حضر إلى مقر صحيفة (عدن الغد) الاخ سالم محمد المنذري رئيس نقابة سائقي سيارات الأجرة (البيجوت) بمعية مجموعة من سائقي النقابة، وقدموا شكوى على خلفية الحادث الذي وقع عصر الاثنين حينما اقتحم مجهولون مقر نقابة النقل الكائن بفرزة القاهرة التابعة لمديرية المنصورة محافظة عدن. وقال النقيب : هناك مجموعة بلطجة مستاجرة قامت بمداهمة مقر النقابة واقتحامة واستخدمت في الهجوم الاسلحة الرشاشة ونحن نعرف الجهات التي دفعت لهم للقيام بما قاموا به. واضاف المنذري: الحكاية ان هناك من يعمل خارج نطاق القانون حيث ان هناك باصات تعمل من خارج الفرزة وعلى نفس الخطوط فتقوم بقطع ارزاق سائقي سيارات الاجرة البيجوت الذي يخضعون لقوانين النقابة ويدفعون الاشتراكات بصورة مستمرة، وقد طالبنا بنزول حملة مرورية للوقوف على الامر وتنظيم كل ذلك بما يكفل الحقوق لاصحاب الحق ويعيد الانضباط للفرزة وقد نزلت حملة مرورية قبل ايام وتم اعادة الانضباط نوعا ما الى عمل المواصلات ويبدو ان هناك من تضرر مما حققته هذه الحملة فدفع لهؤلاء البلاطجة المسلحين لمهاجمة مقر نقابة سائقي الاجرة بالصورة التي حصلت. وفي ختام شكواه طالب رئيس نقابة سائقي البيجوت السلطات المحلية بمحافظة عدن ممثلة بالمحافظ وكذا ادارة الامن وكل الجهات الامنية بالقيام بواجباتهم في حماية المرافق الاهلية والعامة وحماية المواطنين من الاعتداءات التي تقوم بها العصابات مدفوعة الاجر وكذا ضبط الجناة ومحاسبتهم والوصول الى من دفع بهم ليقوموا بهذه الاعمال وردعهم لعدم تكرار هذه الاعمال. وبعد الاستماع الى شكواهم التي يريدون رفعها للجهات المختصة وروايتهم للحادث قررت (عدن الغد) النزول الى مكان الحدث واستطلاع الموضوع عن كثب ورفع الاضرار بالصورة والوصف، وعند وصولنا الى المكان تجمهر حولنا سائقو الاجرة منتقدين ما جاء في عدة صحف من كون الحادث اشتباكا مسلحا حدث بسوق القات المجاور لمبنى النقابة. ووصلنا الى المبنى المكون من دورين والمطل على فرزة القاهرة وفي دوره الثاني الذي يؤدي اليه درج ضيق وينتهي بباب حديدي مليء بالثقوب بفعل كثافة الرصاص الذي استخدمه المهاجمون للمبنى، وعند دخولنا لاحظنا ان المبنى هوجم من كل الجهات وكأنه ليس مبنى لنقابة سائقي الاجرة الذين اذا لم يموتوا بحادث سير فإنهم يموتون على فرشانهم بسلام كما يموت مدرسو الرسم ولاتربطهم بحوادث الاقتحامات واطلاق الرصاص اي صلة. شبابيك المبنى وجدرانه الشرقية والشمالية مليئة بآثار الرصاص والزجاج المكسر يملأ المكان في غرفة الديوان الرئيسي بالدور الثاني، وفي الغرف الاخرى يقع في احدها مكتب للمالية والذي كان الموظف موجودا به اثناء الاقتحام وقد تم تهديده في حالة عدم فتح الباب بالقاء قنبلة عليه. مكتب المالية ظهر وقد تم العبث بمحتوياته بصورة فوضوية مريعة، الملفات ملقاة كلها على الارض الادراج مكسرة ثقوب الرصاص في كل زاوية المكيف تحطم بفعل عدة رصاصات.. كنا نتحرك بالغرف بحذر شديد وكان مجموعة من السائقين الذين رافقونا يطلبون منا الانتباه حتى لايصيبنا الزجاج المتناثر وبقايا الحطام. وفي الاخير وبعد ان انجزنا جولة التصوير وسمعنا من الموجودين ما حصل كوصف وليس كتحقيق غادرنا المكان والجميع هناك يرجون منا نقل اقوالهم بأن ادارة المحافظة مقصرة في ضبط الامن وردع الخارجين عن القانون. وكعادتها نشرت الصحف خبرا عابرا بات معتادا مفاده: "شن مسلحون مجهولون عصر يوم الاثنين هجوما على مقر نقابة سائقي الأجرة الكائن بفرزة القاهرة التابعة لمديرية المنصورة محافظة عدن. وفي الهجوم الذي استخدمت فيه الاسلحة الرشاشة واستمر لدقائق تم اتلاف محتويات المبنى بشكل يكاد يكون كليا غير انه لم يصب احد من موظفي ولا من سائقي الاجرة او المارة من المواطنين بأذى ولا يعلم احد خلفية الهجوم الذي تشابه مع هجمات اخرى باتت تتكرر في مدينة عدن". انتهى الخبر.. يومية من يوميات عدن الجديدة في عصرها المنفلت الذي لم تشهد مثيلا له منذ العصر الطباشيري تتكرر اخبار الاقتحام ويخرج المسلحون يداهمون ويعودون للنوم بسلام وسلطات المحافظة تغط في نوم عميق في اجازة مفتوحة للبال والضمير، وموت سريري لروح المسؤولية.