في ذكرى عيد الجيش الجنوبي الذي انهته عصابات الفيد والعدوان عادت الضالع بكبرياء وشموخ واستعرضت أقوى عرض عسكري شهده الجنوب منذ احتلال الجنوب . من بلد قدموا الغالي والنفيس بجميع الجبهات ، من مدينة ارتوت ترابها بدماء ابطالها ، من مدينة جعلت المحتل ينتحر على اسوارها . من الضالع المدينة الصامدة ، من بلاد عنتر وشائع التي نالت دبابات العدو، من جدرانه وقتلت بعضا من سكانه ، في تلك الايام العصيبة ... ولكنها لم تنل من عزيمتهم وإرادتهم ،ولم تقتل روح الصمود والتحدي فيهم ، رغم الدمار والمعاناة، وحر الشمس وبرد الشتاء ، رغم الفقر والظروف، رغم ظلم الغريب وقسوة الزمن رغم الشهداء والأسرى والجرحى، ووسط المعاناة والآلام، ومن تحت ركام البيوت المدمرة خرج هؤلاء الأبطال، رفضوا الاستسلام والانكسار، وأثبتوا أبناء عنتر أن الضربة التي لم تقتلك تقوي ظهرك ، انفجروا و طهروا الضالع من براثين ضبعان وعملوا على اعادة روح الجيش الجنوبي . أيام وأشهر يعملون ليلاً ونهاراً في تدريب الشباب رغم شح الامكانيات إلا انهم اثبتوا للجنوب باسره ان الوطن لا يحتاج الى انتظار خلف شبابيك الاعتماد على الغير، بل يحتاج الى تدريب وتحفيز وعمل لبناء جيش جنوبي قادر على حماية وطنه بعد حرب طاحنة مع مليشيات الحوثي وصالح المحتلة . وها نحن نشاهد يوماً بعد يوم والضالع ترسم لوحات فنية وطنيه بلحنها الغيثار بدفعاتها الواحدة تلو الاخرى . فكل التحية والتقدير لمن جعل من هذا العيد رونقا وغيثارة، ولمن رسم البسمة من جديد على شفاه الصغار والكبار في وطني الجنوب . فالتحية لكل طفلاً و شيخاً وبيتاً وقرية في ضالع الصمود التي تعلمنا يوماً بعد يوم دروس في التضحية والفداء والتي ترسل رساله يوماً بعد يوم لكل ارجاء الوطن ان الوطن بحاجة الى التلاحم والعمل في تدريب الشباب فإن الأيام توحي لهم انها سترمي امامهم دولة منهكة مدمرة فأن لم تجد من يحميها ويقوم في إعادة هيكلتها بأسرع وقت فأنها ستذهب إلى جحيم اخر ....