لقد ابتليت جامعة عدن مثل غيرها من المرافق العامة الإدارية والمراكز العلمية في المحافظات الجنوبية بمظاهر الفساد المالي والإداري، وتفشت فيها سياسة الانحراف المنظم والمخطط التي حرفتها عن نهجها العلمي والأكاديمي لتتحول إلى بؤرة تهيمن عليها عصابات من الموالين لزعيم نظام الاحتلال اليمني، الذين وجد فيهم ذلك النظام القبلي المتخلف ضالته، فاختار منهم ضعفاء النفوس وهواة التسلط والحقد، وتحديدا كل من قدم عروض الطاعة والولاء لتنفيذ سياسة الاحتلال، وابدا استعداده للانتقام من مرحلة حكم نظام دولة الجنوب (67 - 1990) تحت مزاعم بأن نظام دولة العدل والمساواة قد الحقت بهم الضرر واسقطت عنهم الوجاهات القبلية والمناطقية، وافقدتهم مصالحهم الذاتية والانتهازية، فتدافع المزايدون والحاقدون لكسب ثقة ورضاء زعيمهم ليكونوا سماسرته الأوفياء لتنفيذ حقده الدفين على كل ما هو جنوبي، وله علاقة بسياسة الحزب الاشتراكي اليمني، الذي اتخذوا من تلك المرحلة التاريخية من تاريخ شعبنا الجنوبي مبررا لإشباع نزواتهم ولتصفية الحسابات السياسية مع تلك المرحلة التاريخية برمتها، فمارسوا كل أساليب النهب والفساد المالي والإداري لموارد وممتلكات الجامعة، وتعدوا على نظمها العلمية ولوائحها الأكاديمية، وتجاوزت اهوائهم الذاتية المقاييس العلمية في التعيينات لشغل المناصب القيادية لمرافق وكليات الجامعة والمراكز العلمية التابعة لها، بل وصل بهم الأمر إلى ما هو أفظع وأسوء من ذلك، حيث تم لهم تعيين عدد كبير من أعضاء هيئة في كليات الجامعة لا تتوافر فيهم الشروط العلمية والمؤهلات الأكاديمية، كما ارتكبوا فضائح لا حصر لها كان من أهمها: منح الالقاب العلمية للمقربين والموالين والمطيعين دونما استحقاق أو توافر ولو لبعض الشروط العلمية المطلوبة لنيل ذلك اللقب العلمي.. وفي سبيل معالجة تلك الاختلالات والممارسات الفوضوية طوال سنوات الاحتلال الغاشم، فقد تداعت مجموعة من الأكاديميين الجنوبيين الذين كان لهم شرف النضال السلمي والتحرري لاستعادة الدولة الجنوبية المستقلة، إلى عقد لقاءات لتدارس مجمل الأوضاع التي تعاني منها جامعة عدن، وقدموا مقترحات عاجلة لانتشال الجامعة اسموها ( المبادرة الأكاديمية لإصلاح جامعة عدن والنهوض بدورها ووظيفتها) سيتم تعميمها وطرحها لمناقشة أعضاء هيئة التدريس الأساسية والمساعدة خلال الأيام القليلة القادمة.. نتمنى من جميع الزملاء الأكاديميين في مختلف كليات جامعة عدن إلى المشاركة الفاعلة في مناقشة مبادرة استعادة جامعهم المسلوبة من همجية الفساد اليمني.. وللجميع التحية د. حسين مثنى العاقل رئيس الهيئة الأكاديمية الجنوبية.. 31 أغسطس 2015م.