انتقدت البحرين المسؤولين الايرانيين بسبب اساءة ترجمة الخطاب الذي ألقاه الرئيس المصري محمد مرسي خلال قمة حركة عدم الانحياز الاخيرة في طهران اذ استبدلت كلمة سوريا بالبحرين عندما كان مرسي يسرد اسماء الدول العربية التي شهدت انتفاضات منذ العام الماضي. ولهذا الامر حساسية دبلوماسية لأن ايران ذات الاغلبية الشيعية والحليفة لحكومة الرئيس السوري بشار الاسد ابدت تعاطفها مع الاحتجاجات التي يقودها الشيعة في البحرين ضد حكم اسرة ال خليفة السنية.
وادلى مرسي بالخطاب يوم الخميس الماضي خلال افتتاح مؤتمر قمة حركة عدم الانحياز التي تضم 120 دولة اغلبها من الدول النامية.
ولم يذكر مرسي البحرين في خطابه وتقدمت الحكومة البحرينية بشكوى لدى القائم بالاعمال الايراني يوم السبت بسبب اساءة مترجم التلفزيون والاذاعة الرسمية في ايران ترجمة الخطاب.
وذكرت وكالة انباء البحرين الرسمية في وقت متأخر من مساء يوم السبت ان اساءة ترجمة الخطاب "يعد إخلالا وتزويرا وتصرفا إعلاميا مرفوضا يشير إلى قيام أجهزة الإعلام الإيرانية بالتدخل في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين."
واضافت ان البحرين طالبت ايران بتقديم اعتذار عن هذا التصرف.
وقال عزت الله ضرغامي رئيس مؤسسة الاذاعة والتلفزيون الايراني يوم الاحد ان كلمة سوريا ترجمت خطأ في قناة واحدة تابعة للتلفزيون الرسمي.
ونقلت وكالة مهر الايرانية للأنباء عن ضرغامي قوله "في خطأ شفهي قال هذا المترجم ‘البحرين" بدلا من ‘سوريا" واصبح ذلك ذريعة لوسائل الاعلام الاجنبية."
ووصف مرسي في كلمته حكومة سوريا بأنها "نظام قمعي فقد شرعيته" ودعا الى رحيله. ودفعت كلمته الوفد السوري لمغادرة القاعة.
وذكرت صحف مصرية ان المترجم اساء ترجمة كلمات اخرى لمرسي ونسب له انه يأمل في "بقاء النظام السوري".
وشكا بعض الايرانيين على الانترنت من اساءة ترجمة الخطاب وهو ما سبب حرجا لطهران بينما كانت تسعى لان تصبح عاصمة للدبلوماسية بعد استضافة القمة الاسبوع الماضي.
وكتب شخص يدعى احمدي في تعليق على موقع صحيفة (عصر ايران) التي نشرت ترجمة صحيحة للخطاب "ترجمة التلفزيون الرسمي الايراني المتعمدة وجهت اهانة كبيرة لمشاهديه."
وعلق قارئ آخر على نفس الموقع "بالنسبة لنا ممن كانوا يستمعون للاذاعة فكلما كان مرسي يقول ‘سوريا" كان المترجم الفارسي الذي لا يملك الكفاءة المطلوبة يحولها الى ‘البحرين"!!"
وخلال زيارته لطهران الاسبوع الماضي وجه الامين العام للامم المتحدة بان جي مون انتقادات حادة لايران بشأن سجلها في مجال حقوق الانسان وافتقارها للشفافية فيما يتعلق ببرنامجها النووي.
لكن وسائل الاعلام الايرانية ركزت على العبارات التي اشار فيها الى اهمية ايران في العالم وتجاهلت انتقاداته بشكل عام.
وقال حسين امير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الايراني يوم السبت ان مرسي تلقى معلومات خاطئة بشأن الوضع في سوريا.
ونقلت وكالة مهر عنه قوله "العديد من وجهات نظر مرسي تتفق مع وجهات النظر الايرانية لكن في بعض القضايا فقط مثل سوريا فلديه وجهة نظر مختلفة. اذا حصل مرسي على مزيد من المعلومات عن سوريا فإنه سيغير وجهة نظره."