الضالع موئل الثورة وعرين الاسود الابطال ، قدمت - وما تزال – فلذات اكبادها وخيرة شبابها قرابين للوطن المعطاء وحريته وكرامته ... الضالع بإقدام شبابها وتضحياتهم الجسيمة وبطولاتهم الفريدة التي أذاقت المحتل صنوف القهر والذل وكسرت شوكته وقوته ومرغت عنجهيته واستكباره بوحل الخزي والعار والهزائم المنكرة ، سطرت امجاداً عظيمة وانتصارات ساحقة مهدت لانتصارات باقي المحافظات ، وكتبت تاريخاً نضالياً زاخراً بالانتصارات والصولات والجولات لن تنسى أحداثه أو تمحى تفاصيله ... نعم سيظل ذلك التاريخ الاسطوري – الذي سيحكي عن بطولات وإقدام الشهيد فارس الضالعي ورفاقه ويسجل أن مجموعة من الشباب الذين لا يملكون إلا العزيمة الصادقة والشجاعة النادرة وسلاحهم الشخصي الخفيف فحسب قد قهروا جيشاً جراراً ومليشيات إجرامية متوحشة تملك العدة والعتاد العظيم – تتناقله الاجيال جيلاً بعد جيل الى ما شاء الله ...!!!.. وستظل مواقع : العرشي والخزان والقشاع والمظلوم والخربة والسوداء شاهدة على شجاعة وبسالة وتضحيات أولئك الفتية الأشداء ، مثلما أنها شاهدة على الجرائم البشعة لجنود الاحتلال الذين كانوا متمركزين فيها قبل تحريرها ، والتي فاقت الوصف وتجاوزت المعقول ولم يشهد لها التاريخ مثيلاً ، إذ لم يسلم منها حتى الشجر والحجر والحيوان ...!!.. وما يدعو للفخر والاعتزاز أنها رغم ظروفها الصعبة ومعاناتها العظيمة في كل مناحي الحياة ، لم تلتفت الى شيء من ذلك ، ولم تتراخى او تضع السلاح وتخلد للراحة ، ولم ترفع صوتها للمطالبة بإعادة التيار الكهربائي المقطوع عنها منذ ستة شهور ، أو تزاحم على المناصب والمغانم وتوفير ولو الحد الادنى من مقومات الحياة الضرورية التي تفتقر اليها الضالع ، مع أن ذلك جائز وحق مشروع سواء للضالع او لغيرها ... بل أن ذلك الانتصار العظيم والفتح المبين زاداها حماسة وقوة وعزيمة ، وها هي تشهد يومياً في جميع مناطقها تخرج دفعات جديدة من ابطال المقاومة الجنوبية والتي ستكون بعون من الله تعالى نواة للجيش الجنوبي الذي سيفرض الارادة الشعبية لشعب الجنوب الابي على كامل تراب السيادة الوطنية ... نعم الضالع اليوم تعمل بصمت وتعد العدة لمواجهة أي طارئ لأنها تدرك تماماً بأن الحرب لم تنته بعد ، وأن جميع الاحتمالات لا تزال واردة ...!!