جدد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي التأكيد على وقوف الإمارات إلى جانب اليمنيين، ودعم حكومتهم الشرعية ضد العصابات المتمردة، ومساندة الشعب اليمني إنسانيا وتنمويا واقتصاديا وعسكريا، حتى يعود اليمن آمنا مستقرا. وهنأ الشيخ محمد نائب الرئيس اليمني ورئيس الحكومة خالد بحاح خلال اتصال هاتفي معه، بالعودة إلى العمل من داخل اليمن. ويأتي هذا الموقف الإماراتي القوي في دعم عودة الشرعية والاستقرار الى اليمن في وقت تواصل فيه الحكومة اليمنية العائدة إلى مدينة عدن تنسيقها مع المسؤولين الإماراتيين في ما يتعلق بمهمة إعادة تهيئة العاصمة اليمنية الوقتية وتسهيل عودة سكانها إلى حياتهم الطبيعية. والتقى خالد بحاح في عدن الأربعاء مبارك سعيد غافان الجابري المبعوث الخاص للإمارات لدى اليمن. ويراهن بحاح على دعم الإمارات لجهود حكومته. وتقوم الإمارات العضو النافذ داخل دول التحالف العربي بدور ريادي إنسانيا وعسكريا على طريق تخليص اليمن من الانقلاب الحوثي الشيعي المدعوم ببعض العناصر الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، ومن ذيول الحرب التي خلفت آثارا هائلة وخسائر في الأرواح والبنية التحتية وخاصة الصحية والتعليمية، لن يكون بمقدور اليمنيين بمفردهم توفير الإمكانيات المالية لإعادة بنائها، في وقت تقول فيه التقارير، إن اليمن يحتاج الى نحو 80 مليار دولار هي التكاليف المقدرة لإعادة إعمار ما دمرته الحرب. وعلى نحو خاص، بادرت القوات المسلحة الإماراتية، فضلا عن دورها العسكري الريادي في عملية تحرير المدن والقرى اليمنية المتواصلة بشكل ايجابي، بإطلاق عملية لإعادة البناء وإدارة مؤسسات عدن التي هجرها الموظفون الحكوميون. ويقول مسؤولون يمنيون إن حوالي 300 ضابط شرطة عادوا إلى العمل منذ يوليو/تموز وإن بعض مراكز الشرطة استأنفت عملها بمساعدة مستشارين من دولة الإمارات. وتشير مصادر يمنية إلى أن الوجود الإماراتي بمختلف اشكاله في عدن يحظى بترحيب خاص لأن سكانها لا يثقون في أحد لحمايتهم والوقوف بجانبهم في محنتهم غير الإماراتيين. وعقدت الحكومة اليمنية الخميس أول اجتماع لها في مدينة عدن بعد عودتها من منفاها الاختياري بالرياض. وقال بحاح إن حكومته ستعمل على عودة الحياة بشكل تدريجي، لافتا إلى أن عودتهم إلى عدن تأتي في إطار ذلك، وأنه سيتم تحرير جميع المناطق في اليمن من قبضة الميليشيات المسلحة. وتركز الحكومة جهودها خلال الفترة القادمة على إعادة الحياة إلى المدينة التي ستكون عاصمة مؤقتة في انتظار تحرير العاصمة صنعاء. وتراهن حكومة بحاح على الدور الإماراتي لإعادة إحياء عدن وتوفير المرافق الضرورية بها. وتخطط أبوظبي في الأيام المقبلة إلى إعادة ألفي رجل شرطة يمني إلى العمل، وتجنيد بعض المقاتلين من اللجان الشعبية ودفع رواتبهم لحفظ الأمن في عدن. وصرح محمد مساعد مدير أمن محافظة عدن بأنهم في حاجة إلى بذل جهود كبيرة لاستعادة الأمن في عدن بشكل كامل، لافتا إلى أن أمامهم تحديات كبيرة يحاولون تخطيها بشكل تدريجي. وقال مساعد إن "أعضاء الحكومة اليمنية ووزير الداخلية جمعيهم باتوا متواجدين في عدن وقدمنا لهم خلال اجتماع أمس خطة أمنية متكاملة لوضع حزام أمني للمحافظة وحماية المنشآت وتوفير الإمكانيات الأمنية وتأهيل ما تبقى من رجال الشرطة وأمور أمنية أخرى". وسادت الفوضى مدينة عدن التي يقطنها مليون نسمة منذ طرد الحوثيين على أيدي المقاتلين المحليين (المقاومة الشعبية) ومن بينهم أنصار الرئيس عبدربه منصور هادي. ويشكو سكان عدن من بطء السلطات المحلية في السعي لاستئناف الخدمات الأساسية وإزالة الحطام والقمامة التي تراكمت في الشوارع بعد القتال العنيف بين المقاومة الشعبية والحوثيين الذي بدأ في مارس/آذار. ويعول السكان على الدعم الإماراتي لتستعيد مدينتهم عافيتها وتخرج من حالة الفوضى وعدم الاستقرار في اسرع وقت ممكن. وتزداد شعبية الإمارات بين السكان لأن جنودها كانوا الأقرب إليهم بعد أن نجحوا في ملء الفراغ الذي خلفه غياب الدولة، بعد فرار الحوثيين وتأخر عودة الحكومة إلى المدينة لاعتبارات أمنية. وأطلقت الإمارات حملة كبرى تحت مسمى "عونك يا يمن" تستهدف مساعدة عشرة ملايين يمني من المتضررين من الحرب وتوصيل المساعدات العاجلة وأيضا الخدمات الضرورية إلى مناطقهم.