم من كافة محاولات حجب التوتر القائم بينهما على خلفية تباعد وجهات النظر بينهما في العديد من القضايا المطروحة، وهو ما يبين خوف إيران الكبير من فقدان نفوذها بخسارة حلفائها في المنطقة. قال مصدر قيادي في حركة حماس الإسلامية إن علاقة الحركة مع إيران، مستمرة في حالة مما وصفه ب"الثبات البارد"، مشيراً إلى أن طهران تشترط زيارة رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل لها، لتحسين العلاقات بين الطرفين. وأوضح القيادي طالباً عدم ذكر اسمه، أن إيران تشترط زيارة مشعل لطهران، لتحسين العلاقات بينهما، وهو "ما تراه الحركة غير مناسبا في هذه المرحلة". وقال "مشعل لن يزور طهران في الوقت الحالي كافة المستويات القيادية في الحركة مستعدة لزيارة طهران، عدا مشعل، لأسباب كثيرة، منها التوقيت في هذه المرحلة، فهو غير مناسب". وتابع "إيران تشترط في العلاقة مع حماس زيارة مشعل لطهران، وهذا الأمر بالنسبة لنا، يحتاج إلى توقيت تكون فيه المنطقة أكثر استقرارا". وأضاف"إيران جعلت مشعل وزيارته لطهران أساس العلاقة، وحماس قالت لإيران وكل الأطراف، نحن منفتحون على الجميع، لسنا في جيب أحد، ولا يوجد توجّه لدينا لتحالف ضد طرف. من أراد فلسطين، عليه دعم مقاومتها وشعبها، ونحن ما إلا طليعة تجمّع الأمة على القدس". وأوضح القيادي أن إيران، حاولت منذ بداية الثورة السورية(مارس/ آذار 2011) أخذ موقف من حركة حماس لصالح النظام في سوريا، لكن الحركة كان موقفها واضحا، بأنها "غير معنية بالتدخل في الملفات الداخلية لأي من دول المنطقة، كما أنها لن تقف في وجه طموحات الشعوب المقهورة". ويرى مراقبون أن ايران تسعى جاهدة الى عدم خسارة حلفائها وميليشياتها في المنطقة خاصة أنهم حجر زاوية السياسة التوسعية الايرانية القائمة على التخريب والفوضى، كما تريد طهران قطع طريق التقارب بين السعودية وحماس من منطلق خوفها على فقدان نفوذها في المنطقة. وأكد هؤلاء أن اشتراط زيارة مشعل لطهران لإعادة تحريك العلاقة الجامدة وكسر الجليد يعد تحديا إيرانيا لضبط ميزان القوى خاصة مع السعودية عقب زيارة مشعل لها مؤخرا. وفي اطار الجهود لحجب الجمود الواضح في علاقة طهران بحماس نفى خالد القدومي ممثل حركة حماس في طهران، وجود توتر في العلاقة الثنائية بين الطرفين، كاشفا عن وجود وعود إيرانية للحركة بتطوير العلاقة معها خلال الفترة المقبلة. وقال القدومي إن العلاقة مع طهران مستمرة ولا تزال الاجتماعات مع المسؤولين الإيرانيين متواصلة، مشيرًا إلى وجود لقاءات عقدت بين الطرفين داخل طهران وخارجها. وشدد على أن الحركة ملتزمة بتبني علاقات متوازنة مع جميع الأطراف في المنطقة، ولا تقيم علاقة مع طرف على حساب الآخر. وبشأن زيارة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس إلى طهران، أكدّ استمرار العمل على ترتيب هذه الزيارة، مؤكدًا أنه لم يحدد موعد لزيارة طهران من الأصل كي يتم الغاءها او ارجاءها. واكد خبراء أن العلاقة بين إيران وحماس لازالت متوترة وأن كل محاولات التجميل مكشوفة ولا تمت للواقع بصلة. وتسببت زيارة خالد مشعل، للرياض ولقائه كبار المسؤولين السعوديين، منتصف يوليو/تموز بزيادة التوتر الذي تتسم به علاقات طهران وحماس، حيث ظهر الهجوم الذي شنته وسائل إعلام إيرانية، على الحركة، مدى انزعاج إيران من خطوة مشعل. ووجهت وكالة الأنباء الإيرانية "فارس" اتهامات للحركة بأنها "ستشارك ب700 من عناصرها للقتال في اليمن، تلبية لطلب المملكة السعودية"، كما اعتبرت عدة صحف إيرانية، أن حماس "تعمل ضد مصالح طهران في المنطقة"، بالنظر إلى صراع النفوذ في المنطقة بين الرياضوطهران. وعلى مدار سنوات عديدة، أقامت حماس علاقات قوية ومتينة مع النظام الإيراني، ولكن اندلاع الثورة السورية، عام 2011، ورفض الحركة تأييد نظام بشار الأسد الذي يلقى دعماً واسعاً من طهران، وتّر العلاقات بينهما. ومنذ تولي العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، مقاليد الحكم في يناير/ كانون الثاني رأى مراقبون أن تحسناً ساد العلاقة بين الرياض وحماس بعد قطيعة شهدتها السنوات الماضية.