المقاومة الجنوبية ولدت عملاقة من رحم ثورة جنوبية ناضجة مكتملة الأركان سارت بنسق ثوري تدريجي . تحقق النصر وبرزت لوحة المقاومة الوليدة في اروع صورها وترجمت المعاني العميقة للشجاعة والبسالة والفداء والتضحية وكانت مثار دهشه وانبهار للجميع. لكن ومع الواقع المتداخل الذي خلف هذا الانتصار تظل مخاوف ذوبان وتلاشي لوحة النصر محدقة في هذه المرحلة وخاصة ان قوة الجنوب وبقاء مقاومته صلبة لا تروق للكثير ممن يجيدون لعبة خلط الاوراق وعشاق المال لذا سيسعى هؤلاء لتفكيك البناء الجنوبي خارجيا وداخليا (الخوض في هذه النقطة ذو شجون ويحتاج فصول كثيرة) ما يهم في هذا السياق هو كيفية تجاوز مرحلة ما بعد الانتصار ودرء مخاوف قد تنهي كل ما تحقق ويتأتى ذلك من خلال ثورات فرعيه (متممة) ان صح التعبير تضع حدا للفساد الممنهج بأيدي جنوبية مسيّرة تحمل معاول هدم لكل شيء . هذه الثورات لابد ان تكون متلازمة زماناً ومكاناً كي تؤتي اكُلها ومنها :- * ثورة مدنيّة حضارية يتزعمها شباب الجامعات هدفها تكريس مظاهر التمدن عمليا من خلال المبادرات الطوعية في المجالات الحياتية * ثورة مجتمعية شعبية تساهم على تحييز الأفكار القبلية مهما تكن ايجابيه لان ذلك يؤدي الى تمترس مناطقي جنوبي خطير . * ثورة اخلاق تحافظ على حقوق العامة والخاصة سوى كانت جنوبية او شمالية كي تحد من مفهوم البلطجة والفيد الموروث من الحكم المتخلف لان هذا يعني في النهاية ان يتحول المناضل الفدائي الى بلطجي يقاتل من اجل متاع دنيء. * ثورة قيم وطنية تضع الشخص المناسب في موقعه المناسب بعيدا عن الحسابات المناطقية والحزبية . تجسد نظام العمل الجماعي التطوعي وتلغي هالة التمجيد والتبجيل الشخصي لأي قائد ميداني او عسكري او سياسي مهما كانت هذه الشخصية نقية وكفؤة وهذا يضمن ان تظل المقاومة بعيده عن الارتهان الشخصوي لان هذا يقود الى ان يصبح القائد الميداني هو نفسه السياسي والاقتصادي والزعيم الملهم . خاتمة: لن يستلذ بطعم النصر من لم يتذوق صبر الصبر.