كان و لا زال منذ القدم إشكال المشاكل و عصي المراحل حديثاً و قديماً في اليمن ! إن اليمنين و عبر حقب تاريخية سحيقة منذ الأزل يتصارعون عندما يصلون لإشكالية نظام الدولة و بنائها السياسي الذي يتشكل مع أي تغير جو سياسي تفرزه الإنتصارات أو الهزائم ! ، و حديثاً و في تاريخنا المعاصر و تحديداً بعد إستقلال الشطرين شمالاً و جنوباً ! دخل كل شطر في ديمومة من الصراع اللامنتهيه ! بين الفرقاء المتصارعين ! إلى أن تحدد شكل الشطرين سياسياً و بشكل شبه ثابت في حقبة الثمانييات شمالاً و إذ لم يكن مستقر إلا حداً ما جنوباً ! ليأتي العام 90 ميلادي معلناً ميلاد اليمن الموحد الذي كان يمنين ! حتى أتى يوم إختلاف اليمنيين على نظام و شكل الدولة الوليدة التي بدأ جلياً أن هناك عملية إلتفاف إستحواذية للإستيلاء و الإنفراد بالدولة لصالح طرف دون الآخر ! و احتدم الصراع كيف لا و كلا الفريقيين له تركته السياسية المثقلة بعقدة الصراع السلطوي القائمة على نظرية الإلغاء و الإقصاء حتى و إن كانت حيثييات العداء كانت سابقة لطرف عن آخر في حلم الإستحواذ و السيطرة من بوتقة المعضلة الأزلية الإختلاف على نظام الحكم و شكل الدولة و تكاد تكون معضلة العرب مركزياً ! مهما اختلفت الحوادث و الطرائق حديثاً وقديماً ! لتندلع الحرب ! و يتم إقصاء الشريك ! الذي إنتهى دوره السياسي بمجرد أن إنتهت المعركة ، لتدخل اليمن مرحلة الوحدة المفروضة برهن الإنتصار على الشريك ! كانت القيادة و النخبة الحاكمة هي مجموعة خالصة من أبناء و رجال شمال الشمال ! الحلقة الأقوى في الشمال قبل الوحدة و الحلقة الأقوى بعد الوحدة و الإنتصار ! على وحدويي الجنوب ! و النخبة الحاكمة كانت عبارة عن تحالف رأس الهرم و السلطة العائلية الجيش و الحرس الجمهوري تحالف عشائري لمكونات قبلية تمتد من صنعاء غرباً إلى صعده شمالاً و من عمران جنوباً الى ذمار شرقاً. كانت قوة مهولة تملك القوة و النفوذ و تحكم منفرده اليمن بسلطة القرار ! إلا أن هناك متغيريين طارئين عصفا بالجوقه الحاكمة ! 1- الثورة الشبابية السلمية : جاءت نتاج إحتقان سياسي لفشل الحكومات المتعاقبة في إيجاد حل إقتصادي شامل للأزمه الإقتصادية ، مع وجود شرخ في توافق سياسي بين حزب الإصلاح و حزب الرئيس المؤتمر و أبناء الشيخ الأحمر أحد أقطاب تحالف شمال الشمال القوية زائداً الإنشقاق المثير للجدل لأبرز قائد عسكري شمالي ضد رأس الهرم علي محسن الأحمر. لتستمر الثورة زهاء التسعة أشهر لتنتهي الثورة بتسوية سياسية أفضت لخلع صالح ! متغيراً أخل بتوازن شمال الشمال الذي لم يكن ليسلم بسهولة ، ليعيد ترتيب تحالفاته مع إنطلاق مؤتمر الحوار الوطني ؟ الذي جس و طرق معضلة و إشكالية الحاضر و الماضي نظام و شكل الدولة ! 2- التدخل العربي بقيادة السعودية : بعد أن رأت أن المخلوع و حلفائه قد عقدوا العزم على السيطرة الكاملة على اليمن بعد تحالف المخلوع مع الحوثيين حلفاء إيران الساعية لكسب المزيد من المكاسب في سبيل ضمان بقاء مصالحها خاصة و إن تهديد جماعه الحوثيين بالسيطرة على باب المندب دق ناقوس الخطر لدى المملكة و حلفائها التى ترى أقطاب تحالف شمال الشمال إنقلابيين على الشرعية و ساعيين لتنفيذه الأجندة الإيرانيه . ومع هزيمه المخلوع وحلفائه في الجنوب احذف كل الكلام بعدالعباره هذه وربطها ب يبدو ان شمال الشمال مقبلآ. و حلفائه في الجنوب يبدو أن شمال الشمال مقبلاً على تحول تاريخي قد يقبل القسمة على إثنين في رمزية مفادها أن شمال الشمال لم يقبل برئيس شافعي طيلة ألف عام قادم من الجنوب ! رغم أني لا أعتقد بأنها نظرية صحيحة . إلا أنني أرى شمال الشمال في قادم الأيام سيقبل القسمة على إثنين حباً و كرامة دون إكراه ! و إن كان الرئيس شافعي من تعز ! أو شافعي قادم من تهامه !!